عدنان جواد
الحوار المتمدن-العدد: 4581 - 2014 / 9 / 21 - 10:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الانفصال ودرجة وعي الشعوب اسكتلندا مثالا
ان الانفصال هو تقسيم للبلدان وسبق وان حدث في كثير من الدول ، ولكن غالبا ماتصبح الدول المتفرقة ضعيفة عسكريا واقتصاديا، واقل احتراما، ومن النماذج السيئة كما حدث في جنوب السودان الذي كانت نتيجته حروب وتفرقه وضعف، والاتحاد السوفيتي الذي تفكك إلى جمهوريات أخذت تبحث عن تحالفات خارجية وأصبحت توابع بعد أن كانت جزء من دولة لها هيبتها في المجتمع الدولي.
في اليوم قبل الماضي، تم إعلان النتائج في جزيرة اسكتلندا في الانفصال من التاج البريطاني ، وذلك برفض التقسيم بنسبة55% مقارنة بدعاة التقسيم الذين حصلوا على نسبة 44%، الزعيم القومي الاسكتلندي سالموند الذي دعا للتقسيم معلقا على ذلك(إن اسكتلندا قررت أن لاتصبح دولة مستقلة)، إن بريطانيا العظمى التي قسمت العالم إلى دول متناحرة على حدود هي صنعتها لاهداف استعمارية، اليوم تعاني من التقسيم وهي سادس قوة اقتصادية في العالم، وان فكرة التقسيم ونزعات الانفصال المحلية ليست حالة غريبة حتى في داخل الدول العريقة في الديمقراطية.
بالرغم من ان ثلث الاراضي البريطانية هي في اسكوتلندا، و97% من النفط ،و65% من الغاز الطبيعي ، و 90% من مياه الشرب وهم فقط8% من سكان المملكة المتحدة، والوعود والأحلام الكبيرة التي أطلقها دعاة الانفصال ، لكنهم صوتوا ضد التقسيم!!، فدرجة الوعي لدى الشعب الاسكتلندي كبيرة ولا غرابة في ذلك فان اغلب الكتاب والمثقفين من تلك الجزيرة، فإنهم أصغوا لمن تحدث بلغة الأرقام والمنطق، وبالنهاية انحازوا إلى المنطق، وليس للعاطفة الذي نعاني منه اليوم فيتم محاربة الدولة التي نعيش فيها ويتم تهديم المباني بما فيها التاريخية، وتخريب الجسور ، وحرق الموراد ،وسرقة الأموال العامة، وقتل أبناء الوطن و الجيش وذبحهم ، والتحالف مع الشيطان من اجل تمزيق بلدهم، بحجة معارضة الحكومة وعدم الرضا على طريقة حكمها ، عندها نعرف وعي الشعوب بين ما يتمتع به الشعب الاسكتلندي والشعب العربي .
فينبغي الاستفادة من الآخرين واخذ التجربة التي حدثت كدرس مهم في العيش المشترك، والتفتيش عن حلول تعزز المصالح الوطنية ، والشعور الوطني، والاعتزاز بالأوطان وليس التنكر لها.
#عدنان_جواد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟