ناظم رشيد السعدي
الحوار المتمدن-العدد: 4579 - 2014 / 9 / 19 - 02:18
المحور:
الادب والفن
غَفْلَةُ الدَّهْشَةِ...
الشّمْسُ أجملَ حينَ تهْزِمُ البرْدَ
حينَ تُقبِّلُ آخرَ قطراتِ النّدَى في زُهورِ الخريفِ المُغادِرَةِ
مَشَيْنَا مَعًا
لمْ نَكْتُبْ حُرُوفَ أسْمائِنا على الأشْجارِ
كما تعوَّدْنا في حدائقِ الوطنِ
رُبّما نُدركُ أنّها ستُصبِحُ غريبةً
أو لأنّنا تمنَّيْنَا أنْ تُخَلَّدَ أنامِلَنا المُتعانِقة
.حُروفُنا بينَ بصماتِ الأصابِعِ..
لتبقى تُرافِقُنا أينما ارتحلْنا ..
.في غفلةِ الدّهْشَةِ
تذَكّرْنا أغنياتَ الوطن ..
فابتسمتْ عيناكِ حينَ حين تمايلتَ خصلاتُ شعركِ المُتناثرةِ..
رقَصْنَا بِفرحِ زُوربا.
تركْنَا كُلَّ شَيْءٍ بعيدًا
قارب همنغواي القابعُ في المرسى...
صفحاتُ الماضِي ..
خوفُ القادِمِ..
لحظةُ نشوى خالِصةٌ..
دون ارْهاصاتِ هذا التَّيْهِ المجنُونِ منَ الأحلامِ المَوؤُودَةِ
لهفَتِي إليكِ لا تُتَرْجِمُها القَصائِدُ
و لا تكتُبُها الأبْجَدِيَّةُ...
تستسلِمُ الدَّمْعةُ الخَجُولَةُ
للجَفْنِ حينَ تتوسَّلُهُ أنْ يُخْفِيهَا
و لا يقْوَى فتُغَادِرُ بِكِبْرِيَاءٍ..
لكنها تنسابُ فرحًا هذه المرَّةُ
أدُسُّ رأسي المتعبُ بصدركِ..
أتنفَّسُ عطرَ اليأسِ و قطراتِ الرَّذَاذِ..
يا زمني كُلَّهُ
حينَ تشجُّ لحظاتِ الابتِسامةِ
.يا حُلْمًا مُؤجَّلاً في زَحْمَةِ الحاضِرِ..
أنا معكِ فارِسًا لاَ يترَجَّلُ على صَهْوَةِ كِبْرِيائِهِ..
عاشِقًا حَدَّ البُكَاءِ..
.و أنتِ حُضْنُ الأمِّ...
و دِفْءُ مواعيدِ المدرسةِ في الصّباحِ..
الشوارعُ في زمنِ النَّقَاءِ.
حُبُّكِ العراقُ كُلُّهُ..
و ستبقينَ بينَ أضلاعي..
.رصافَةَ مواعيدٍ...و كرخَ انتظارٍ...و الجسرُ...أبدًا..سُويداءُ قلبي....
#ناظم_رشيد_السعدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟