|
الوصيَّة ذات القبّعة المزركشة بالمناقير
أمال رقايق
الحوار المتمدن-العدد: 4582 - 2014 / 9 / 22 - 15:43
المحور:
الادب والفن
الوصيّة ذات القبّعة المزركشة بالمناقير
تأخذ المنحدرات شكلَ المفقودين في حرب نهمة،، يتدخل الثلج ليمحو كل هذا التقصير وتنتصر الرائحة.. تخلع الزهور فساتينها،، يذيبها الرسام في ورشتهِ الضيقة، تخاف السفنُ... السفن وساوس البحر والبحر ينزلقُ إلى حتفهِ كواحد من الجنود القدامى.. كرجلٍ تبخر حين ألقت عليه النارُ تعويذتها الصفراء، السماء كاكية ترتقُ ماضيها... لا دخل للقرش البنفسجي في مشهد السعادة هذا.. فالصدف توسّع المكان لمزيد من الأشياء: التهرّب الضريبي، الألعاب الإلكترونية، الشلل النصفي، ومزيدًا من الحب العابر أيلول: القساوة والضجر أيلول: المسارح المكشوفةُ لحرس المنافي، بيوض سمكة تتقاتل في فمها الصغير.. أيلول: ضمة زهر على قبر الغريبِ ونحلٌ يتطايرُ، وما أوصت به العاهرة الأصيلة لزائرها النجيب! لم ترجع العواصف من الرحلة الجليديةِ، ولم يكبر الأطفالُ منذ ذلك الفراق، غليونُ الجد الأول كان عبارة عن غصن مجوّف مقطوع من شجيرة هي الأخرى مقطوعة من شجرة... لم يمت هذا الجد في الرحلة البدائية إذن، لم ينتحر الأوغاد السبعة... لم يرقص رأس الشمعةِ على إيقاع الموتِ. منذ تلك العصور الخرافيةِ لم ترجع الأشباح بروحها الحنين وعيونها الكشافة وأسمالها الضاحكة وأحلامها الكهوف... فالسماء كاكية هناك أيضًا وفوقها يورق الصدى! علينا أن ننسى كما نسيَ الزنوجُ مظلاتهم على الضفاف المبتورة... كما نسيَ الأبطال سبب الرجوعِ، علينا أن نفترق كما نظرتـانِ خلاسيتانِ،، ناسين تماماً وعودنا المهجَّنة بدم القرابين ومنيِ الأمل! قبل أن يصل المهرّبُ بسيارته السريعةِ ويفكك هذا الحلم، وقبل أن تصطدم سيارته ذاتها بادعاءاتنا التي لا ترى بالعين المجردة، فلنعبر نهر المشيئة كما خططت الأفلاك... علينا ألا نخاف لأن ربَّة الأنهار صنعت مشنقة لكل حورية وتابوتـا من أجنحة طيور الفلامنجو لكل عاشقٍ مرَّت من أمامه الجنازة ولم يقتل نفسه! أووووه، طبعًا علينا أن ننسى،، أوراق مذكراتنا في حقول القصب أيام كان للقصب شأن،، وللعبيد شؤون وللحافلاتِ طريقٌ موحّدة... فلننسى أيضا كل ما سبق! كشتاء مريض، كأعصاب تالفة لعجوزٍ قطّرت الحكمة حتى الرمق الأخير... فلنرقص رقصتنا المضحكة، رقصة السرطان على حواف البحرِ والصخر والعزلة والعماء،، كم مهمٌّ ألَّا نذبلَ، ألاّ يخيب ظن الليل بنـا،، أن نملأ خوذات العسكر بالندى والغبار... ونفرغها في الجحيم، كم مهمٌّ ألا ننتمي إلاَّ إليه.. هذا الأخير! فلنحلم بالموت الطازج.. احرقوا الوصايا،، أيها العشاق،، أرسلوا النبيلاتِ في برد اللحظة صوب فوهات البراكين البعيدة... منجنيق لكل عاشق،، بركان لكل عاشقة... وملايين الحمم لكم جميعًا! هذه اللعنات الصديقة، هذا الألم المِثليّ، هذه الصرخات الرماديةُ هنا وهناك... أيها الأصدقاء! فلننسى هذا ولنكتب الرسائل كما لو كان ممكنا أن نحظى بساعي بريدٍ يعرفُ الطريق، بعنوان يستقبل الكلمات، بكلمات تتسع للحريق،، لنقاط الرغبةِ المبعثرة جزافًا في خرق تتنفس... ماذا؟ هواء لا يطاق!! لن نبكي الآن، سنوفرها لنزهتنا الأكثر أصالة،، فـ "هنا"،، محكمة صورية ومقصلات باردات سخيفات: البقاء، تعاقب الليل والنهار، تراتبية الفصول، ازدواجيةُ المدى... ضياء وعتمة، عتمة وعتمات،، ضجيج وأرصفة،، بكاء، مناديل، أقراص مضغوطة، أعيادٌ مكرورة، مجسمات ناشزة فجأة صار لها اسم على الخارطة، هذه المدن مكسورة المداخل... علينا أن ننسى،، أن نتفضَّل عراةً ومازحين، جميلين ومرتبكين،، قلقين وأفذاذ،، شرسين ومساكين،، عميقين كالجراح القريبة،، مقدسين كالأكاذيب، مسعورين، مفتوحين، مخذولين،، مكهربين،، مطرودين ومطاردين علينا أن نلحق بذيل المصير في تلك الأنباءِ المغلوطة، علينا أن نتفاقم وأن نتكاثر كقريباتنا الفيروسات،، أن نتكدر ونتعثر ونقشعرّ ونتشقق.... فـ "هناك" يزدهر الاحتمالُ و "هناك" لا شيء لكي نخسر ولو أن "هناك" لا مستقبل له... علينا أن ندَّعيه.. أن نغريه... أن نؤمن بحيوانية الكينونة ونباهة الموتى وبراءة الناموس في جريمته الطويلة.. أيها الأشرار في قحولة المعنى، أيها الأبطال في نكبة التصديق، أيها الرحّل في الفيافي العاقر.. أيتها الكائنات المستوردة من مخازن التيه لألف تيه وألف خزانة... أيّ قصيدة ستحرركم؟ وما بين الكساد والفساد لا شيء سوى وجهه العالي... ماذا أفعل لأجلكم؟ سأقتلكم في هذا النص المريض وأنتحر في العنوان. علينا أن ننسى، أجل.. كل ما سبق
كتبت: أمال رقايق/الجزائر
#أمال_رقايق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أنا أتّهم -نسخة عربية-
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|