أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد السعيدي - من هو حيدر العبادي المكلف برئاسة الوزراء ؟














المزيد.....

من هو حيدر العبادي المكلف برئاسة الوزراء ؟


سعد السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4583 - 2014 / 9 / 23 - 03:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فوجئنا كما فوجيء الكثيرين بسيل الترحيب الحار الذي انهال على البلد من جميع انحاء العالم بمجرد الاعلان عن اختيار السيد حيدر العبادي كرئيس للوزراء خلفاً للمالكي الشهر الماضي. وقطعاً فردود الافعال هذه لم تأت فقط نكاية بالمالكي، بل لابد ان يكون ورائها اهداف وآمال اخرى. وإذ نكون على يقين بان اولئك المهنئين لا يعبرون عن فرحتهم هذه بلا سبب , فإننا نتسائل إن لم يكن ذلك السبب هو معرفة سابقة بالعبادي وبتوجهاته السياسية والاقتصادية، وإنها تناسب مصالحهم !
وبما أن تلك المصالح ليست بالضرورة مطابقة لمصالح وأماني العراقيين فيما يخص بلدهم ، ولمعرفتنا بتوجهات اولئك المهنئين "العالميين" السياسية والإقتصادية، فمن حقنا أن نتساءل من هو العبادي ومصالح من يمثل ؟

التصريحات التي أدلى بها العبادي حتى اليوم وكل ما قام به يمكن أن يدرج في خانة حملة العلاقات العامة لتجميل صورته وتسويق حكمه المفاجئ. ولم تساعدنا كثيراً نتف المعلومات التي نشرت عنه لتوضيح الاتجاه السياسي والاقتصادي الذي ينوي تسيير البلاد بموجبه. وكأنما تم إبقاء هذين الموضوعين الاساسيين في الظلمة التامة بشكل متعمد.
لذلك لغرض الحصول على صورة عن توجهاته , فإننا ذهبنا نبحث عما يفيدنا في إزالة هذه الضبابية في ماضيه النيابي , عندما كان يترأس لجان الاقتصاد والاستثمار والمالية. فعثرنا على بعض من المعلومات التي انتقينا منها مقابلة صحافية اجريت معه في فترة سابقة تلقي ضوءاً على تفكيره وتوجهاته (*).

من هذه المقابلة يتوضح لنا بعضاً مما يؤمن به السيد العبادي من خلال رؤاه للاعمار وتركيزه على قانون الاستثمار والنقاط التي ادرجها فيه. فنرى بوضوح أن الاساس الذي ينظر العبادي الى ادارة امور البلد الاقتصادية من خلاله هو هذا القانون الذي كان له دور رئيسي في إقراره.

وهنا ننوه الى ان قانون الاستثمار هذا الذي سن عام 2006 لم يعرض للنقاش العلني امام الشعب قط. إنما فرض فرضاً وجرى تمريره بسرعة في مجلس النواب. ولم يقم النائب العبادي رئيس لجنة الاستثمار النيابية يومها بتجشم عناء تقديم الموضوع إلى الناس في الاعلام... حتى حصول هذه المقابلة المذكورة التي جرت بعد سنة من إقرار القانون.

عند قراءة قانون الاستثمار يلاحظ الى انه موجه بشكل اساس لخدمة المستثمر الاجنبي , لا المواطن , ولا حتى المستثمر المحلي. وبالتالي فعندما يضع العبادي كل طاقته خلف هذا القانون ، واضعاً بنفس العملية الاستثمار الحكومي في الثلاجة , فانه يكشف عن نفسه كخادم وممثل للمصالح الاجنبية في البلد. وهنا يزول الغموض في الحماس الأجنبي الشديد المفاجئ لتولي العبادي لرئاسة الحكومة، ويصبح كل شيء واضحاً ومفهوماً.

فالتوجه للاستثمار الخاص الأجنبي خاصة ، هو التوجه الأساس للأجندة الأمريكية للعراق. إذ ان بريمر الذي تصور نفسه حاكم العراق هو من سن اولى قوانين الاستثمار الخاص فيه من خلال امر سلطة الائتلاف المؤقتة رقم 39 . وجاء هذا القانون الأخير لاحقاً لسد الثغرات في قانون بريمر.
من تداعيات هذا القانون ، تأسيس هيئة للاستثمار ترتبط برئيس الوزراء ، منحت لوحدها دون غيرها صلاحيات لدراسة طلبات الاستثمار والتثبت من فوائد المشروع الاستثماري للبلد من عدمه. وهي صلاحيات سحبت من مكانها الطبيعي في وزارتي التخطيط والتجارة (مع كثير من صلاحيات اخرى تتعلق باتخاذ القرارات). وجرى ربط هذه الهيئة برئيس الوزراء ، دون أن تكون خاضعة للرقابة النيابية.
احدى النقاط المثيرة التي يتضمنها القانون والتي يدافع عنها النائب العبادي هي فترة الاستثمار. فقد جرى تمديد فترة تملك الارض المقام عليها المشروع الاستثماري الى 50 عاماً. اي نصف قرن ! وهذه النقطة ونقاط أخرى في القانون تكشف أننا في الحقيقة نقوم بمنح المستثمرين الأجانب حقوقاً سيادية على حسابنا نحن وعلى حساب مبدأ السيادة الوطنية. فتلك الأراضي والميزات تمنح للاجانب بالمجان بحجة الاستثمار الذي لا يعرف المواطن العراقي فائدة له ولبلاده ولا مدى ضرورته لها.
نرى مناسباً هنا التنويه الى ان فكرة الاستثمار الاجنبي جرى استنباطها من قبل الإقتصاديين اصلاً لتمويل المشاريع للدول التي تفتقر للموارد الوطنية الكافية , كالدول الاوروبية في بداياتها او عند وصولها الى حافة الافلاس بعد كل من الحربين العالميتين. والسؤال البديهي هنا هو إن كان العراق بحاجة فعلاً لهذا التوجه الإقتصادي الذي يصب لصالح المستثمر الاجنبي كما اسلفنا ؟ وماذا عن المليارات من عوائد النفط التي لم يتمكن العراق من استغلالها حتى اليوم ؟ فهل تسن قوانين الاستثمار لغرض تطوير البلد أم لخدمة فئة بعينها ؟ لم نحصل بعد من العبادي على اي اجابة على هذا السؤال على بساطته..، ولا أظن أننا سنحصل.

ففي فترته البرلمانية التي وضع فيها قانون الإستثمار، يلاحظ صمته التام عن توضيح الحاجة لمثل هذا القانون. ويمكن أن يعد هذا تهرباً من مسؤوليته التي يمليها عليه موقعه ، ليس فقط في رئاسة اللجنة الإقتصادية النيابية وإنما حتى كنائب برلماني يحتم عليه واجبه كشف الحقائق وتوضيحها، وهل تتناسب مع خصوصية الحالة العراقية وإلى اي مدى ؟

من حقنا بعد هذا أن نتساءل إن كان العبادي هو الشخص الذي يراد العهدة اليه بقيادة البلد وإخراجه من ازماته بشكل مسؤول بعيداً عن الاملاءات والابتزازات الاجنبية ؟ أم أن وجوده على رأس السلطة انتصار وتثبيت لتلك الإملاءات والإبتزازات على العراق، والتي تمارسها ذات الجهات التي هللت للعبادي ؟


*- رئيس اللجنة الاقتصادية في مجلس النواب حيدر العبادي "للبينة"
تاريخ 5-4-2007
http://www.al-bayyna.com/modules.php?name=News&file=article&sid=9296



#سعد_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نطالب باغاثة احسن لنازحي جبل سنجار
- من المستفيد من إسقاط الطائرة الماليزية ؟
- داعش تجني ما يقدر بمليون دولار في اليوم من تهريب الخام
- تقرير خاص : وزارة الموارد الطبيعية في كردستان غارقة في لجج ا ...
- ما هو البرلمان الذي نريد ؟
- هذا ما جرى قبل سقوط الموصل
- جيشنا مخترق ويتوجب تطهيره
- ما حقيقة احداث بهرز ؟
- محافظ بغداد يتنازل عن بغداد
- حول اسباب تدني نسب المشاركة الانتخابية وموقف التحالف المدني ...
- بغداد تستعيد السيطرة في نزاعات النفط
- مكونات مقلقة في التحالف المدني
- نطالب بإلغاء اتفاقية الجزائر وباستعادة السيادة على شط العرب
- تحديث السجلات وانتخابات الخارج وفساد المفوضية
- قانون عقد المعاهدات الجديد ناقص وقاصر ولا يخدم مصلحة البلد
- التصويت على اتفاقية خور عبد الله..... باطل !
- سوريو الغوطة يقولون ان الجيش الحر وبدعم من السعودية هم وراء ...
- نطالب بطرد منظمة خلق الارهابية من العراق
- نطالب بايقاف بث قناة الحرة-العراق
- دماء على ايدي وزراؤنا....


المزيد.....




- كاميرا مراقبة توثق ما فعله مراهقون داخل منشأة تأهيل من أجل ا ...
- بتصميم دائري فريد.. دبي تكشف عن مخطط لتطوير شاطئ جبل علي
- -واللا-: ليبرمان يدعو لتوجيه ضربة نووية لإيران
- بايدن أمام 3 خيارات
- الجيش الأمريكي يكمل انسحابه من قاعدة جوية مهمة في النيجر
- بيان كويتي جديد حول الرايات والأعلام الخارجية في الحسينيات
- ثوران بركان في أوروبا يؤثر على مصر وشمال إفريقيا
- بلومبرغ: الهند الواقعة بين روسيا والصين والغرب مستعدة للعب د ...
- السعودية.. مستشفى الملك فيصل يعلن عن -إنجاز كبير-
- مصر.. وزير الدفاع الجديد في أول جولة ميدانية بصحبة السيسي (ص ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد السعيدي - من هو حيدر العبادي المكلف برئاسة الوزراء ؟