أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعيد بودبوز - حمار من نوع رونو














المزيد.....

حمار من نوع رونو


سعيد بودبوز

الحوار المتمدن-العدد: 4578 - 2014 / 9 / 18 - 14:31
المحور: كتابات ساخرة
    


- إنه شكسبير على مستوى المغرب غير النافع يا تقي الدين، ويلقبونه بـ "الترمذي" بسبب كنيته "أبو عيسى" تماما كما يطلقون عليك "ابن تيمية" لمجرد أن اسمك تقي الدين، ألا تعرفه؟
- كلا..
- لقد قصّ عليّ حلماً أغرب حتى من أحلام الرسوم المتحركة. بالأمس قال لي: إنني أرى أحلاماً لا يمكن البوح بها إلا لأشخاص نادرين. أخشى من التكفير يا صديقي. لا أخفيك شراً أنني بت أخاف من الإسلام على الأحلام يا دربوكة. لقد اكتمل الآن مشهد الشر على الأرض، وخرج يأجوج ومأجوج من قاع الجحيم، يقطعون رؤوس الناس باسم الله ماشاء الله، وهم يحملون راية الإسلام في منتهى السواد.
قلت له: أنا متشوق لسماع أحلامك يا أبا عيسى، وبالطبع تعرف أنني لن أكفّرك، لأنني ببساطة كافر ومرتد عن الرب وجميع الأديان المنسوبة إليه زوراً...أنا كافر زنديق ولله الحمد...
- مهلا يا دربوكة، مهلا..أخشى ألا تصدقني..
- وماذا سيحدث في الكون إذا لم يصدقك دربوكة؟ هل ستنشق الأرض وتبتلعك كما ابتعلت المدعو قارون...؟
- لقد رأيت في المنام كأنني أُسري بي من "صومعة حسان" إلى مطرح ضخم للنفايات، ثم عُرج بي في أعماق السماوات.
- ممتاز يا أبا عيسى، هيا أكمل..
- في السماء الأولى، وجدت دونكيشوت يتقدم الذين هبّوا لاستقبالي من موتى الآداب والعلوم الإنسانية. وعلى رأسه تاج من الاستبرق..
- جميل يا أبا عيسى، وعلى ذكر "الاستبرق" هذه، أريد أن أسألك: هل ركبتَ ما يسمى "البراق" أنت الآخر، أم أن أحداً من الملائكة مدّ لك حبلاً، أم رأيتَ في المنام أنك أمسيتَ مجنحاً؟
- هل تسخر مني يا دربوكة؟
- لا يا صديقي، أقسم لك بشرف أمي إنني لمن الجادين في أسئلتي..
- وهل لك أمٌّ يا دربوكة؟ ألم تخبرني بأنك لقيط لا تعرف من ولدك، ولا من رباك، ولا كيف بلغتَ سن الرشد؟
- بلى يا أبا عيسى، أخبرتك بذلك، ولكني عرفت مؤخراً بأنني لم أبلغ سن الرشد أصلا..
تعالت ضحكاتنا، ثم عدنا إلى حكاية حلمه العجيب، فقال لي:
- أما السماء الثانية، فقد وجدت فيها جنكيسخان زعيم التتار، وعلى رأسه قلنسوة من الدخان بلا نار... يمتد خلفه ذيل طويل من الغزاة والصعاليك والسفاحين وقطاع الطرق والرؤوس كانوا متلهفين لاستقبالي..ابتسم بشكل عسكري، وقال لي: أبشر يا أبا عيسى، فلقد انتهى نفيك في عصر النفايات، وبدأتَ تلج عصر العلم والتقنيات.
قاطعته قائلا:
- يا أبا عيسى، إنك لم تجبني على سؤالي بخصوص وسيلة النقل التي امتطيتها في إسرائك ومعراجك المباركين..
- نسيتُ يا دربوكة، لقد ركبتُ حماراً رباعيَّ الدفعِ من نوع " رونو".
حاولت أن أقول شيئاً، لكن تياراً جارفاً من القهقهة أخذني، حتى ظننت أنني سألفظ أنفاسي الأخيرة من الضحك..ثم قلت له بألفاظ ممزقة:
- اسمح لي يا أبا عيسى، صحيح أن الحمير كلها رباعية الدفع، ولكن أن يكون هناك حمار من نوع " رونو"، فهذه أغرب مهزلة حلمية سمعتها في حياتي.. ما بك يا رجل، هل أكلتَ الكرسانة قبل أن تنام تلك الليلة؟
أضحكته، وقال لي:
- الكرسانة على وزن الخرسانة والعياذ بالله، ألم أقل إنك لن تصدقني؟
- الأمر ليس كذلك يا أبا عيسى، أنا أعرف بأنك لا تكذب، ولكن مشكلتي مع الحلم نفسه..على كل حال، أكمل، فأنا كلي أذان صاغية..
- لي الكثير من الأحلام يا دربوكة تبدو غريبة وغير قابلة للتصديق..
- ما الذي تأكله قبل النوم يا أبا عيسى؟
- لا أخفيك أنني أحب الفول، ولكن....
قاطعته قائلا:
- إذن، فأنت في طريقك إلى الكرسانة يا أبا عيسى، ويبدو أن حدسي لم يخطء كثيرا رغم أنني أجهل خلق الله..
- كلا يا دربوكة، الفول يختلف كثيرا عن الكرسانة، فما علاقة هذا بذاك؟
- كل العلاقة يا صديقي، إنهما من عائلة واحدة! اسألني أنا، باعتباري فلاحا فاشلا، أشرح لك هذه الأمور؛ إن الفرق بين الفول والكرسانة، هو أن الفول يحتوي على كمية قليلة من الغاز، بحيث يمكن للبشر أن يأكله دون مشاكل. أما الكرسانة، فهي تحتوي على كمية هائلة من الغاز، بحيث لا تكاد تصلح إلا للدواب، فإذا أكلها إنسان قد ينفجر بطنه أو عقله في أفضل الأحوال.
- أنت لم تسمع استدراكي يا دربوكة، فلقد قلت لك "أحب الفول ولكن"، لم تدعني أكمل، كنت أود أن أقول إنني لا آكله أثناء الليل.
من أجل أن يقص عليّ ما حدث لصديقه أبي عيسى في السماء الثالثة، قررتُ تأجيل جرِّه من ذلك المقهى الزريبة، حتى وقد بلغ من الثمالة عتياً.
***


مقطع من رواية قادمة



#سعيد_بودبوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل توجد ثورة عربية؟
- -مذاهب وشوارب- (قصة قصيرة جدا)
- بين زمانية النهار ومكانية النهر
- سوءة حظه (ق.ق.ج)
- الإياب السردي في -مرايا- سعيد رضواني
- الضحك عقوبة!
- الصَّمْتُ الذي عَبَرَ اللغةَ
- لا (2)
- لا
- يوسف إدريس: بين انصهار الثقافة وانفجار الغريزة
- حكمة نيتشه بين الجبل والعقل (1)
- حوار مع الشاعرة لطيفة الشابي
- الماء والحكاية في -أحلام تمد أصابعها-
- بين الجنس الأدبي والجنس الآدمي (تحليل عنوان -أحلام تمد أصابع ...


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعيد بودبوز - حمار من نوع رونو