عبد الرزاق عيد
الحوار المتمدن-العدد: 4577 - 2014 / 9 / 17 - 07:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لقد توقفنا بالحلقة الأولى السابقة عند التدخل الخارجي في صناعة توجهات الثورة السورية ، من خلال مؤتمر انطاليا، فتحدثنا عن تقديم شخوص غرباء عن فضاءات الثورة السورية بل وعن روح المعارضة السورية ...
سيما وأن الأخوان المسلمين في تلك الفترة كانوا قد أعلنوا (تجميدهم لمعارضتهم مع النظام الأسدي المقاوم مع حزب الله وإيران) ، مع ذلك كنا أكثر استعدادا لقبول تدخل الأشقاء الأتراك في مسار الثورة السورية، ليس لعوامل طائفية بل لعوامل سياسية تتعلق بالخيار المدني الديموقراطي (الإسلامي -العلماني) لحزب العدالة والتنمية برمزيته الأردوغانية، حيث راهنا على الدور التركي في اجتذاب الأخوان المسلمين العرب من حيز الجاذبية (الإيرانية الطائفية -الأسدية الحزب اللاتية المستثمرة المدعية للمقاومة الزائفة ...) إلى فضاء التجربة السياسية ( التركية ) المدنية التنموية النهضوية التنويرية الفاعلة إسلاميا ودوليا ...
لكي تنقذ التجربة الأخوانية العربية، من ضيق أفق عصبويتها الحزبوية العقائدية الفقهية الضيقة ..
فكانت أول تجربة لنا مع (الأفق التركي المدني الواسع المفترض!! ) هي في مؤتمر انطاليا ، وذلك من خلال محاولة ابعادنا وتهميشنا في مؤتمر (أنطاليا ) 2011 السابق الذكر ، بعد شهر من الثورة، ومن ثم تعيين أخواني شاب تركي -سوري ليفهمنا أننا ضيوف على تركيا وعلينا أن ننصاع لقيادة الاخوان المسلمين، الذين اعتبروا أنهم هم ممثلو الربيع العربي ، وحتى الآن!! ، رغم أنهم لم يكونوا بعد قد أعلنوا تأييدهم الرسمي للثورة السورية !!!...
تقبلنا ذلك وانسحبنا للظل، قناعة منا انها فرصة تاريخية للإسلام أن يمتحن (كتجربة مدنية ديموقراطية ) في تركيا ...واننا والأمر كذلك سنعتبر أنفسنا جنودا تحت قيادة (الديموقراطية الإسلامية المدنية التركية )، مراهنين على دور حاسم للتجربة الأردوغانية في إعادة الهيكلة الفكرية والسياسية والتنظيمية للأخوان المسلمين العرب ...
لكن مفاجأتنا الكبرى ،اننا العرب لا نزال نمارس غزوا ثقافيا على الترك وباقي القوميات المنتسبة للإسلام، على اعتبار أن الإسلام عربي ، وأننا العرب نمثل المرجعية الصافية للإسلام بما فيها الذروة ( داعش) ..
حيث نجد حزب العدالة واردوغان الذي قدم هذا المثال التنموي والاقتصادي والسياسي الفذ عالميا ، يضع نفسه تحت قيادة دروشة (الأخوان المسلمين ) المصريين، فيقدم نفسه وكأنه فرع أخواني لأخوان مصر، حتى الأن التي راحت تتهرب (قطر العظمى) من مسؤوليتها تجاه الأخوان بتوجيه أمريكي طبعا ...
في حين كنا ننتظر من اردوغان دورا قياديا تنويريا حداثيا وديموقراطيا على مستتوى سيرورة بل وصيرورة حركة الإسلام السياسي باتجاه حداثي ليبرالي ثقافي كوني ليس على المستوى الأخواني العربي بل والإسلامي والعالمي، لقطع الطريق أمام مجموعات (هرطقية خوارجية ) بزج الإسلام السياسي والحضاري والمدني والتاريخي في مواجهة مع العالم كونيا وإنسانيا كما تفعل داعش، ومن ثم تجييش العالم البشري ضدها إسلاميا وعالميا،حيث تربك اردوغان فلا يعرف ان يجد تموضعه وموقفه ...( يتبع )
#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟