غسان صابور
الحوار المتمدن-العدد: 4578 - 2014 / 9 / 18 - 19:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الحرب ضد داعش.. تتحضر لها الولايات المتحدة الأمريكية.. بلا حرب.. وسوف ترسل عناصر من المقاتلين المعارضين السوريين المعتدلين الداعشيين الذين سيرسلون للتدريب في المملكة السعودية.. لمحاربة داعش!!!.. مسرحية كراكوزية ــ أمريكية.. لمتابعة الضحك على اللحى.. وخاصة متابعة عملية الإنهاك والإفناء والموت والتهجير... وهناك العديد من الحكومات العربانية.. مشاركة بهذه اللعبة المأساوية الجديدة... وكالعادة ظهر أمام الكاميرات الأمريكية الامبراطور أوباما, محاطا كالعادة بمئات من العسكريين الشباب, باللباس الميداني, فاقعا خطابا عنتريا, مهددا أنه سيحارب داعش.. كأنه نابوليون بونابارت على أبواب موسكو المشتعلة.. معلنا أنه سينقذ العالم من داعش.. ولكن.. بــحــرب طويلة.. و استحضروا دفاتر شيكاتكم يا عربان!!!...
أو على الأصح كما وصفه بشكل صحيح كامل, الزميل المصري أحمد الخميسي بمقاله الذي نشر البارحة مساء بالحوار بعنوان :
" أوباما يسطو على شابلن "
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=433251
بنفس الوقت الذي أبحث عن تشبيه لما يفعله السيد أوباما, منذ بداية ولايته الأولى والثانية وحتى هذا اليوم.. إذ أنه يقوم بدور كاسر زجاج النوافذ, بواسطة طفل يتيم دربه على هذا الأمر.. وهو حاضر لإصلاحها وتبديلها.. لقاء أجر.. وبما أن السيد الخميسي قد سبقني.. فإني ألجأ إلى تشبيه آخر... كالإطفائي المأجور العاطل عن العمل, بقرية هادئة آمنة.. فيشعل الحرائق الخطيرة.. حتى ينادونه لإطفائها...
أوبـــامــا.. ومن سبقوه من حكام الولايات المتحدة الأمريكية.. هم من خلقوا القاعدة وداعش.. وخلقوا الفوضى والحرب والموت في سوريا والعراق وليبيا واليمن والسودان ولبنان... ويوغوسلافيا وأوكرانيا.. وغيرها وغيرها من كافة أصقاع العالم.. ثم تعلن الولايات المتحدة الأمريكية, بأبواقها المعروفة CNN أو FOX News أنها الكاوبوي المنتظر.. سوف تأتي على حصانها لإنــقــاذ الــعــالــم...وتغمر الدنيا وتلهيها, بملايين من الأكاذيب الاحترافية المصطنعة في ستوديوهاتها... حتى تعطى لرؤسائها جائزة نـوبـل للسلام... بعد حصيلة ملايين القتلى وملايين المهجرين, والتي تسميهم أبواقها بسهولة : ضحايا جانبيين أو Victimes Collatérales حسب لغة محترفي الكذب والتمويه في مؤسساتهم الاختصاصية بالكذب والتمويه.. والملحقة باستمرار بجميع أجهزتهم السياسية.
أنا لا أفهم حتى هذه الساعة, كيف قرر السيد أوباما محاربة داعش في العراق.. دون محاربتها في سوريا.. أو كيف يريد محاربتها في سوريا وهو يتابع تسليحها وتدريبها وتمويلها, على أرض أول حكومة عربانية من ممولي داعش.. وهي السعودية. ما هذا التخريف الذي لا يمكن أن يقبله أي عقل حيادي عادي...
لو أن السيد أوباما يريد حقا وصدقا محاربة داعش.. ما كان عليه سوى الطلب من الحكومات المستزلمة لـه, والخاضعة لأوامره, أن تغلق حدودها التي تطوق داعش كتركيا والأردن والعراق ولبنان. وخاصة التمويل والدعم السعودي القطري.. الدعم الديني والمالي والإعلامي وتشجيع الفدائيين, طالبي الجنة والحوريات.. وخاصة مواعيظ الشيوخ المليئة بالخرافات والتخريفات بلا حدود ما بين الله والجنة.. وتــعــالــيــم الإســـلام الذي يحرفونه على هواهم ورغباتهم وتفسيراتهم السادو ـ مازوخية, والتي يتبرأ منها كل عقل سليم.. وكل ديانات البشر...
أنا لا أصدق أمريكا ولا أصدق حلفاءها.. ولا أصدق زلمها والمستلزمين لها من العربان النفطيين...وخاصة الذين لم يعرفوا ما معنى كلمة ديمقراطية أو حريات طبيعية.. منذ تأسست دولهم العشائرية الكراكوزية, وقامت على الخيانة والاغتصاب والاغتيال... واغتصاب حتى زعامة دينهم وادعاءات حمايته.
لو كان أوباما يبغى فعلا الأمان والسلام للمنطقة.. لحاول على الأقل التعاون والتفاوض مع السيد بشار الأسد وجيشه وحكومته.. ولو بشكل مؤقت محدود.. لأنهم بالخط الأول الحقيقي لمحاربة داعش وتحمل أخطارها وفظائعها, وما تترك من موت وموات على الأرض... دون أن يوقع معهم أية معاهدة أبدية.. وليتذكر كيف تعاون روزفلت مع ستالين, خلال الحرب العالمية الثانية, لمواجهة هتلر والنازية والإسراع بنهاية مــآسـي الحرب. ولكن السيد باراك حسين أوباما والمافيات الحربجية والرأسمالية واللوبيات الصهيونية التي توجه سياسة الولايات المتحدة الأمريكية.. هل تريد حقا تفكيك داعش نهائيا وتخليص العالم منها.. وإحلال سلام حقيقي عادل في المنطقة.. وإعادة الأمل للشعوب فيها بمستقبل آمن.. يفتح بداية طريق مسدود لإعادة الحياة والسعي إلى الديمقراطية والعلمانية والحريات الطبيعية... قطعا لا.. لا أوباما ولا زبانيته ولا حلفاؤه ولا زلمه العربان, يرغبون لحظة واحدة أن يعود الاستقرار والوعي والأمل إلى المنطقة... لأنها ستكون نهاية مصالحهم... وخاصة سيعود النفط والغاز وكل المنتجات الطبيعية إلى الشعوب التي تملكها وتنتجها... ولا حاجة لهذه الشعوب لمستعمر يسرقها.. ولا لحاكم يجنزر حرياتها وآمالها... لهذا السبب.. لهذا السبب يحركون أوكار الدين والتعصب الطائفي والادعاءات بمطالب حريات وربيع.. وما كل هذا سوى تحشيش وتخدير لتمزيقنا وإرهابنا.. حتى نبقى راكعين.. حتى نبقى خانعين.. حتى نبقى خائفين.. طالبين حمايتهم.. نبيعهم أرواحنا ونفطنا وكرامتنا وعزتنا... كما نحن اليوم.. بلا وطن.. بلا أمان.. وخاصة بلا أية عزة أو كرامة............
***********
عـلـى الــهــامــش :
ــ حسب جريدة لوموند الفرنسية Le Monde ونقلا عن محطة َAustralian Brodcasting Corporation الاسترالية.. بأن السلطات الاسترالية قد اعتقلت خمسة عشر إرهابيا (نائما) في مدينتي Sidney و Brisbane جاءتهم تعليمات من إرهابي استرالي يقاتل مع داعش في سوريا, لخطف مواطن استرالي, أيا كان وإعدامه ذبحا أمام كاميرا في استراليا... وبث الفيديو على النت.. تهديدا للحكومة الاسترالية... وقد احتاجت عمليات الاعتقال حسب تصريحات الحكومة الاسترالية, حوالي 800 عنصر من رجال الأمن.
ــ وفي فرنسا تـم اعتقال ستة داعشيين, يتحركون ببعض الأوساط السكانية المحيطة بإحدى المدن, لتطويع فتيات قاصرات.. وإرسالهن للجهاد في سوريا...
بعض أوساط الإعلام الفرنسي.. بدأت تتحدث ــ بمحدودية وتسرب وبطء ـ عن هذه المعلومات التي لم تكن تنشر في السابق... هل هذا يعني أن الغرب الذي كان يدعم (الجهاديين الإسلاميين) بكل من سوريا وغير سوريا... بدأ يتلمس مـؤخـرتـه... هلعا... وبدأ يعطي أرقام المقاتلين الذين يحملون جوازات سفر أوروبية وكندية وأمريكية وأسترالية, الموجودين في سوريا, والذين تدربوا على جميع أشكال الفظائع اللاإنسانية.. وإمكانية عودتهم إلى بلدانهم.. والقيام بعمليات إرهابية وانتحارية مختلفة... حسب الأوامر التي تعطيها لهم دولة داعش في الشام والعراق؟؟؟!!!... يعني خطر انقلاب السحر على الساحر؟؟؟!!!...
ولكن كل هذه التساؤلات, لم تغير شعرة واحدة من خطة الأمبراطور أوباما الذي حصل هذا الصباح على صـرف نصف مليار دولار لدعم وتسليح وتدريب المعارضة السورية (المعتدلة) على الأرض.
آمل حقا يا سيد أوباما أن تصل دولارات شعبك الفقير إلى معارضة ذكية وطنية.. حقيقة الاعتدال.. لا لأيدي الداعشيين.. وهذا ما سيحصل.. إن وصلت.. وإن لم يسرق غالبها لدفع الفواتير الباهظة لحلفائك الصالونيين من هذه المعارضات السورية الكرتونية المقيمة في أفخم الفنادق الأوروبية.. أو الاسطنبولية... أو لتقتيل مزيد من السوريين وتهجيرهم, على أيدي الإرهابيين الداعشيين الذين ولدوا وتفرخوا على أيدي مخابراتك وترعرعوا.. وما زالوا يترعرعون بأحضانك... رغم كل الخطابات التي تحاول تخديرنا بها... لزيادة الرعب والإرهاب في العالم... وخاصة في ســوريا وســائر المشرق اليوم... أو خصصها للفقراء في بلدك... أو لإعادة إعمار بعض ما خــربــت في ســوريــا...........
بــــالانــــتــــظــــار...
للقارئات والقراء الأكارم الأحبة.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأصدق تحية طيبة مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا
#غسان_صابور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟