|
من أجل خاطر عيونكم ..؟؟!!
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4580 - 2014 / 9 / 20 - 11:33
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
من أجل خاطر عيونكم ..؟؟!! ألفوضى ألخلاقة ، سايكس – بيكو ، الوجه الحقيقي للإسلام ، خوارج ألعصر ، الفاشية الجديدة ، ليسوا مُسلمين ، نازيون ، وحوش ، مؤامرة ، صنيعة أمبريالية ، إسلام سياسي ، قمع ، دكتاتوريات ، غياب الحريات والديمقراطية ، مصالح الرأسمال ألعابر للقارات ، صراع الحضارات ، خيبر خيبر يا يهود ، دفاع عن الحضارة ،شباب ضائع ، إصلاح الخطاب الديني وتنقية النصوص . هذه قائمة ببعض التفسيرات والقراءات لظاهرة "داعش " وغيرها من الحركات التي يُطلق عليها مُسمّى "جهادية " . وهي تفسيرات تُعبّر عن قناعات ومواقف قائليها ، أكثر بكثير مما هي دراسة وتحليل لظاهرة "داعش " التي أكتسحت ثلث العراق وثلث سوريا في أيام معدودات . ولا أدعي لنفسي إمتلاك التفسير "الحقيقي " والوحيد ، الذي يُفسر الظاهرة ويضع الإصبع على "موطن الوجع " ، لكنني أزعم بأن "الدفيئة " التي نمت فيها داعش وترعرعت في كنفها ،تحوي من العوامل الكثير ، بعضها مُنسجم مع العوامل الأُخرى ، بينما قسم منها يتناقض جوهريا مع بعض العوامل الأُخرى . فعلى سبيل المثال ، تقاطعت مصلحة الولايات المتحدة مع الإسلام السياسي في حربه مع الإتحاد السوفياتي سابقا ، لذا دعمتهُ مباشرة وبشكل غير مُباشر ، عبر أنظمة الحكم "العميلة " لها في المنطقة .. وتقاطعت هذه المصالح للولايات المتحدة ، أوروبا وإسرائيل أيضا مع "الثورة " ألسورية المُسلحة والمُعسكرة ، ومكّنتها من التزود بالسلاح والمقاتلين عبر حدود الدول الصديقة (تركيا مثلا ) .. لكن هذه المصالح تتناقض وتتعارض ، في حال إنتقال "الحالة الداعشية " إلى أراضي هذه البلدان ..!! وقد أجاد الممثل الأبرز لتيار الإسلام السياسي عن تقاطع وتناقض المصالح هذا ، الشيخ القرضاوي ، الذي دعا اوباما أن يقف وقفة لله ، ضد بشار الأسد ودعاه لإسقاطه بالقوة ، بينما يُعارض القرضاوي إعلان الحرب على داعش ..!! لكل ظاهرة إجتماعية ، عوامل موضوعية وعوامل ذاتية ، ومُحاولة البحث عن الإجابة لسؤال "نشوء وإرتقاء "داعش في عامل ذاتي فقط ، كأنظمة القمع الدكتاتورية العربية ، أو من خلال عامل موضوعي واحد ، كمصالح الرأسمال العابر للقارات في ثروات المنطقة ، هذه المحاولات تُجافي الواقع وفيها تَجنّ واضح على العلوم السوسيو – بوليتيكية ..!! ولو عُدنا إلى بدايات القرن العشرين ، وسلام مؤتمر فرساي بعد الحرب العالمية الأولى ، والذي تقاسم فيه المُنتصرون ثروات العالم وأستعمروا دوله .. وفي المُقابل فرضوا على المهزوم إتفاقيات مُذلة ، بما في ذلك دفع "جزية " على شكل تعويضات عن الحرب .. سياسة إفقار للدولة الألمانية وإستهتار بالشعب الألماني .. هذه الظروف أو في هذه الدفيئة نما وترعرع أسوأ فكر على الإطلاق ، النازية الألمانية وقرينتها الفاشية .. وقد تفادى المُنتصرون هذه الخطيئة في أعقاب الحرب العالمية الثانية ، وتعلموا من الدرس القاسي جدا ، الذي دفع ثمنه الملايين من الأبرياء ... والذين لم تكن لهم لا ناقة ولا جمل، في هذه الصراعات على تقاسم العالم ..(استعملتُ كلمات جزية ، الناقة والجمل لأنها تُعبر عن الحالة الداعشية الراهنة ..!!) . وعودة إلى "دفيئة " داعش العربية – المُسلمة ، فهذه الدول تحكمها ديكتاتوريات قبلية عشائرية مدعومة وبشكل مُباشر من "دعاة " الحرية والديموقراطية وعلى رأسها الولايات المُتحدة والتي بدورها لم تعترض ولو بالكلام على غياب الحريات والديموقراطية ، ولم تعترض ولو شكليا على مناهج التعليم الديني (دفيئة داعش ) ، لا ولم تعترض على قمع الحريات الشخصية وتبخيس المرأة التي تُمارسها وبشكل يومي وعلني هيئة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " ..!! بل بلغ الأمر بأن قامت مُخابرات بعض الدول ( وعلى ذمة البعض فإسرائيل من ضمنها ) بتحذير حكام السعودية من إنقلابات عسكرية عليها .. وبما أن رأس المال جُبان ، فهو يرغب بالإستقرار السياسي ولو كان على أهرام من الجماجم ، فما بالك إذا كانت هذه الجماجم ، جماجم العرب المُتخلفين .. عوامل نشوء وإرتقاء داعش ، هي عوامل ذاتية ، شجعت بظلمها وإضطهادها ، إنفرادها بالثروة والسلطة ، إضافة إلى نشر ودعم فكر ديني فاشي في جوهره ، مما حفز البعض على حمل السلاح في وجه المختلف والمُغاير بتشجيع من هذه الطغم الحاكمة .. أما ممثلو الرأسمال( ألعامل الموضوعي ) ، فقد خلقوا لهؤلاء الداعشيين السابقين واللاحقين ، خلقوا لهم أعداء وهميين . فبداية كانت الشيوعية والإلحاد ، ثم الشيعة ، الليبرالية ، القومية والعلمانية ..لإشغالهم والهائهم .. وحين لم يتبقَ أعداء وهميين ، تحول "الوحش " نحو خالقه ، أو نحو عوامل" نشوءه وارتقائه " .. أتمنى مع علمي ، أن ليس كل ما يتمنى المرء يُدركه ، أتمنى أن ينجح التحالف الجديد جدا في القضاء على داعش ودولة خلافتها ... لكن لم يقم هذا التحالف من أجل تحقيق الديموقراطية ،العدل ، المساواة والحرية للمواطن العربي المقهور ، بل من أجل خاطر عيون الرأسمال العابر للقارات .. لكن الأمنيات شيء والواقع شيئ أخر ، فلا يُمكن القضاء على داعش وفكرها ، طالما حافظ الغرب على محمياته العربية والتي تحكم بالحديد والنار . لا يمكن القضاء على داعش ، ما لم يتنازل الغرب عن نفاقه في قضايا الحريات الفردية وحقوق الإنسان . وطالما لم يتوقف عن الكيل بمكيالين في قضايا مركزية ، كالقضية الفلسطينية .. لا يمكن القضاء على داعش ، طالما قامت محمياته بترويج فكر داعشي فاشي بإسم الدين .. لن تزول داعش إلا بزوال "الدفيئة " التي نشأت وأرتقت فيها .. ستزول داعش عندما يطلب الغرب من محمياته أن تتحول إلى دول مستقلة ديموقراطية ، مدنية ، عادلة في الحقوق والواجبات ، يتم فيها توزيع عادل للثروات ..!! هل ستتحقق الأمنيات ؟!
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المسلم كيّس فَطن أم كيس قطن ؟؟!!
-
إنما ألمسلمون وغير ألمسلمين أُخوة ..في ألوطن .
-
انه وَغدُنا اللطيف...!!
-
سيكولوجية الأسير : المجتمعات والدول العربية كمراكز إعتقال
-
بستوريوس وهرم الأعراق ..
-
بين الحُلم والمعنى ..
-
غارقون في بولهم ..!!
-
- علم ألنحو- والجنس..
-
أينشتاين ، أللحمة وبعض أسباب ألتخلف ألعربي ..
-
في ظرفية ألنص و-الأزهري- المُتبلبل ..!!
-
ألمُنزلق نحو ألفاشية...
-
معايير ألنصر والهزيمة ..
-
ألسر ألدفين من وراء ألخلط بين حماس وفلسطين ..!!؟؟
-
ولا أُنازع الأمرَ أهلَهُ ..!! أو خلق وعي -مُقعد - ..
-
-رحلة - الأُنثى مع ألذكر ، ليارا محاجنة ..
-
علياء ،عبد الجبار والرمز ألديني ..
-
جدلية الأخلاق ، الجنس والنضال المشروع ..
-
سميح القاسم لم يكن شاعرا وحسب ..!!
-
-جهاد النكاح- العلماني : مُكايدة نمطية ..!!
-
-الإضطراب -المطلوب عربيا ، للسير على طريق التقدم ..!!
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|