خالد جمعة
شاعر ـ كاتب للأطفال
(Khaled Juma)
الحوار المتمدن-العدد: 4583 - 2014 / 9 / 23 - 23:45
المحور:
الادب والفن
إلى محمود العبادي*
]دو[
دمُكَ يخسرُ لعبةً لم تلعبها
ونأتيكَ فُرادى
نشمُّ الموسيقى بين يديكَ
حتى في صمتِكَ الصارخ
وتقولُ في صمتٍ كذلك:
أصمتوا... فالموسيقى تحبُّ الصمت
]ري[
ربّينا إيقاعاتٍ على جسرِ المدينةِ الساقط
وكنتَ تدوِّنُ بالموسيقى أشياءَ غريبة:
الماءُ مثلاً وهو ينقّطُ من الحنفية
صرصارُ الليلِ المجنون
مكابحُ سيارةٍ مسرعة قفز أمامها قطٌّ فجأةً
دقاتُ قلبٍ سريعة...
وتعطي يدكَ بموسيقاها لأوّلِ مسكينٍ على الطريق
]مي[
مزعجٌ عزفُكَ
تقولُ وأنت تسحبُ العودَ من يدي
لكني لم أتعلم سوى منذ أيام...
أقولُ خجِلاً
هذا ليس مبرراً كافياً، تقول
]فا[
فتنتكَ الطبيعةُ
أجملُ ما عزفتَ، كان بين الشجر
على البحر
بين قطيعٍ هاربٍ من صاحبه
ومع ذلك، أغرتكَ البيوتُ أيضاً
وزراعةُ المواسمِ وأعشاشُ العصافير
وكنتَ تضحكُ دائماً على لهجةِ الصغير
حين يقلبُ الحروف
وتحوّلُ أخطاءه إلى موسيقى
]صول[
صوتٌ يجاريكَ دائماً
يمشي بجواركَ أو خلفك أو أمامك
لكنه دائماً هناك
وتصفّر ونحن في شارعٍ مزدحم
الحلوة الحلواية تعبو زنودها
نتفة اصفرّو خدودها
وبإيدها نعست الإسوارة
فأسألك: كيف تُخرِجُ الموسيقى وسط كل هذا الضجيج
فتبتسم: حين تحضر الموسيقى لا أسمعُ شيئاً آخر...
]لا[
لحنٌ صغيرٌ ينبتُ بين الألحان
كنتَ تنسى كلّ المواعيد
وحين تتذكر
لا تأتي أبداً على موعدٍ في ميعاده
إلا في حالةٍ واحدة
حينَ أقرأُ لك مطلعَ أغنية طازجة
وأغريكَ: حين تحضر، ستعرف الباقي
وقبل أن أقفل الهاتف
أجدكَ أمامي
]سي[
ساحرةٌ مساءاتُكَ
والعاشقون حاضرون
دائماً حاضرون
"وقلوب ولادك نواطيرك"
وأصبحتَ ناطور المدى
تغزلُ الفضاءَ ريشةً ريشةً
ونحنُ ننتظرُكَ جديداً
متحمماً بالموسيقى
فغيّر مزاجَكَ وتعالَ
فهناكَ أغنيةٌ طازجةٌ في انتظارك
الثالث والعشرون من أيلول 2014
* محمود العبادي: مطرب وملحن فلسطيني كان على متن القارب المصري المتجه إلى إيطاليا، وفقد من ضمن المفقودين
#خالد_جمعة (هاشتاغ)
Khaled_Juma#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟