|
يوم كنت رئيسا للجمهورية العراقية
جاسم محمد كاظم
الحوار المتمدن-العدد: 4582 - 2014 / 9 / 22 - 20:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يوم كنت رئيسا للجمهورية العراقية غرفة الرئيس اكتظت بزحام الأزمة هذه المرة صعبة تهدد حياة الدولة في المنتصف وقف رئيس الجمهورية والى اليمين رئيس المخابرات .وتوالت الأسماء رئيس قسم الاستخبارات العسكرية . قائد المدرعات . رئيس الأركان . قائد المغاوير .وزير الدفاع . قائد سلاح الجو . وزير الداخلية . عرض قائد سلاح الجو الطراز المحسن من الطائرة "سراب 25" الشبيهة بالصحن الطائر السرعة "5 ماك" بمقعدين قادرة عل حمل 8 صواريخ جو-جو 4 صواريخ برؤوس نووية موجهة قادرة على تدمير فرقة مدرعة كاملة تستطيع ضرب مواقع العدو من مسافة 60 كيلو متر لن تستطيع المقاومات التركية من الوصول إليها . بينما ذهب قائد المدرعات يصف على شاشة العرض جيل المدرعة " سرجون 8" القادرة على حمل 12 مقاتل والدبابة الخفيفة " آشور بانيبال " القادرة السير في الطرقات الوعرة بسرعة 100 كيلو متر والطرق المبلطة 150 كم ساعة على سرفة فولاذية مغطاة بالبلاستك وتستطيع دروعها تحمل قذيفة 80 ملم من القذائف المضادة للدرع . عرض رئيس الأركان الخطة الموضوعة مع سلاح الجو وقوات المغاوير وكيف سيتمكن الفيلق المدرع العراقي الثاني والفرق الميكانيكية المساندة من خرق الدفاعات التركية والالتفاف على القوات المدافعة بينما تقوم قوات المغاوير بمسك المرتفعات والطرق الحيوية ومن ثم التقدم لقطع الطرق التركية المؤدية إلى أنقرة وتدمير السدود في غصون 72 ساعة ويبقى أمر الصواريخ ذات الرؤوس النووية " نارام سين " تحت تصرف رئيس الجمهورية حصرا في حالة التهديد والخطر الشديد . واتفق الجميع على ساعة الصفر وكلمة التنفيذ " النوارس البيضاء " أكد رئيس هيئة الاستخبارات بان الجهاز قادر على مسك الأجانب داخل القطر بغضون 20 دقيقة فقط الجهاز يعرفهم بالأسماء والعنوانين في حالة إعلان الحرب لو اقتضى الأمر .
ألازمة جعلت الرئيس يسهر لمدة ثلاث أيام متوالية بساعات نوم قليلة على الكراسي يتناول فيها غذاءه المكون من سندويج محشو بالخضار والبطاطا وكاس من الشاي مع هيئة أركان الحرب داخل غرفة العمليات الخاصة المعززة بصور الأقمار الصناعية عن تجمعات العدو خلف الحدود . تحمس رئيس المخابرات بان الساعة قد أزفت هذه المرة للنيل من العم سام ورد الدين لو أنة تجرا على التدخل لمساعدة حليفة الاستراتيجي وردد هذا السطر كثيرا "سنغرق لهم هذه المرة "جورج واشنطن" ونجعل لحم المارينز طعما للهامور وكلاب البحر . تكلم الرئيس في آخر الأمر بان تركيا لن تقطع مياه دجلة أنها تناور فقط تريد حصة من الطاقة وجزئا من أنابيب الغاز بالمجان أنها واجهة فقط لقوة حلف اكبر منها بكثير .
التقارير المقدمة للرئيس أكدت بان في حالة قطع شرايين دجلة تستطيع التكنولوجيا العراقية المتطورة من توفير ملايين الغالونات من ماء الخليج المحلى وستوفر الآبار الارتوازية كميات كبيرة من الماء تكفي للزراعة لمدة سنتين . وزير الزراعة أكد بان المحاصيل الزراعية ستفقد فائض الإنتاج المصدر للخارج فقط .
اليوم الرابع صفق الجميع لمياه دجلة التي استمرت بالجريان تلاعب الشاطئ وتتناثر حبيبات الماء عاليا تلامس ريش النوارس المحلقة . أمير الكويت وملك السعودية جاءوا يعتذرون عن أخطاء الماضي يجسون النبض هل للعراق طمعا في دولة "القرين" وشواطئ الخليج . ضحك الرئيس وهو يشرب الشاي معهم وقال ممازحا :- " لو انطلقت عليكم الصواريخ هذه المرة فأنها ستنفجر بملايين الدنانير العراقية لأننا لم نجد لها مكانا للخزن فحفظناها داخل الصواريخ " ضحك الأمير وقال :- ... الله يديم النعمة عليكم "" مرت اللحظات سريعة مع تأوه الزوجة التي رأت بان مدة الحكم قد انتهت بدون أن تمتلئ حقائبها بالذهب وهي تقول من يصدق بأنني زوجة رئيس الجمهورية ونحن لا نمتلك بيتا . لم يعبا الرئيس لهذه المرأة وهو يقرا التقارير بان الصناعة العراقية قد صنعت سيارة الصالون الفارهة " اينانا " وان فيض الطاقة الكهربائية المصدرة من المحطات النووية يجلب من العملة الصعبة ما يكفي للجيل القادم للعيش بدون أن يحركوا أيديهم . نظر أليها وقال في نفسه يبقى العقل يحوي بذور المثال مهما تطور الإنسان .
اللحظات مرت سريعة وجدت في آخر المطاف رئيس المخابرات يخبرني بان المدة قد أوشكت على النهاية ويجب ترك الغرفة للأفضل ضحكنا ومسكتة من اليد وأنت قال مبتسما وأنا معك كلنا سنغادر سنترك المكان للأفضل لقد صنعنا من ارض ميسوبوتاميا جوهرة تتلألأ ربما سيجعلها القادم واحة من النور .
نظرت في غرفت الرئيس لحظة المغادرة لا املك منها شيئا سوى صورتين توجهت بهما مع الزوجة واليانور التي بقيت صغيرة كما هي حتى بعد أن قفز الزمن خمسا وثلاثين سنة نحو الأمام لنسكن بعد نهاية مطاف العمر داخل كوخ خشبي بسيط محاطة بالورد يقع على تل نشاهد مدينة النور والأنوار الملونة تتصارع أتذكر تلك النكتة التي قالها وزير الداخلية أيام الحكم بان كاميرات المراقبة قد رصدت سيارة تسير بلا أضوية في الليل وحين طلبنا رخصة السائق لأنة ارتكب مخالفة قال ضاحكا :-
" يا جماعة ما نحتاج أضوية للسيارة لا يوجد في العراق ليل ولا ظلام كل العراق نهار " نحن نرى في الليل أكثر مما نرى في النهار "
آخر أيام العمر اقضي اللحظات بقراءة الكتب وأسجل المذكرات جالسا على كرسي من البلاستك خلف طاولة تواجهني تلك الصورتين لحظة الكتابة ادقق كثيرا في تفاصيلهما كأنهما أحياء في زمن لا ينقطع يشاركوننا نقطة المكان أولاهما لأمير العدالة علي بن أبي طالب والأخرى لمن اقترن اسم الجمهورية باسمة الزعيم عبد الكريم قاسم ......... وقبل الموت كانت لحظة اليقظة .
انتهت ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ جاسم محمد كاظم
#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عالم الخدمة والنقد : الذي استعبد فاتنات اسطنبول
-
انتحار التاريخ حين يكون السلف ماركسي متنور والخلف ظلامي متشد
...
-
حين يتأسلم اليسار ويدعي الوسطية
-
هل كان الإفلاس المالي وراء التقليص الوزاري ؟
-
ماذا لو مسك نوري المالكي الولاية الثالثة ؟
-
العصر المظلم في التاريخ العراقي
-
وكانت قناة الأمل التلفزيونية . تفتتح بالنشيد الأممي
-
وأخيرا:- عزفت ديمقراطيتنا لحنها الأخير
-
وتفتت عراقك ياعبد الكريم قاسم
-
نبارك مقدماً لكردستان استقلالها المجيد
-
العراق : من التكوين البريطاني إلى التقسيم في العهد الطائفي
-
نوري المالكي .. والخطوة الحاسمة التي لم تكتمل
-
الحرب العادلة وحرب التحرير والحرب الأهلية . في المفهوم المار
...
-
ماذا سيقول -القرموطي - عن انهزاميي الموصل
-
متى يسكت المستثقف العراقي عن النباح بان العراق بلد الحضارة ؟
-
الاشتراكية يبنيها الحزب الطليعي القائد ... وليس الديمقراطيات
...
-
هكذا توقع الاقتصاديون ....العراق في العقد التسعيني كوريا جنو
...
-
في بلاد الهندوس .. عرفنا من هم برابرة الحضارة ومن هم بناتها
-
عقدنا السبعيني : ذلك العصر الذهبي الذي لن يعود
-
لاؤلئك الخاسرين الذين شتموا الناخب .. ثنائية - التذاكي والتغ
...
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|