شوقي سالم جابر
الحوار المتمدن-العدد: 4576 - 2014 / 9 / 16 - 11:01
المحور:
الادب والفن
صديقي يا صديقي يا صديقي
بحثت عنها فلم أجدها يا صديقي
هي أيضاً استشهدت
إبحث عنها بين الحواري عندكم
هي سمراء لا طويلة ولا قصيره
ابحث عنها يا صديقي
قد تجدها في الغرفة الأخرى
أو في الشرفة العليا
ربما الآن تصعد السلم
أو تقف أما المرآة لتضع أحمر الشفاه
منذ يومين لم أراها
فقد كنتُ مختبئاً يا صديقي
ولا أعرف هل لبست عباءتها أم لا
وهل عليها أن تلتحف عندكم العباءة؟
أم لا عباءة في الجنان؟
حدثني عن ملابسكم
مطاعمكم مشاربكم
مكاتبكم جرائدكم
مجالسكم مراقصكم
وهل تلدُ الحواري في الجنان؟
أم تزدادون مِنا
حكومتكم تكنوقراط مثلنا أم من الفصائل؟
وماذا عن اللاحقين
كيف سيرتحلون هل بانتفاضه؟
وكيف سيصلون هل في جماعة؟
وسل غزة
هل كفنوها وشيعوها؟
وصلى عليها إخوتي؟
هل انتعلت جواربها الشفافة ؟
أم ارتحلت حافية
سلها كيف استشهدت
وهل احترقت ثيابها؟
وهل جمعوا أشلاءها؟
لماذا تركت هاتفها الخلوي؟
ألا يوجد عندكم إرسال؟
وكيف يكون الاتصال؟
ولم تأخذ أساوراً
هل سترقص بلا اكسسوار؟
هل تلبسون أكفانكم للأبد؟
أم تلبسون ملابس ملونه؟
هل تحتفلان بالعيد معاً
وهل تنامون مثلنا؟
هل عندكم قمرأ واحداً؟
أم كلكم أقمار؟
أخبروها أننا حصرنا الدمار
وما تبقى فقط هو الإعمار
والشتاء قد يأتي غزيراً
ليغسل الركام والأحجار
صديقي يا صديقي يا صديقي
هل وصلكم أيٍ من الغرقى
حدثني عن الديباج والزعفران
والأفنان والرمان
والسمك والبيض
هل عندكم بقدونس
كيف تطهون أم لكم طُهاه
أتشتاقون لنا كم أننا لكم نشتاق؟
هل تضع غزة طلاء الأظافر
هل تتعطر بالجادور والشنل
ومن أين تأتي بالمكياج
هل عندكم دوراً للأزياء
هل تبهت ملابسكم من الشمس
هل تُقبل الغزاويين هناك
أم تخجل من الأطفال
هل تُطيل الجلوس معكم
أم تترككم لتحفر الأنفاق
ساعدوها إن حفرت
فربما تريدُ أن تهرب إلينا
امها استشهدت وهي صغيره
ولها أباً شيخاٍ ثملاً يترنح في مجلس الأمم
اصنعوا لها موكباً كدمشق
تتنقل به بين القصور الأموية
ومأتماً ككربلاء وأغنية
#شوقي_سالم_جابر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟