أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ناجح شاهين - هل من فروق بين حماس وداعش؟














المزيد.....

هل من فروق بين حماس وداعش؟


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 4583 - 2014 / 9 / 23 - 16:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




يبدو أنني لا أعيش على هذا الكوكب. نعم يبدو أنني غفوت مئة سنة ثم عدت. كتب خالد عمايرة الذي يكتب للمثقفين فقط: "متى سيزحف الحوثيون المجوس إلى مكة ... الحوثيون الروافض المشركون عباد الأئمة على وشك السيطرة على صنعاء عاصمة اليمن ووجهتهم التالية هي مكة المكرمة ...الخ" لم أصدق عيوني: إن كاتباً فلسطينياً يمثل فكر حركة فلسطينية مقاومة ينبري إلى التحريض بأقسى لغة ممكنة ضد جماعة إسلامية يختلف معها في بعض الاجتهادات الدينية، فيصفها بالمجوسية والشرك دون أن تطرف له عين. لا مكان للاختلاف أبداً. ترى أين موقع المسيحي والعلماني والشيوعي وغيرهم وغيرهم في عقل هذا الفكر وقلبه وضميره؟ هل من مكان لأحد في وطن يمكن أن يسيطر عليه أصحاب هذا الفكر؟ كأنما الإفلاس السياسي يلد تطرفاً في الفكر الديني والاجتماعي.
الفكر الديني فكر كلياني مطلق الصحة لا مكان فيه للاختلاف. أنا أتفق مع الكاتب عمايرة في غضبته. ولكن المشكلة أن كل فكر ديني هو فكر مطلق لا مكان فيه للقبول بأية اختلافات. هل يمكن في باب البراغماتية السياسية والاجتماعية التظاهر بقبول الآخرين من أجل أن تستمر الحياة على هذه الأرض؟ أليس الحوثيون مقتنعين بأن "دينهم" هو الدين الصحيح من بين "الأديان" كلها؟ أليس الشيعة الزيدية على قناعة مطلقة بأنهم على حق وأنهم الفئة الناجية من بين فرق الشيعة جميعاً؟ أليس الروم الأرثوذكس على إيمان لا يتزعزع بأنهم أصح إيماناً من الكاثوليك والبروتستنت والمنونايت؟ أليس الزن بوذيون مؤمنين بأنهم الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه في مواجهة البوذيين؟ إنها معضلة لا حل لها: يجمع أصحاب كل فرقة دينية على أنهم الحق كل الحق، وأن غيرهم الباطل كل الباطل. ما العمل لحل المعضلة؟ إما أن يقتل الناس بعضهم بعضاً كما يفضل داعش والقاعدة ومن لف لفهم، وإما أن يقبل كل طرف بضلال باقي الأطراف ويترك أمر الفصل في هذا النزاع إلى خالق البلاد والعباد وهو أحسن الحاكمين.
كنت أظن مخلصاً أن حركة المقاومة "حماس" تتبنى الخيار الثاني، أعني خيار الآية الكريمة:"يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون." وبهذا الشكل يمكن لها أن تتعاون في مشروع المقاومة من أجل دحر الاحتلال مع فصائل وطنية علمانية مثل فتح، أو فصائل علمانية يسارية يعرف عنها الاتجاه الإلحادي والاشتراكي بهذا القدر أو ذاك، من قبيل الحزب الشيوعي والجبهتان الشعبية والديمقراطية. لكن هذا الهجوم المرعب على فئة مسلمة لها اجتهاد مختلف في فهم الدين يثير القشعريرة في النفوس. إن الرفض المطلق للآخرين وصولاً إلى تصفيتهم جسدياً إن لزم الأمر على طريقة داعش هو ما توحي به هذه اللغة النارية. والصحيح أن اللغة المستعملة لا تسمح لنا بالتماس أي تفسير ينفي التماهي بين الفكر الديني في فلسطين ونظائره الداعشية. يقول النص نفسه: "إن الله سيبعث خنازير الشيعة ليسوؤوا وجوه آل سعود الكالحة..." طبعاً الرجل غاضب من آل سعود الذين يريدون المشاركة في الحرب الأمريكية ضد داعش. وهنا يتبنى الكاتب صراحة هذا الاتجاه بوصفه "أهل الحق": "فمن سيقف في وجه المجوس غير أهل الحق والتوحيد الذين يحاول آل سعود القضاء عليهم بحجة الإرهاب والتطرف؟"
لست في سياق مناقشة السياسية الاستعمارية في المنطقة وموقع المقاومة منها، وما يمثله "الروافض" من حزب الله، وإيران، والحوثيين، وسوريا بالنسبة للاستعمار بوصفهم لبنة أساس في المشروع الكوني ضد الهيمنة الاستعمارية. ولا بد أن الدكتور الزهار يكفيني مؤونة ذلك لأنه ينوه منذ بعض الوقت بدور "الروافض" في دعم المقاومة بما فيها حماس. كما أنني لا أريد أن أناقش إسهام "أهل الحق" من قبيل داعش وغيرها في النضال ضد الصهيونية والاستعمار الأمريكي. من الواضح أن هذا نقاش عابث لأن الناس كلها باتت ترى بعينيها أن ثوار النصرة وداعش يتلقون العلاج والرعاية الكاملة في مشافي الاحتلال الإسرائيلي ويحظون بزيارات عيادة المرضى من نتانياهو شخصياً.
ليس موضوع البحث هنا هو السياسة. إنما تساؤل عن بقية من عقل: هل قرر الإسلاميون من "أهل الحق" فتح بوابات الجهاد ضد المجتمعات العربية الكافرة بغرض قتل أبنائها المسيحيين، والعلمانيين، والمختلفين في المذهب الإسلامي ذاته، وإرجاء المعركة من أجل فلسطين، والمعركة ضد الاستعمار، إلى ما بعد الانتهاء من ذبح الإخوة "الكفار"، أو تهجيرهم باعتبار هذه خطوة أكثر أهمية من الناحية الجهادية؟ لا جرم أن فوزي منصور على حق: إنهم إن قرروا ذلك، يكتبون الصفحات الأخيرة في كتاب "خروج العرب من التاريخ." فهذا الجنون العدمي لا يذهب بأهله ومجتمعه إلا إلى الانقراض.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المناضل مجد اعتراف الريماوي
- رأس المال المحلي لا وطن له
- أوباما، يصنع الدمى، يحركها، يعبث بها، ويحرقها
- ما الذي يبقينا على قيد الحياة؟
- أغلقوا المدارس/افتحوا بوابات الإنتاج والمقاومة
- المقاومة الفلسطينية بين الإرهاب الإسرائيلي والإرهاب المصري
- داعش في بيتي
- غزة ومجتمع الفرجة وانتظار جودو إلى عادل سمارة
- غزة ومجتمع الفرجة وانتظار جودو
- انتصرت المقاومة
- هاشم أبو ماريا
- المقاومة الفلسطينية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
- غزة وشلال الدم واحتفالات التوجيهي
- غزة تتعمد بالدم في زمن مجاهدي داعش ومقاتلي التنمية
- المنظمات غير الحكومية في ديجور الفساد والبيروقراطية وعدم الف ...
- يحبونني موافقاً، يكرهونني معارضاً: من سمات الشخصية العربية ف ...
- إسرائيل رئيساً للجنة الدولية لتصفية الاستعمار صدق أو لا تصدق
- سيكولوجية المثليين والاقتصاد السياسي
- حول السلعة الميتة والإنسان الحي
- المخازي الأساس في الانتخابات السورية


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ناجح شاهين - هل من فروق بين حماس وداعش؟