سعد محمد موسى
الحوار المتمدن-العدد: 4575 - 2014 / 9 / 15 - 15:08
المحور:
الادب والفن
أثناء تواجدي القسري في مخيم رفحاء الصحراوي عام 1991- 1995
قمت بتنفيذ العشرات من الاعمال الفنية ومئات التخطيطات.
وقد احترقت لوحات عديدة اثناء تلك الفترة سواء بفعل الاضرابات واحداث الشغب التي قام بها بعض اللاجئيين العراقيين حين قاموا بمداهمة المكتب التعليمي والثقافي واحراق مرسمي عام 1994
حين كنت أدرس الطلبة من هواة الرسم في مخيم اللاجئيين آنذلك.
وقبل هذا الحدث الغير مبرر والغير حضاري الذي قام به بعض اللاجئيين العراقيين وللاسف.
فقدت أيضاً لوحات أخرى بسبب قيام بعض الحرس السعوديين من المتعصبين والسلفيين حين قاموا باحراق لوحاتي لان الرسم في معتقداتهم يعد تجاوز على الذات الالهية واساءة للشريعة الاسلامية فتكفير الرسم هو شرع ديني حسب ماأجاز به شيوخهم.
فألقوا بلوحاتي في موقد أمام بوابة المخيم وهم يتدفئون بنيرانها في احدى الليالي الشتائية .
وحين قدمت شكوى الى ضباط المخيم السعوديين عما فعله الحراس بلوحاتي.
أخبر احد الحرس أثناء التحقيق بان أن هنالك جنيّ كان يظهر من بين لوحاتي كل ليلة فيتسلل من الكرفان الذي كان مخصصاً لي كمرسمٍ أثناء النهار لذا اَضطروا لاحراق الرسومات كي يتخلصوا من الجن !!!؟؟
...
ومن ضمن الكوميديا السوداء التي مررت بها أيضاً في مخيم رفحاء التابع لمملكة آل سعود وسلطة المطاوعة الوهابية.
حين كان هنالك مشروع لاقامة معرض في الرياض وقد كانت احدى لوحاتي التي رسمت فيها ملامح امرأة سومرية كانت تجسد آلهة العشق والجمال (انانا) وكان اسلوب اللوحة يقترب من الايحاءات التعبيرية التجريدية وليس فيها اي تجسيد واقعي يظهر تفاصيل جسد المرأة . وكانت تلك اللوحة من ضمن لوحاتي الاخرى التي أخترتها للاشتراك بها في المعرض الجماعي في العاصمة الرياض . وقد زارني حينها في المرسم وفد من الامم المتحدة وكان بصحبتهم ضابط استخبارات سعودي وأثنين من السلفيين المطاوعة.
فأعترض أحد الاصوليين حول مشاركتي بهذة اللوحة وقد كانت هيئته تبدو وكانه مسخ زاحف من أعماق التأريخ الصحراوي . وكان نص كلامه موجهاً ليّ قائلاً (يلخو هاي الصورة مانبغيها تظهر بالمعرض لان صدر الحرمة فيها ظاهر وهذا حرام بالشرع)!!!)
فأجبته ساخراً ... يلخو ولايهمك راح ألبس الحرمة ستيان ( حمالات الصدر) حتى تكون محتشمة بشرعكم ويش رايكم !!!! فشعر السلفيّ بالحرج بعد أن انفجر الجميع بالضحك.
#سعد_محمد_موسى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟