أ مُـظَـفّـرُ النـوّاب
ماذا سوف نفعلُ ، يا رفيقَ العُــمْـرِ ؟
عرسُ بناتِ آوى ... أنتَ تعرفُــهُ قديمــاً :
نحن نجلسُ في المســاءِ الرّطبِ تحتَ سقيفة القصبِ ؛
الوسائدُ والحشايا من نَديفِ الصوفِ
والشايُ الذي ما ذقتُ طعماً ، مثله ، من بعدُ ،
والناسُ ...
الظلامُ يجيءُ ، مثل كلامنا ، متمهِّـلاً
والنخلُ أزرقُ
والدخانُ من المواقدِ كالشــميمِ ،
كأنّ هذا الكونَ يبدأُ ...
...................
...................
...................
فجأةً ، تتناثرُ الضحكاتُ ، بين النخلِ والحَــلْـفاءِ :
عرسُ بناتِ آوى !
* * *
أ مظفّـر النوّاب
ليس اليوم كالأمسِ ( الحقيقةُ مثل حُـلمِ الطفل )
نحن اليومَ ندخلُ فندقاً للعرسِ
( عرسِ بناتِ آوى )
أنتَ تقرأُ في صحائفهم قوائمَــهم
فتقرأ :
يمرّونَ بالدَّهنا خفافاً عِـيابُــهُـم ويخرجْـنَ من دارِيـنَ بُـجْـرَ الحقائبِ
على حينِ ألهى الناسَ جُـلُّ أمورِهم فَـنَـدْلاً زُرَيقُ المالَ نــدْلَ الثـعالبِ
* * *
أ مظفّـرُ النوّاب
دعنا نتّــفقْ ...
أنا ســوف أذهبُ نائباً عنكَ
( الشـآمُ بعيدةٌ )
والفندقُ الســرِّيُّ أبعَــدُ ...
سوف أبصقُ في وجوه بناتِ آوى
سوف أبصقُ في صحائفهم
وأبصقُ في قوائمـــهم
وأُعلِــنُ أننا أهلُ العراقِ
ودوحةُ النَّسَــبِ
وأُعلِـنُ أننا الأعـلَـونَ تحتَ ســقيفةِ القصبِ ...
لندن 11 / 12 / 2002