يوسف شوقى مجدى
الحوار المتمدن-العدد: 4576 - 2014 / 9 / 16 - 13:50
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
لكل عصر مخاطره و أهواله و لكن الاهوال تختلف من عصر لعصر .. لنرى عصرنا هذا كمثال نجد ان "الخوف" هو المهيمن على عقول الناس و ارادتهم .. "كيف سأوفر طعام عائلتى ؟!" .. "كيف سأومن مستقبل اولادى؟!" .. كل هذه الاسئلة يتم طرحها بطريقة ارادية او لاارادية.. و لكن ما هو الحل ؟! .. كيف نتحرر من الخوف الذى يحكم على ارادتنا ؟! .. فى البداية سأقول ان الخوف "من وجهة نظرى" هو عنصر داخلى فى الانسان يتولد من عوامل خارجية و يكون له تأثير قوى جدا على اختيارات الانسان و على ارادته فهو يقمع الانسان و يسلب حريته لانه يحصر الانسان بين الاختيارات الامنة و هذه الاختيارات دائما تكون قليلة !! .. اذا لو اردنا ان نتحرر من الخوف يجب ان نتحكم فى العوامل الخارجية التى تصنع عنصر الخوف فى داخلنا .. و يكون هنا السؤال .."كيف نتحكم فى العوامل الخارجية؟!" .. هذا امر غاية فى الصعوبة ..لانه خارج دائرة قدرتنا فالانسان يستطيع ان يفعل كل شىء فى مجال معين يخص نفسه و لكن هذه العوامل الخارجية يتحكم بها أناس اخرون !! او عناصر اخرى .. هناك طريقان للسيطرة على الخوف .. الطريقة الاولى مباشرة و هى التحكم فى العوامل الخارجية و سأعبر عنها بمثل بسيط .. انا خائف من الفقر و الجوع لو امتلكت مالا كثيرا سأتخلص من الخوف .. و هذه الطريقة صعبة و شاقة لأنه ليس الجميع يمتلك القدرة فى التحكم فى العوامل الخارجية .. الطريقة الاخرى و هذه الطريقة هى التى يستخدمها جميع الناس بأسلوب لا ارادى و هى "القوى العليا" .. "لدى صديق يزورنى كل ليلة و يسهر معى و يحكى لى قصة ثم يذهب بعد ان انام و يكرر الزيارة كل ليلة" ..هذا اقرب و ابسط مثل لفكرة وجود "قوة عليا " ترعانا و تحمينا .. الفكرة تتلخص فى "تسليم" العوامل الخارجية او الظروف امام هذه القوة العليا لكى تخمد نار الخوف بداخلنا ..و فى الحقيقة الاعتقاد بهذه القوة الخارقة.. لا يغير فى العوامل الخارجية شيئا فمن الممكن ان تكون هذه القوة مجرد وهم !! .. و لكن الايمان بهذه القوة .. يجعل الخوف يذهب بعيدا عن الانسان و هذا يحرر ارادته و طاقته الابداعية
#يوسف_شوقى_مجدى (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟