محمد محمد فكاك
الحوار المتمدن-العدد: 4577 - 2014 / 9 / 17 - 17:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
خريبكة – لينغراد كمونة ( مجاليسية ) الرباط ،ديكتاتورية البروليتاريا – الجمهورية المغربية الخطابية الوطنية الديمقراطية الشعبية التقدمية التحررية الاشتراكية الثورية المدنية اللائكية العلمانية المستقلة الموحدة في 17/09/2014
الجبهة الوطنية الديمقراطية الشعبية التقدمية الطليعية الاشتراكية الثورية الماركسية اللينينية البلشفية الشيوعية من أجل تحرير المغرب والشعوب العربية والأفريقية وبلدان العالم الثالث من الأنظمة الكولونيالية التابعة بنيويا للامبريالية والصهيونية والحلف الأطلسي الغربي.
"النظام الملكي الكولونيالي الرجعي أعاد المغرب من المجتمع الانساني إلىالزمن البدائي القديم : زمن قطيع القرود التي بعد أن بدد وحوشه وذئابه وحيواناته كل المآكل الغذائية الطبيعية تبديدا لا حد له في بذورها وأصولها، فجعل الأرض قاحلة جرداء، وأمام هذه التصرفات الافتراسية عند متوحشي النظام،أجبر الانسان المغربي على التغذية بركام برازه ومزابله وقماماته"
ابن الزهراء الزهراء محمد محمد بن عبد المعطي بن الحسن بن الصالح بن الطاهر فكاك.
ليس لدي أية عقدة أحسب بها الكتابة والثقافة والمبادئ والمواقف والرؤى بموازين المكاسب والخسارات،فأنا لا أكتب إلا للجماهير الشعبية المضطهدة المحرومة المعذبة والطبقات العمالية والفلاحية المستغلة،فأنا حر طليق لا أدين بفضل أو نعمة لنظام أو مؤسسة افتراسية انتهابية كولونيالية ولكن دون مزايدات أو مواقف مبهرة أو مبرأة من النقص والأخطاء والأغاليط،ولا أقبل المديح ولا الرثاء،بل أنا أضع قلبي ووجداني وشعوري من أجل انتصار شعبي للحرية والكرامة الانسانية والمساواة والاستقلال الوطني وحق تقرير المصير، وأن يكون شعبي يقظا ذكيا واعيا بخطورة هذا النظام الملكي البدائي الاستبدادي الديكتاتوري اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي اللإنساني اللامتحضر اللامتمدن اللادستوري اللابرلماني الفردي المطلق ،وفي نفس الوقت أن يحذر من المنحى الديني اليميني الرجعي اللاعقلاني الانتكاسي الاخوانجي الاسلامنجي الأفيوني الظلامي الوحشي الكلامنجي الدمويالكلابي،وأن يتأكد شعبي بأن هذه التيارات اللإنسانية المتلبسة للاسلام كما يتلبس الذئب ثوب الأم ليصطاد الخرفان، بأن الأمبريالية والصهيونية لها اليد العليا والطولى والكبيرة في تأسيس جماعات الإخوان المسلمين بجميع وشتى أشكالها وأنواعها حتى آخر شكل سموه بداعش.
لست أعيش على أرخص المواقف كما فعل ويفعل البائعون لقضية الشعب المغربي والفلسطيني وبثمن بخس لا يتعدى جوائز مسمومة ،فراحوا يهللون ويطبلون للنظام الملكي في المغرب وحليفته العضوية إسرائيل ويمدحون العصر الامبريالي الصهيوني،ويبررون هذه المدائح وهذه الجوائز وقبولهم لها بعد أن نظموا القصائد والمعلقات الطوال وكلها لعن وهجاء وقذف وهجوم على هجوم على هاتين الدويلتين اللقيطتين:المملكة"الشريفة" والكيان الصهيوني ،بل إنني حين أعارض وأهجو الديكتاتورية الملكية وطبقتها الكولونيالية المسيطرة ،وحين أفضح الحركة الاسلاموية ووحشيتها البشعة النجسة النحسة الحاملة للشؤم، وأدين الكيان الصهيوني المحتل والمستوطن لفلسطين والقدس،فلكي أعلن القطيعة النهائية مع مثل هذه المواقف المزدوجة المخجلة لبعض الكتاب والمفكرين والسياسيين والقادة والأدباء والشعراء كانوا كبارا فإذا بهم يصغرون أمام مكافآت وجوائز وذهب ورنين الدولار وموجات الفوسفاط والبترول ،إميل حبيبي نموذجا ومثالا الذي فاجأنا وتلقى جائزة دويلة الكيان الصهيوني حيث : " نقل محمد دكروب لنا جملة في آخر حوارات إميل حبيبي يقول فيها عن علاقته بشخصية روايته المزدوجة والحائرة: في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل"" كنت أكذب وأقول إن شخصيته نقيض شخصيتي، ولكنني الآن في عمر لم أعد فيه بحاجة إلى الكذب.. المتشائل كنت إلى حد كبير أتحدث فيه عن نفسي، وعقلانيته عقلانيتي إلى حد كبير" ويعلق محمد دكروب في أسى" فهل اعتراف إميل حبيبي بهذا التماهي مع "متشائله" قد حسم موقفه نهائيا،وحسم الجدال، فصار هو ومتشاءله شخصية واحدة شخصية إشكالية فنيا وحياتيا؟"
أما عندنا في المغرب ،فكل من التحق بالسفينة الملكية وخان القضية ،إلا وراح يتفوه بأجمل خطب المديح السهل المريح من التهاني لصاحب الجلالة والصولة والصولجان والنيافة والعظمة وبعيد الذكر ذي المآثر الخالدة والمواقف الغراء، والجدير بكل تقدير وتقديس ومهابة وغاطراء وتكرمة وعرفانا بالجميل،حيث جعل الله زمنه وأيامه كلها أعراس وأعياد وسعادة ورفاهية وحريات وعدالة ومساواة وحداثة وديمقراطية ، فكيف يستطيع هؤلاء المتقلبون الانتهازيون المنافقون التحريفيون الوصوليون الذين هم على ستة عشر دينا وملة وهوية وعقيدة وأيديولوجية ولسانا ووجها ،أن يعيدوا صياغة و ترتيب حياتهم وماضيهم وإعادة بنائه وتركيبه على إيقاع خيانة القضية والزج بالوطن والشعب إلى سن الشيخوخة والعقم والجفاف والخراب و سن اليأس والقضاء على الكرامة؟ فأين هي الشعارات الكبيرة للثورات؟ فهل ارتضوا اليتم في حفرة ومزبلة النظام الملكي"كصبايا يسقطون تحت إغراء أي حضن يمتد لهم،ويركعون أمام عبيد ومملوكات الملك وهم نسوا أن الملك هو بدوره يركع للاستعمار والامبريالية والصهيونية؟ وأنا أرى الضد من هؤلاء المداحين،أرى أن المغرب لم يعد قائما في عهد " جلالته ولن يعود أبدا بعد أن أصبح المغرب ملعونا مهجورا بحسب التعبير الشعري الإبداعي لسعدي يوسف.
لقد نجح النظام الامبريالي الصهيوني في زرع النظام الملكي الكولونيالي التبعي والحارس الأمين على مصالح الامبريالية والصهيونية و في تثبيت الماكنة الاخوانجية الاسلامنجية الارهابية الرجعية المتدثرة والمتسترة بزعم أيديولوجي ،أساسه فكرة تكفير المجتمع وتحريم العقل والحرية والديمقراطية والثقافة العقلانية العلمانية التنويرية الأنوارية التقدمية الثورية،وفعلا قام كل من النظام الملكي العميل ،والتيارات الاسلاموية التحريفية على نحو كامل، بإذلال الشعب المغربي ونهب خيراته،وتجويع وترهيب وتعذيب وتركيع جماهيره، وتغذية النزعات الطائفية والعنصرية والعرقية والدينية والمذهبية،ليبقى الشعب ليس أقل ولا أكثر من برابرة متوحشة بدائية لا تمتلك قيم الانسانية ولا الحد الأدنى من المقومات الحضارية والمدنية والتقدم والحرية والديمقراطية وحق المرأة في المساواة وحقوق الانسان. وطبعا لا يستحق هذا الشعب المتوحش الاستقلال السياسي والنظام الجمهوري الديمقراطي الشعبي المدني العلماني الاشتراكي الثوري،بل هو كيان قد انحط إلى حالة ووضعية قريبة وشبيهة جدا من حالة الحيوان،شعب هذه حالته يحتاج إلى من يقوده ويستعمره ويحتله ويستوطنه عبر أداة ووسيطة سماها "ملكية شريفة" .
ولا ننسى أن الشاعر فيكتور هيجو قد وقف إلى جانب الاستعمار ومدح ومجد حملات نابليون على العالم الثالث في قصيدة يقول فيها:
"بجانب النيل، أجده مرة أخرى
ومصر تتألق بنيران فجره
وصولجانه الأمبراطوري يبزغ في الشرق
ظافرا مليئا بالحماسة، متفجرابالإنجازات
ابن المعجزة، أذهل أرض المعجزات.
والشيوخ المسنون أجلوا الأمير الفت الحكيم،
وملأت الناس خوفا جيوشه التي لم يكن لهاسابق.
ونبيلا ، جليلا،ظهر للقبائل المذمومة
مثل "ماهومت(محمد) غربي.
انظر ادوارد سعيد:الاستشراق – السلطة الانشاء .ترجمة كمال أبو ديب( بيروت،مؤسسة الأبحاث العربية ط 2 1948) ص109.Hugo
, les orientales.in .œuvres poétiques,1 :684.
وانطلاقا من شعر هيجو الفرنسي يمكن استنباط القول:"إن الجنيرال ليوطي هو الذي نقل الشعب المغربي من الحالة ا لحيوانية المتوحشة البدائيةإلى الحالة المتحضرةالمتمدنة الانسانية وهو الذي جعل الفجر الاستعماري الفرنسي ينبثق وينفجر ويبزغ ويسطع على المغرب ،وهو ما يناقض الحقيقةوالواقع تماما،حيث أن المغرب – مغرب الأندلس وقرطبة وفلسفة ابن طفيل وابن رشد هو الذي سطعت شمسه على الغرب كله بعد أن كان هذا الغرب يرفل في الظلام الدامس،والمغرب هذا هو الذي أخرج شعوب أوروبا الغربية من الظلمات الجهلية والجاهلية المذمومة والمذهولة والمتاخرة والمتخلفة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وفنيا وجماليا وحضاريا ومدنيا، إلى المرحلة العليا من الأنوارية التنويرية العقلانية العلمية الحضارية المدنية والثورة الفلسفيةالعلمية التكنولوجية.
فهل كان لهذا الشعب المغربي العظيم أن يعيش هذا اليتم وهذه الأكفان، وأن تكون جماهيره ثكلى لولا هذا النظام الملكي الكولونيالي التبعي ،ولولا هذه الحركات الأصولية الاخوانجية الاسلامنجية الظلامية الارهابية التي تحولت إلى خناجر ومجازر ومذابح وهولوكوسات ونازيات وفاشيات والتي هي أدوات متقدمة بيد الصهيونية والحلف الأطلسي الطوراني التركي العثماني لتفتيت الوطن المغربي والعربي وتقسيمه وتفريقه وتفكيكه وتشظيته حتى تراجع المغرب عن دوره كدولة وطنية أمام الاستعمار والامبريالية والصهيونية والأصوليات الدينية الأفيونية العابرة للقوميات، هذه الحركات الرجعية العميلة الارتزاقية المبشرة بأفكار معادية للثورة والتقدم والديمقراطية والحرية والكرامة والعلم والمعرفة والمناهضة للحداثة والوطن والشعب والمؤسسات الوطنية،وهذه الحركات الارتدادية كلها وبجميع أشكالها وألوانها وأطيافها ،وبتصوراتها ورؤياها المتعصبة غير النقدية" القائمة على التمجيد غير المشروط ،تعتمد "استراتيجية القضاء على الاشتراكية والشيوعية والفكر المادي الجدلي الماركسي اللينيني البلشفي.
لا يا أوباما،يا خائن أفريقيته،وبائع جلده واسمه لمن أهان آباءك وأجدادك ،فالعرب تعرفهم الشعوب كعمق تاريخي ،فلسفي،جمالي ،فني ،شعري ،علمي ،أدبي،إبداعي.
>> خليل حاوي >> جحيم بارد
جحيم بارد
رقم القصيدة : 6030 نوع القصيدة : فصحى ملف صوتي: لا يوجد
ليتَني ما زلتُ في الشارع أصطادُ الذُّبابْ
أنا والأعمى المُغَنِّي والكِلابْ
وطَوافي بزوايا الليلِ,
بالحاناتِ مِن بابٍ لِبابْ
أتَصدَّى لذئاب الدربِ..!
ماذا? ليتَني ما زِلتُ دربًا للذئابْ
وعلى حشرجة الأنقاض في صدري,
على الكَهْف الخَرابْ
يلهثُ الوغدُ بحمَّى رئتَيهِ
بدعابات السكارى, بالسِّبابْ
أنا والدربُ نعاني الليل وَطْئًا وسِبابْ
ليتَه ما لَمَّني من وحلة الشارعِ
ما عوَّدني دفءَ البيوتْ
ويدًا تمسحُ عاري وشحوبي
ليت ما سلَّفَني ثوبًا وقوتْ..
وَنَعِمْنا بعضَ ليْلاتٍ.. تَلاها:
هذيانٌ, سأَمٌ, رعْبٌ, سكوتْ
اَلرؤى السوداءُ, ربِّي, صَرَعتْهُ
خَلَّفَتْهُ باردًا مرًّا مقيتْ
ليت هذا البارِدَ المشلولَ
يحيا أو يموتْ
رثَّ فيه حسُّه,
أعصابُه انحلَّت شِباكًا مِن خيوط العنكبوتْ
شاعَ في البيت مُناخُ القبرِ: دلفٌ,
عَتْمةٌ, ريحٌ حبيسٌ, وسكوتْ
بِرْكةٌ سوداءُ يطفو في أَساها
وَجْهُه المُرُّ الترابيُّ الصَّموتْ,
ليْتَ هذا البارِدَ المشلولَ
يَحْيَا أو يموتْ
ليته!
يا ليت ما سلَّفني دفئًا وقوتْ
الأولى >> لبنان >> خليل حاوي >> حفرة بلا قاع
حفرة بلا قاع
رقم القصيدة : 6037 نوع القصيدة : فصحى ملف صوتي: لا يوجد
عمّقِ الحفرة يا حفَّارُ,
عمِّقها لِقاع لا قرارْ
يرتمي خلف مدار الشمسِ
ليلاً من رمادٍ
وبقايا نجمة مدفونة خلف المدارْ
لا صدى يرشح من دوَّامة الحمّى
ومن دولاب نارْ
آهِ لا تلقِ على جسمي
ترابًا أحمرًا حيًّا طري
رَحِمًا يمخره الشرش ويلتفُّ
على المَيْت بعنف بربري
ما ترى لو مدَّ صوبي
رأسه المحمومَ
لو غرَّق في لحمي نيوبهْ
من وريدي راح يمتصُّ حليبَهْ
لُفَّ جسمي, لُفَّه, حنِّطْه, واطمرْهُ
بكلس مالح, صخرٍ من الكبريتِ,
فحمٍ حجري
***
كيف يُحييني ليجلو
عتْمةً غصَّت بها أُختي الحزينَهْ
دون أن يمسح عن جفنيَّ
حمّى الرعب والرؤيا اللعينَهْ:
لم يزلْ ما كان من قبلُ وكانْ
لم يزل ما كانَ:
برقٌ فوق رأسي يتلوَّى أُفعوانْ
شارع تعبره الغولُ
وقطعان الكهوف المعتمَهْ
مارد هشَّم وجه الشمسِ
عرَّى زهوها عن جمجمَهْ
عَتْمة تنزف من وهج الثمارْ,
اَلجماهير التي يعلكها دولابُ نارْ,
وتموت النار في العتْمةِ,
والعتْمة تنحلُّ لِنارْ
الأولى >> لبنان >> خليل حاوي >> السجين
السجين
رقم القصيدة : 6025 نوع القصيدة : فصحى ملف صوتي: لا يوجد
أتُرى هلْ جُنَّ حسِّي فانطوى الرعبُ
تُرى عادَ الصدى, عادَ الدُّوارْ?
مَن تُرى زحزح ليلَ السجنِ عن صدري
وكابوسَ الجدار?
اَلكوى العميا يغطّيها
سوادٌ رَطِبٌ, طينٌ عتيقْ
اَلكوى ما للكوى تنشقُّ
عن صبحٍ عميقْ
وصدى يهزج من صوب الطريقْ:
"هِيَ, والشَّمسُ, وضحكات الصغارْ,"
"وبقايا الخِصبِ في الحَقْل البوارْ,"
"كلُّها تذكر ظلِّي, تَعَبي"
"كَفِّي المغَنِّي للبذار"
"كلُّها تُغري وتُغري بالفرار".
طالما أغرى الصدى قلبي وجفني
طالما راوَغَني صوت المُغنِّي
طالما أدْمَتْ يدي جدْرانُ سِجني
طالما ماتَتْ على كيْد الجدارْ
ردَّ باب السِّجنِ في وجه النهارْ
كان قبل اليوم يُغري العفوُ
أو يُغري الفرارْ
قبلَ أن تصدأ في قلبي الثواني
لا صدى تُحصيهِ, لا حمَّى انتظارْ
قبل أن تمتصَّني عتمَةُ سجني
قبْلَ أنْ يأكُلَ جفنيَّ الغبارْ
قبلَ أنْ تنحلَّ أشلاءُ السَّجينْ
رِمَّةً, طينًا, عِظامًا
بعثَرتْها أرجلُ الفيرانِ
رثَّت من سنينْ
كيْفَ تلتمُّ وتحْيا وتلينْ,
كيف تخضرُّ خُيوطُ العنكبوتْ
تتَشهَّى عودَةً للمَوْتِ
في دنيا تموتْ?
ما الذي يَهْذي تُرى?
صوتُ المُغنِّي
لم يعد يخْدع كَفَّيَّ وجفني
لم يعد يخدعني العَفوُ اللَّعينْ
بعد أن رثَّت عظامي من سنينْ
هل أخَلِّيها, أُخلِّيها وأمضي
خاويَ الأعضاءِ وجهًا لا يبينْ
شبحًا تجلده الريحُ
وضوءُ الشمْس يُخزيهِ
وضحكاتُ الصغارْ
يتخَفَّى من جدارٍ لجِدارْ
ردَّ باب السِّجْن في وجه النهارْ
كان قبل اليومِ
يُغري العفو أو يُغري الفرار
صوتي | ENGLISH
الأولى >> لبنان >> خليل حاوي >> الجسر
الجسر
رقم القصيدة : 6032 نوع القصيدة : فصحى ملف صوتي: لا يوجد
وكفاني أَنَّ لي أطفالَ أترابي
ولي في حُبِّهم خمرٌ وزادْ
مِن حصادِ الحَقلِ عندي ما كفاني
وكفاني أنَّ لي عيدَ الحصادْ,
أنَّ لي عيدًا وعيدْ
كُلَّما ضَوَّأَ في القَريةِ مصباحٌ جديدْ,
غَيرَ أَنِّي ما حملتُ الحب للموتى
طيوبًا, ذهبًا, خمرًا, كنوزْ
طفلُهُم يُولدُ خفَّاشًا عجوزْ
أينَ مَنْ يُفني ويُحيي ويُعيدْ
يتولَّى خَلْقَه طفلاً جديدْ
غَسْلَهُ بالزيتِ والكبريت
مِن نَتنِ الصديدْ
أينَ مَن يُفْني ويُحيي ويُعيد
يَتَولّى خَلْقَ فرخ النسرِ
مِن نَسلِ العَبيدْ
أنكَرَ الطفلُ أباهُ, أُمَّهُ
ليسَ فيه منهُما شبْهٌ بَعيدْ
ما لَهُ يَنْشَقُّ فينا البَيْتُ بَيْتَينِ
وَيَجري البَحرُ ما بَيْنَ جديدٍ وعتيقْ
صرخةٌ, تقطيعُ أرحامٍ,
وتَمزيقُ عُروقْ,
كَيفَ نَبقي تحتَ سَقفٍ واحدٍ
وبحارٌ بيننا.. سورٌ..
وصَحراءُ رمادٍ باردِ
وجليدْ.
ومتى نطفرُ مِن قبوٍ وسجْنِ
ومتى, ربَّاهُ, نشتدُّ ونبني
بِيَدينا بَيتنا الحُرَّ الجَديدْ
يَعبرونَ الجِسرَ في الصبحِ خفافًا
أَضلُعي امتَدَّتْ لَهُم جِسْرًا وطيدْ
مِن كُهوفِ الشرقِ, مِن مُستنْقعِ الشَرقِ
إِلى الشَّرقِ الجديدْ
أَضْلُعي امْتَدَّتْ لَهُم جِسرًا وطيدْ
"سوفَ يَمضونَ وتَبْقى"
"صَنَمًا خلَّفَهُ الكهَّانُ للريحِ"
"التي تُوسِعُهُ جَلْدًا وَحرْقًا"
"فارغَ الكَفَّيْنِ, مصلوبًا, وحيدْ"
"في ليالى الثَّلْجِ والأفقُ رمادٌ"
"ورمادُ النارِ, والخبز رمادْ"
"جامِدَ الدَّمْعَةِ في لَيْلِ السهادْ"
"ويوافيكَ مع الصبحِ البريدْ:"
".. صَفحَةُ الأخبارِ.. كم تجترّ ما فيها"
"تُفَلِّيها.. تُعيدْ..!"
"سوفَ يَمضونَ وتبقى"
"فارغَ الكَفَّيْن, مصلوبًا, وحيدْ".
***
اِخرسي يا بُومةً تقرعُ صدري
بومةُ التاريخِ مِنِّي ما تُريدْ?
في صَناديقي كُنوزٌ لا تَبيدْ:
فرحي في كُلِّ ما أَطعَمتُ
مِن جَوهرِ عُمْري,
فَرَحُ الأيدي التي أعْطَتْ وإِيمانٌ وذِكرى,
إنَّ لي جَمْرًا وخَمْرًا
إِنَّ لي أطفالَ أترابي
ولي في حُبِّهم خَمْرٌ وزادْ
مِن حصادِ الحَقْلِ عندي ما كفاني
وكفاني أنَّ لي عيدَ الحصادْ,
يا مَعادَ الثلجِ لَن أخْشاكَ
لي خَمْرٌ وجَمْرٌ للمَعادْ
السندباد في رحلته الثامنة
رقم القصيدة : 6035 نوع القصيدة : فصحى ملف صوتي: لا يوجد
( 1 )
دَاري التي أَبحرتِ غرَّبتِ معي,
وكنتِ خيرَ دارْ
في دوخةِ البحارْ
وغربةِ الديارْ,
والليلُ في المدينهْ
تمتصُّني صحراؤُه الحزينهْ
وغرفتي ينمو على عَتْبَتِها الغبارْ
فأَبتغي الفرارْ,
أَمضى على ضوءٍ خفيٍّ
لا أَعي يقينَهْ
فتزهر السكينهْ
وأَرتمي والليلَ في القطارْ
***
رِحلاتيَ السبعُ وما كنَّزْتُهُ
مِنْ نعْمةِ الرحمانِ والتجارَهْ
يومَ صرعت الغُولَ والشيطَانَ
يومَ انشقَّتِ الأكفانُ عنْ جسمي
ولاحَ الشقُّ في المغارهْ,
رَوَيْتُ ما يَرْوُونَ عنِّي عادةً
كَتَمْتُ ما تعْيَا لهُ العِبارَهْ
ولم أَزَلْ أَمضى وأَمضى خلْفَهُ
أُحسُّهُ عندي ولا أَعيهِ
وكيفَ أَنساقُ وأَدري أَنني
أَنساقُ خلف العري والخسارَهْ
أودُّ لو أَفرغتُ داري عَلّهُ
إن مرَّ تُغْويه وتدَّعيهِ
أُحسُّه عندي ولا أَعيهِ.
( 2 )
وكان في الدارِ رواقٌ
رَصَّعَتْ جدرانَهُ الرسومْ
موسى يَرى
إزميل نارٍ صاعقَ الشرَرْ
يحفرُ في الصخْرِ
وصايا ربِّهِ العَشَرْ:
اَلزفتُ والكبريتُ والملحُ على سَدُومْ.
هذَا على جدارْ
على جدارٍ آخرٍ إطارْ:
وكاهنٌ في هيكلِ البعْلِ
يُرَبِّي أُفعُوَانًا فاجرًا وَبُومْ
يَفْتَضُّ سرَّ الخصبِ في العَذَارى
يهلِّلُ السكارى
وتُخصبُ الأرحامُ والكرومْ
تُفَوِّرُ الخمرةُ في الجِرَارْ.
على جدارٍ آخرٍ إطارْ:
هذا المعَرِّي,
خلف عينَيْهِ
وفي دهليزِهِ السحيقْ
دنياهُ كيدُ امرأَةٍ لم تغْتسِلْ
من دمِها, يشتمُّ ساقَيْها وما يُطِيقْ
شطَّي خليجِ الدنسِ المطليِّ بالرحيقْ
تكويرةُ النهدينِ من رغوتِهِ
وسوسنُ الجباهْ,
اَلمجرمُ العتيقْ
والثمرُ المرُّ الذي اشتهاهْ.
***
من هذه الرسومْ
يرشحُ سيلٌ
مثقلٌ بالغَازِ والسمومْ
تمتصُّهُ الحيَّةُ في الأنثى
وما في دمها من عنصر الغَجَرْ
والنِمرُ الأعمى وحمَّى يدهِ
في غَيرةِ الذكَرْ:
"لوركا" و"عُرسُ الدمِ" في إسبانيا
وسيْفُ ديكِ الجِنِّ يوم ارتدَّ من حماهْ
اَلعُنُقُ العاجِيُّ نهْرٌ أَحْمَرٌ
يا هولَ ما جمَّدَهُ الموتُ على الشفاه.
هذا الدمُ المحتقنُ الملغُومُ في العُروقْ
تعضُّهُ, تكويهِ ألفُ حُرْقَهْ
وفي حنايا دَرَجٍ
في عَتْمَةِ الأَزقَّهْ
حشرجةٌ مخنوقةٌ وشهقَهْ.
***
عاينتُ في مدينةٍ
تحترفُ التمويهَ والطهاره
كيف استحالتْ سمرةُ الشمسِ
وزهوُ العمرِ والنضارهْ
لغصَّةٍ, تشنُّجٍ, وضيقْ
عبرَ وجوهٍ سُلختْ من
سورها العتيقْ,
عاينتُ في الوجوهْ
وجهَ صبيٍّ ناءَ بالعمرِ
الذي أتلفَهُ أبوهْ
وأَطعمَ الجوعَ من الأفيونِ
رؤْيا خلَّفتهُ يعلكُ اللِّجامْ
وبعدَ حينٍ يحمدُ الصيامْ.
مدينةُ التمويهِ والطهارهْ
مدينةُ (...) تستفيقْ
فتبصرُ الأدغالَ تغْزو سورَها العتيقْ
وتبصرُ الحجارَهْ
تفرُّ في الطريقْ
ومن كهوفٍ شبعتْ مرارَهْ
تفورُ قطعانٌ جياعٌ
ليسَ يرويها سوى التدمير والحريقْ
***
هذا الدمُ المحتقنُ الملغومُ في العروقْ
( 3 )
بَلَوتُ ذلك الرِّوَاقْ
طِفلاً جَرَتْ في دمهِ الغازاتُ والسمومْ
وانْطَبَعتْ في صدرِهِ الرسومْ
وكنتُ فيه والصحابَ العتاقْ
نرفِّهُ اللؤْمَ, نحلِّي طعْمَهُ بالنفاقْ
بجُرْعةٍ من "عَسَلِ الخليفَهْ"
"وقهوة البشيرْ"
أُغَلِّفُ الشفاهَ بالحريرْ
بطانةِ الخناجرِ الرهيفَهْ
لحلوتي لحيَّةِ الحريرْ
***
سلَختُ ذاكَ الرِّواقْ
خلَّيتْهُ مأْوى عتيقًا للصحابِ العِتاقْ
طهّرْتُ داري من صدى أشباحِهِمْ
في الليل والنهارْ
من إلِّ نفسي, خنجري,
لِيني, ولينِ الحيَّةِ الرشيقَه,
عشتُ على انتظارْ
لعَلّهُ إن مَرَّ أُغويهِ,
فما مرَّ
وما أرسلَ صوبي رعدَهُ, بروقَهْ.
طلبتُ صحوَ الصبح والأمطَارَ, ربِّي,
فلماذا اعتكرتْ داري
لماذا اختنقَتْ بالصمتِ والغُبارْ
صحراءَ كلسٍ مالحٍ بَوَارْ.
وبعدَ طعْمِ الكلسِ والبَوَارْ
اَلعَتْمَةُ العَتْمَةُ فارَتْ مِنْ
دهاليزي, وكانت رَطْبةً
مُنْتِنَةً سخينَهْ
كأَنَّ في داري التقَتْ
وانسكبَت أَقنيةُ الأوساخِ في المدينَهْ,
تَفُورُ في الليلِ وفي النهارْ
يعُود طعْمُ الكلس والبَوَارْ
وذاتَ ليلٍ أرْغَتِ العَتمةُ
واجترَّتْ ضلوعَ السقفِ والجدَارْ,
كيف انطوى السقفُ انطوى الجدارْ
كالخرقةِ المبتلَّةِ العتيقَهْ
وكالشراعِ المرتمي
على بحارِ العَتْمَةِ السحِيقَهْ,
حفُّ الرياحِ السودِ يُحْفيهِ
وموجٌ أَسودٌ يعلِكُهُ,
يرميهِ للرياحْ,
أغلقتِ الغَيْبوبةُ البَيْضاءُ عَيْنَيَّ
تركتُ الجَسدَ المطحونَ
والمعْجونَ بالجراحْ
للموجِ والرياحْ
( 4 )
في شاطىءٍ من جُزُرِ الصَّقيعْ
كنتُ أَرى فيما يَرَى المُبَنَّجُ الصريعْ
صحْراءَ كلْسٍ مالحٍ, بَوارْ,
تمرجُ بالثلجِ وبالزهرِ وبالثِّمارْ
داري التي تحطَّمَتْ
تنهضُ من أَنقاضِها,
تختلِجُ الأخشابُ
تلْتمُّ وتحيا قُبَّةً خضراءَ في الرَّبيعْ
لن أَدَّعي أَنَّ ملاكَ الربِّ
ألقى خمرةً بكرًا وجمرًا أخضرًا
في جسدي المغْلُولِ بالصقيعْ
صفَّى عروقي من دمٍ
محتقنٍ بالغَازِ والسمومْ
عن لوحِ صدري مسحَ
الدمغَاتِ والرسومْ,
صحوٌ عميقٌ موجُهُ أُرجوحةُ النجومْ.
لن أَدَّعي, ولستُ أَدري كيفَ,
لا, لعَلَّها الجراحْ,
لعلَّهُ البحرُ وحفُّ الموجِ والرياحْ
لعلَّها الغَيْبوبةُ البيضاءُ والصقيعْ
شدَّا عروقي لِعُروقِ الأرضِ
كانَ الكفنُ الأبيضُ درعًا
تحتَهُ يختمرُ الربيعْ,
أَعشبَ قلْبي,
نبضَ الزنبقُ فيهِ,
والشراعُ الغَضُّ والجناحْ,
طفل يغَنّي في عروقي الجهلُ,
عريانٌ وما يُخلجني الصباحْ,
اَلنبضةُ الأولى,
ورؤْيا ما اهتدت للَّفظِ
غصَّتْ, أَبرقتْ وارتعَشَتْ دموعْ
هلْ دعوةٌ للحُبِّ هذا الصوتُ
والطيفُ الذي يلْمعُ في الشمس
تجسَّدْ واغْترفْ من جَسَدي
خبزًا وملْحًا,
خمرةً ونارْ,
وحدي على انتظارْ
أفرغتُ داري مرة ثانيةً
أَحيا على جمرٍ طريٍّ طَيبٍ وجوعْ
كأَنَّ أَعضائي طيُورٌ
عَبَرَتْ بحارْ
وحدي على انتظَارْ
( 5 )
في ساحة المَدينهْ
كانَتْ خُطَاها
زورقًا يجيءُ بالهزيجْ
من مَرَحِ الأمواجِ في الخلِيجِ
كانَتْ خُطَاها تكسرُ الشمسَ
على البلَّورِ, تسقيهِ الظلالَ
الخضرَ والسكينهْ,
لمْ يَرَها غيري تُرَى
في ساحةِ الْمدينَهْ?
لم تَرَها عينٌ من العُيونْ.
اَلعُمرُ لن يقولْ
يا ليتَ من سنينْ
ملءُ دمي وساعدي
أَطيَبُ ما تزهو به الفصولْ
في الكرم والينْبوعِ والحقولْ,
اَلعُمرُ لن يقولْ
يا ليتَ من سنينْ.
( 6 )
داري تعاني آخرَ انتظارْ
وقعُ الخطى الجَريئهْ
تُفتِّقُ المرجانَ والمرجَ
بأَرض الدارِ والجدارْ,
مرآةَ داري اغتسلي
من همِّكِ المعْقودِ والغُبارْ
واحتفلي بالحلوةِ البريئهْ
كأَنها في الصبحِ
شُقَّتْ من ضلُوعي
نبتتْ من زنبقِ البحارْ
ما عكَّرَ الشَّلالَ في ضحكتها
والخمرَ في حلْمَتِها
رعبٌ من الخطيئهْ
وما دَرَتْ كيْفَ تروغُ الحيَّةُ
الملْساءُ في الأقبيَةِ الوَطيئهْ,
اِحتفلي بالحلوَةِ البريئهْ
بالصحوِ في العيْنَيْنِ,
ما صحوُ الشعاعِ الغَضِّ
عَبْرَ النبعِ والثلوجْ,
بالصدرِ والخصرِ,
ترى ما تربةُ المسكِ
طريًّا دافئًا
ما بيْدرُ الحنطةِ والمروجْ
ما سُمْرةُ الصَّيْفِ على الثمارْ
ما نكهةُ البهارْ
ما كلُّ ما رَوَيْتْ
خلَّيْتُ للغَيرِ كنوزَ الأرضِ
يكفيني شبِعْتُ اليومَ وارتَوَيْتْ,
اَلحلوة البريئهْ
تُعْطي وتدري كلَّما أَعطَتْ
تَفُورُ الخمْرُ في الجِرَارْ
بريئةٌ جريئهْ
جريئةٌ بريئهْ
في شفَتيْها تُزبدُ الخمْرُ
وتصفُو الخمرُ في القَرارْ
لن يتخَلَّى الصُّبحُ عنا
آخِرَ النَهارْ.
( 7 )
وليلُ أَمسِ كانَ ليلَ الجنِّ
والزوبعَةِ السوداءِ
في الغَاباتِ والدروبْ
مال إليْنا الزنبقُ العريانُ
أَدفأناهُ باللمسِ وزودْناهُ بالطيُوبْ
أَوَتْ إليْنا الطيرُ
من أعشاشِها المخرَّبَهْ
رُحْنا مع القافلَةِ المغَرِّبَهْ
في أرخبيلِ "الجُزُرِ الحِيتانِ"
حوَّلْنا استرحنَا والتحَفْنَا الليْلَ والغُيُوبْ,
غريبةٌ ومثلُها غريبْ
حيْثُ نَزلْنا ارتفعَتْ
دارٌ لنا ودَارْ
خَفَّ إليْنا ألفُ جارٍ مُتعَبٍ وجارْ
في دَوْخةِ البحارْ
وغُرْبةِ الديَارْ
( 8 )
ولم أزَلْ أَمضى وأَمضى خلْفَهُ
أُحسُّهُ عنْدي ولا أَعيهِ
أَودُّ لو أفرغتُ داري علَّهُ
إنْ مرَّ تُغْويهِ وتدَّعيهِ
أُحسُّهُ عنْدي ولا أَعيهِ.
***
تمضي إلى غُرفتها
تعْثرُ في وَحْشتي,
وحدي,
مَدى عَتْمَتي
مَدى ليالى السهَادْ
دقَّاتُ قلْبي مثلُ دَلْفٍ أَسودٍ
تحفِّرُ الصمتَ
تزيدُ السوادْ,
وكانَ ما عاينتُ ممَّا ليْسَ
يُروى عادةً أَو يُعَادْ:
بئرٌ جفافٌ فوَّرَتْ,
وفورَتْ من عَتْمتى منارَهْ
أُعاينُ الرؤيا التي تصرعني حينًا,
فأَبكي,
كيْفَ لا أَقوي على البشارَهْ?
شهرانِ, طالَ الصمتُ,
جفَّتْ شَفَتي,
مَتَى مَتَى تُسعِفُني العبارَهْ?
وطالما ثُرْتُ, جلدتُ الغُولَ
والأَذنابَ في أَرضي
بصقتُ السم والسبابْ,
فكانتِ الأَلفاظُ تجري من فمي
شلاَّلَ قطْعَانٍ مِن الذئابْ,
واليَومَ, والرؤيا تغَنِّي في دمي
برعشَةِ البرق وصحو الصباحْ
وفطرةِ الطيرِ التي تَشْتَمُّ
ما في نيَّةِ الغاباتِ والرياحْ
تُحِسُّ ما في رَحِمِ الفَصْلِ
تَرَاهُ قبلَ أن يولدَ في الفُصُولْ,
تُفَوِّرُ الرؤْيا, وماذَا,
سوف تأتي ساعةٌ,
أَقول ما أَقولْ:
( 9 )
تحتلُّ عَيْنيَّ مروجٌ, مُدْخَناتٌ
وإلَهٌ بَعْضُهُ بَعْلٌ خصِيبٌ
بعْضُهُ جبَّارُ فحْمٍ ونارْ,
ملْيُونُ دارٍ مثلُ داري ودارْ,
تزهو بأَطفالٍ غصُونِ الكرمِ
والزيتونِ, جمرِ الربيعْ
غبَّ ليَالى الصَّقيعْ
يحتلُّ عيْنيّ رِواقٌ شمختْ
أَضلاعُهُ وانعَقَدَتْ عَقْدَ
زنودٍ تبتنيهِ, تبتني المَلْحَمَهْ
ومن غِنى تربتنا تستنبتُ
البلَّورَ والرخامْ
تكدَّسَ البلَّورُ من رؤيا عيُونٍ
ضوَّأَتْ واحترقتْ في حلَكِ الظَلامْ
وفرَّخَتْ أَعمدةُ الرخامْ
من طينَةِ الأَقبيَة المعْتِمَهْ
تلْك التي مصَّتْ سيُولَ الدمعِ,
مصَّتْ رَبَواتٍ
من طحينِ اللحْمِ والعِظَامْ
واختمرتْ لألفِ عامٍ أَسودٍ وعامْ
فكيْفَ لا يفرخُ منْها ناصعُ الرخامْ
أَعمدةً تنمو ويعْلوها رِواقٌ أَخضَرٌ
صَلْبٌ بوجهِ الريحِ والثلوجْ
اَلمِحورُ الهادىءُ والبرجُ الذي
يصْمدُ في دوَّامَةٍ تبتلِعُ البروجْ
***
رؤيا يقين العَينِ واللمسِ
وليْست خَبَرًا يحدو به الرواةْ
***
ما كانَ لي أن أحتفي
بالشمْسِ لو لم أرَكُمْ تغْتَسِلُونَ
الصُّبحَ في النِّيلِ وفي الأردنِّ والفُراتْ
من دمغَة الخطيئهْ
وكلُّ جسمٍ ربوةٌ تجوهرتْ في الشمْسِ,
ظلٌّ طيِّبٌ, بحيرةٌ بريئهْ.
أَمَّا التماسيحُ مَضَوا عن أرضِنَا
وفارَ فيهم بحرُنا وغَارْ
وخلَّفُوا بعْضَ بقايا
سُلِخَتْ جلُودُهُمْ,
ما نبتَتْ مطرحَها جلُودْ,
حاضرُهُم في عَفَنِ الأمس الذي
ولَّى ولنْ يَعُودْ
أَسماؤهمْ تحرقُها الرؤيا بعَينيَّ
دخانًا ما لها وجودْ.
***
ربِّي, لماذَا شاع في الرؤيا
دخانٌ أحمرٌ ونارْ?
أَحببتُ لو كانت يدي سيْلاً,
ثلُوجًا تمسحُ الذنوب
من عَفَنِ الأمس تنمِّي الكرْمَ والطيُوبْ,
تضيعُ في بحري التماسيحُ
وحقدُ الأنهرِ الموحلَهْ
وينبعُ البَلْسَمُ من جرحٍ
على الجُلْجُلَهْ.
أَحببتُ, لا, ما زالَ حبّي مطرًا
يسخُو على الأخضَرِ في أرضي,
عداهُ حطَبٌ وَقودْ
تحرقها الرؤيا بعَينيَّ دخانًا
ما لها وجودْ,
وسوف يأْتي زمنٌ أَحتضنُ
الأرضَ وأَجلو صدرَها
وأَمسَحُ الحدودْ
( 10 )
رِحلاتيَ السبْعُ رواياتٌ عن
الغُولِ, عن الشيطَانِ والْمَغارَهْ
عن حِيَلٍ تعْيا لها المَهارَهْ,
أُعيدُ ما تحكي وماذَا, عَبَثًا,
هيهاتِ أَستعِيدْ,
ضيَّعتُ رأس المالِ والتجَارَهْ,
ماذا حكى الشلاَّلُ
للبِئرِ وللسدودْ
لريشةٍ تجوِّدُ التمويه تُخفِي
الشحَّ في أقنِية العِبَارَهْ
ضيَّعْتُ رأس المالِ والتجارَه,
عدتُ إليكم شاعرًا في فمه بشارَه
يقولُ ما يقولْ
بِفِطرةٍ تحسُّ ما في رَحِمِ الفَصْلِ
تراهُ قَبْلَ أن يولدَ في الفُصُولْ
بن الزهراء الزهراء محمد محمد فكاك.
#محمد_محمد_فكاك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟