أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمود - تهميش المثقف العراقي














المزيد.....

تهميش المثقف العراقي


مصطفى محمود

الحوار المتمدن-العدد: 4581 - 2014 / 9 / 21 - 00:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ظل الأوضاع التي يعيشها العراقيون منذ الاحتلال، وفي ظل تداخل الاوضاع واشتباكها واختلاطها، الى درجة فقدان الرؤية والسلوك معا، ومع الحاجة القصوى لمساعدة الشعب على الابصار، ومضاعفة البصيرة لدى الشرائح الاقل وعيا، مع هذا كله، نلاحظ تراجعا غريبا لدور المثقف، فيُثار التساؤل مجددا، لماذا لا نلمس حضورا واضحا للمثقف، أين دوره؟ لماذا هذا الغياب الغريب، وهل هو غياب بمحض الارادة، أم تغييب قسري تقوم به جهات أخرى، تعمل بالضد من ارادة المثقف، فتحجّم دوره في نشر الوعي وقيادة المجتمع نحو الافضل؟.
كما هو متوقَّع، ان الغياب والتغييب، يؤديان الى الهدف المطلوب، بخصوص تحييد المثقف ودوره، وابقاء الوعي الجمعي او الشعبي، في المستوى الأدنى دائما، وبالتالي يتحقق للجهات التي تسعى لتجهيل الشعب هدفها، وهو هدف خبيث وخطير، يعمل على تخدير الطبقة الكادحة من المجتمع، بشتى الوسائل، مع شن حرب شعواء على الفكر، وعلى مشاعل الفكر، وهو هدف واضح ومعروف، وغالبا ما دخلت الطبقة المثقفة –كما تشير التجارب- في صراع ضخم متواصل مع السلطة، أو الطبقة الحاكمة عموما، بيد أن الجانب الخطير في هذا الامر عندما يقوم المثقف نفسه بتغييب دوره!!، أي انه يقوم بمساعدة السلطة على تحييد دوره الريادي، بدلا من خوض الصراع مع السلطة لتعميق الوعي العام، وتحقيق الدور المطلوب للمثقف.
اذن هناك نوعان من تحجيم الدور الثقافي، منه ما تقوم به الطبقة الحاكمة، ومنه ما يقوم المثقف نفسه به، أي يتنحى جانبا، ويترك مسؤولياته في بث الوعي الجمعي وحمايته ومضاعفته، وهو بهذا الفعل يشترك مع الطبقة الحاكمة في تجهيل الشعب، ومحاصرة الوعي، بل وتخدير الشعب، حتى يتسنى للسراق والعصابات والمافيات الايغال اكثر في سرقة ثروات الشعب، ومن ثم التجاوز على حقوق الاغلبية من الفقراء، ليس في الجانب المادي كالاموال والثروات وما شابه، بل حتى في جانب الارتقاء بالعقل والفكر والرؤية العميقة للحياة، من اجل تكوين مجتمع مثقف ناضج، يعتمد الفكر والوعي في السلوك ومسايرة الحياة اليومية، لبناء مجتمع مدني متنور ومتطور.
نعم لابد من الاعتراف ان دور المثقف ليس حاضرا كما يجب، وهناك مشاركة من المثقفين انفسهم في تغييب هذا الدور ومحاصرة المثقف، من خلال السماح لمثقفين طارئين، بتصدر الحراك الثقافي، وتراجع النخبة الثقافية المعنية فعلا بتدعيم الوعي وقيادة الثقافة، فضلا عن ابداء المحاباة للسلطة، وهو امر يثير الشكوك لدى الجميع، إذ كيف يلتقي المثقف والحاكم في ظل ظروف تؤكد الخلل في ادارة الحكم لشؤون المجتمع، خاصة ما يتعلق بالتجاوز على الحقوق المدنية، وحقوق الفقراء عندما تتعرض ثروات الشعب للتجاوز، في اشكال وطرق منظمة، تديريها عصابات، ومافيات، تمتهن سرقة قوت الشعب، على مرأى من المعنيين، بل وربما بحماية منهم لاسباب معروفة، لذا لا يصح أن يغيب دور المثقف، وينبغي أن لا يسمح المثقفون بتغييب دورهم، وبهذا فإن الغياب والتغييب لا يصبان في صالح المجتمع، وتقع مسؤولية الحل على المثقفين لمعالجة هذه المشكلة وتجاوزها فعليا.



#مصطفى_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماوراء سقوط مطار الطبقه العسكري
- المثقف والسلطه صراع الفكر والقوه
- البيت الابيض يلعب على الملف السوري
- أثر المتغيرات الاقليمه والدوليه على الازمه السوريه
- موت اسامة بن لادن ....وميلاد الشعوب العربية
- اليسار ...-اتجاة اجبارى- للثورة المصرية
- الرأسمالية ....والازمات الدائمة
- لماذا الاشتراكية ؟
- خصخصة التعليم ..ومستقبل الفقراء
- التدوين ...ومستقبل الاعلام الشعبى
- ازمة اتصالات ام ازمة مقاومة ؟
- الختان ....وتهافت اليسار
- اليسار واشكالية الاسلام السياسى
- لا تراجع عن اضطهاد المعارضين
- لماذا يحتاج النظام للتعذيب؟
- مادة الدين الاسلامى الاجبارية
- دعوة لالغاء مادة الدين
- عن المثلية
- فى لزوم بناء الكنائس
- العلمانية والبديل


المزيد.....




- مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا ...
- وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار ...
- انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة ...
- هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟ ...
- حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان ...
- زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
- صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني ...
- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف ...
- الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل ...
- غلق أشهر مطعم في مصر


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمود - تهميش المثقف العراقي