|
ألفصل الثاني من رواية ( أبني اليهودي )
كامل عبد ألرحيم ألسعداوي
الحوار المتمدن-العدد: 4575 - 2014 / 9 / 15 - 14:01
المحور:
الادب والفن
ألفصل ألثاني (شيوعي قذر ) هذه أذن آخر ألكلمات ألتي سمعها أخي جواد ، ألصائم ألمصلي ألمستقيم ،بفم ألطفل ألرضيع وعينين لاترتفعان عن ألأرض ،قبل أن يلفظ أنفاسه ألطاهرة ، وتلقى جثته لكلاب ألأرض ،وأبي عاشق بغداد وألناس وألدنيا ،ملقى في زنزانة باردة بتهمة ،هو أبعد ألناس عنها ، آه ياجواد ،آه يا أخاه يا عباساه وحسيناه ،يا شهيد ، يا مظلوم ،(عيوني غيرعينك من يراهن –أبشرك عمن كلش من يراهن (جريانهن )، ماذا أفعل ياهذا ألعالم (خبروني شأسوي )، هل تمازحني ياعالم ، فأعلم أذن ،ثقيل أنت ومزاحك يا داعر ، لكنني سأحيا (سوف أحيا ) ، من أجل زينب وأركان وزهورة ،ومن أجل أبي ، ألذي سيخرج من تحت ألأنقاض وهو يرسم نصف أبتسامة ويمسح دمعة .كنت قد قطعت صلتي ( ألتنظيمية على ألأقل ) بالشيوعيين فلقد مللت صراعاتهم ومشاجراتهم وقبل ذلك فقدانهم لأية خطة لرد ألصفعة ,وأنتقلت بمحلي ألى منطقة ألسيدة زينب ، رغم تخلفها وفقرها وبعدها عن دمشق ، لكنني أحسست ،بأن هذا ألمكان سيوفر لي فرصة للمنافسة ،وكذلك أردت أن أكون قريبا من أجواء ألعراقيين، لعلي أسمع شيئا عن أهلي ، كنت قد وطنت عزما ،بأن أعود للعراق بأية طريقة كانت ،لأطمئن على ماتبقى من أهلي ,اسمع شيئا عن أبي وجواد (قبل أن أسمع بما أنتهى أليه ) ، وفي ألمقابل كنت أبحث عن شيوعية (short cut ) ،حركة ثورية لاتؤمن بتعاقب ألمراحل ألحتمي ،ولها سلمها ألخاص للصعود بسرعة وألأطاحة بقوة للطغيان وألجلادين ، وكنت أعلم أن مرادي ليس هنا (في ألشام ) ولكن في لبنان وبيروت على وجه ألخصوص ،كانت جراحي تتفاقم ووتتعمق فبعد جرح زينة ألثخين ،وألذي تركني كالراهب ،هاهي جراح جواد وأبي وأمي تصل ألى ما أبعد من منابع ألألم ،هنك في ( ألست ) كما يسميها ألسوريون ، تعرفت على شاب عراقي في أواسط ألثلاثينات من عمره ،كنيته ( أبو نضال ) ،كان يأتي يوم ويختفي أشهر ،فيقرأ لي شعرا ويعطيني كتابا ويدلني على رواية جديدة ،(فد يوم آخذك لبغداد )، ولكننا في أول سفرة لنا معا ،ذهبنا ألى بيروت ، حيث ألحرب تستعر وغابة من ألتنظيمات ألمسلحة تعمل ،مجاميع ضد أخرى ، كان قد أعطاني بعض قصاصات ألجرائد ألقديمة تتحدث عن مجموعة ثورية أعدمتها ألسلطات ألسورية قبل سنوات ،وأستهوتني سيرتهم ،لاسيما قائدهم (علي شعيب ) ورفيقته (يمنى شحروري ) بشهرها ألذي يشبه شهر ( أنجيلا ديفيز ) ونظاراتها ألطبيه ،كان يبتسمان مع باقي ألرفاق ،هذا ماتقوله ألصورة في ألجريدة ،وظللت أردد مع نفسي هتافا قرأته بعمق حتى كدت أسمعه وهم يرفعونه مع قبضاتهم ،(هي علي شعيب شعلة بعده مضوية ويمنى شحروري وكل رفاق ألخلية )، وشدتني صورة علي شعيب وهو في محله ألتجاري (كان يبيع ألأقمشة ) في ألسنغال ،قبل أن يتركه ويلتحق (بالثورة ) ،كان أبو نضال لايشجعني على شيء، هو يدلني ويعرفني على بعض ألأماكن وألناس ويمضي ،كنت أحاول أعطائه بعض ألنقود فيقول (عندي ) ويذهب دون أن يقول متى سأراه في ألمرة ألقادمة . تعرفت على ألبعض وفهمت أن ألعمل ألحقيقي هو في ألشام ،أما بيروت فهي ألرئة ألي يتنفس فيها كل شيء ،وأدركت أن ألعمل صعب وطويل ،وقلت لأقرأ فقدتعلمت من ( ألعلوي ) أن كل ألصراعات هي( دنيوية )حتى وأن كان طابعها (دينيا ) ،كنت أجد في ( ألماركسية ) كل ألأجوبة ،ففيها محرك يشبه (محرك google ) قبل أكتشاف هذا بكثير ،وبعد هذا بكثير وعند تعرفي على (جلعاد ) وأصطدمت ثقافتانا صداما (ناعما ) ،قال لي جلعاد ( أن أحسن ألأديان هو أسوؤها، وأسوئها هو أولها ،ونحن ألأولون ،وهي نفس ألقصة يا جابر ، ألخوف من ألمجهول،وتملق ألقوي ألغامض ،وتبدأ ألشعائر وألطقوس ،فتصير هي ألدين ،ومن يكن مسؤولا عن تلك ألطقوس ،سيكون وكيلا ،للقوي ألغامض ،ومطلعا على ما يريده ولايريده،وأن دين ألمستقبل ،هوذلك ألذي بلا شعائر . ) جاءني فارس ألى دمشق فذهبت لأستقبله في ألمطار ،تعانقنا وبكينا ثم سقطنا على أرض ألمطار وسط دهشة ألمسافرين وألمستقبلين ، بكينا أمنا وأبينا وأخينا جواد ، (ماذا سنفعل ) ،يقول فارس بوجه غسلته ألدموع ،فقلت بلهجة حاسمة ( سأذهب ألى بغداد ) ، (أنت مخبل ) ،وأفهمني أننا لانتحمل ضربة أخرى ،فأوضحت له أن ألحديث عن هذا ألموضوع مبكر وأنني سوف لن أفعل ذلك ألا بعد ألتأكد من سلامته ،وبالمقابل أتفق معي على ضرورة وجود أتصال مع بغداد لأرسال ألدعم لمن تبقى من ألعائلة ومعرفة أين وصلت بهم ألأمور ،بقى فارس معي ثمانية أيام وعرض علي مالا ، قلت له أن هذا آخر ما أحتاجه ألآن فأعمالي مزدهرة،وأسرني بوجود حساب لأبي في لندن بمبلغ لابأس به من ألجنيهات وهو لديه حق ألسحب ،(حاليا نتنمني أن لانحتاجه ) ،تعانقنا وبكينا أيضا ،وذهب فارس وبقيت أواجه ألعالم وحدي . جائتني أخبار بغداد من حيث لاأتوقع حقا ،كنت في محلي قبيل ألظهر أمارس عملي كالعادة ،ودخل علي رجل بعد أن تأكد من عدم وجود زبائن لدي ، ألقى ألسلام وباشر بالقول لدي رسالة لك من بغداد من زينب أختك ،صدمت ،ولكن قبل أن أكمل لكم لأعود ألى بغداد قليلا ،فعلى ما يبدو كان سامر مخطئا فيما يخص عائلته ،فعلى ألرغم من عدم قناعتهم وتقاطعهم مع أفكاره وطريقة عيشه ،فهو أبنهم بالنهاية ،بل وياللغرابة محبوبهم ،وبعد ماحصل له ما حصل ،وبعد أن أستلموا جثته من ألطب ألعدلي بعد أجراء شكلي مع جهاز ألأمن ،كون أخوته ضباطا وحزيين ، أصر ألأب (ألشيخ رسمي ) على مقابلة ما تبقى من عائلتي للسؤال عنهم وألتعرف عليهم وقبل ذلك شكرهم ومحاولة رد ألجميل ،كانت زينب وأركان وزهورة ،لازالوا يسكنون في دارنا في حي ألعدل ولم تتم مصادرته بعد ،وكانت سمية مريضة وصحتها تتدهور ،وهي ستموت بعد أشهر على كل حال ، دق جرس ألبيت ،فهبت زينب ،فهي تعودت على زيارات دورية ومفاجئة من قبل ألحزب أو ألأمن ،لكنها أستغربت من عدم تكرار صوت ألجرس ، فتحت ألباب فرأت شيخا بلباس رجل دين وشاب طويل أبيض ألبشرة ، سأل ألشيخ (هذا بيت أبو جواد ) ،نعم ، ( انت زينب ) ردت زينب بأستغراب (نعم ) ،فبكى ألشيخ وبكى ألشاب معه ، كاد ألشيخ أن يقع على ألأرض ،قال ألشاب (تسمحلينا ندخل أختي ، أحنة أهل ألمرحوم سامر ) دخلوا وأشتدت حرارة ألدموع فشاركتهم زينب ومن ألداخل بكى أركان وبكت زهورة وحتى سمية ، وأبتدأ حديث مؤلم يتخلله أمتنان عميق لموقف أبي وأصرار على متابعة قضيته وقضية جواد ،حاولوا أعطاء زينب مبلغا من ألمال ،على سبيل ألدعم ،رفضت طبعا (ألحمد لله مستورة ، أبوية مكفي وهو موهنا ) ،طلب ألشيخ من زينب ، أن يسمحوا لهم بتكرار ألزيارة بين فترة وأخرى للسؤال عنهم ( أنتم أهلنا ) ، (لاتتعبون أنفسكم ) ،بعد ذلك أستأذن ألشيخ للأنصراف فودعتهم زينب حتى ألباب ثم ودعوها وذهبوا ، وقبل أن تعود زينب ألى داخل ألدار ، قرع ألجرس ثانية ،فتحت زينب فتفاجئت بهما مرة ثانية على ألباب ، (بنتي زينب ، أبني ماهر يريد يطلب أيدج )،بعد ذلك لطالما ظلا (زينب وماهر ) يختلفان وهما يعيدان تقليب تلك ألأيام ،هل كانت تلك ألمبادرة عطفا أم ردا لدين أم كما يسمونه ألحب من ألنظرة ألأولى ،ولكن هذا فوق كل شيء ،ليس هو ألأكثر أدهاشا ومفاجأة ، بل رد زينب ألتي أطرقت لثواني معدودة ،ثم نظرت بقوة ألى عيني ماهر ألتي سقطت حياءا على ألأرض ،ثم قالت بثقة ( أي عمي أوافق ) ، بعد ذلك بسنوات ظلت تقول لماهر ( بابا شبيك جنت زينب من صدك زينب ألمسبية ) ، زينب ألتي ظلت عصية على ألرجال وكأنها أقفلت أنوثتها ورغباتها وألقت ألمفتاح في ألطين ،وافقت بسرعة ، تمت ألخطوبة بسرعة وتزوجا قبل وفاة سمية بأسبوعين ،وأنتقلوا للعيش (وهذا كان شرط زينب ) للعيش في بيت أمي في ألكاظمية ،بعد أن صادرت ألسلطات بيتنا في حي ألعدل وكل ممتلكات أبي ، وتغيرت زينب وأنبثق من أعماقها ماردان ، أو في ألحقيقة كائنان ، ألأول ألمقموع وألمطموس وهو ألأنثى ألممتعة وألمستمتعة ،فهي أحبت ماهرا ،وهو جن بها فقادته ألى دروب ألغواية وألأفتتان ، فظل يصرخ حتى يبكي ( سعيد أنا سعيد يا سامر يا ألهي ياناس أنا سعيد ) ،أما ألكائن ألآخر فهو رجل بكل مواهب أبي ألقيادية وشجاعته ،فهمت بتنظيف ألفوضى وأحصاء ألخسائر وألحد منها وألبحث عن أبي وجواد وألأتصال بي وبفارس وألعبور بأركان وزهورة ألى ماكان يتمناه أبي وامي لهما ، وكانت تتلفت لتجد ربحا أو كسبا أوسندا فما تجد غير ماهر وتقول (يا للجائزة ) ،ومنذ ألبداية أرتطما كثفافتين متنافرتين بل ومتعاديتين ،ولكن ألصدام كان ناعما ،حيث ألحب كان كفيلا بتذويب كل شيء ، ومثل أفعى مسحورة خلع ماهر طبقاتا عديدة من (جلوده ) ليكون لائقا لزينب ، فهي كما أمها ،خلقت لتقود ،ولكن هذه ألمرة تحت ألأضواء وليس في ألظل وفي دروب وعرة لم يعبدها أحد ، مثلما مهدها كاظم لخديجة يوما ما . جائني أبو نضال ،في أحد ألأيام بعد أنقطاع طويل ،بصحبة رجل ،(هذا عادل صديقي ،يسكن في بيبيلا وليس بعيدا عن محلك ) ،وبعد حديث بسيط ومجاملات ،كنت ألح بسؤال أبي نضال عن أخباره ورجائه بأن لايطيل غيابه عني ، لم يجبني كالعادة وتهرب ليخبرني بأن عادلا هو طباخ ماهر ،وهو أليوم قد أعد لنا وليمة (بامية ) ،(عزل ألمحل وأمشي نتغدة ) ،ذهبنا معا فعرفت موهبة عادل في ألطبخ بعد أن تذوقت (باميته ) ،وعرفت كذلك أن ألطبخ ليست موهبته ألوحيدة فهومتعدد ألمهارات ألى ألحد ألذي ذكرني بكتيب صغير لأحد مقاتلي ألمدن في أمريكا أللاتينية ،حيث يشترط على ألثوري ،معرفته أستعمال كل ألأسلحة وصناعة ألعبوات وقيادة كل أنواع ألمركبات وحتى ألهليكوبتر ، كان عادل كذلك ، بأستثناء تلك ألهليكوبتر ، ولكن مع روح متواضعة ونزوع لخدمة ألآخرين ونشاط وخفة بالحركة بقامته ألضئيلة ووجهه ألودود ،كان عادل ينتمي لجماعة ثورية شبه منقرضة تدين بالولاء لضابط شيوعي يدعى (سليم ألفخري ) لايرى غير ألعنف ألثوري وألأنقلابات ألعسكرية طريقا للخلاص (هذا على ألأقل ما ينقل عنه )،قال لي أبو نضال أن عادلا هومن سيرتب لنا زيارة بغداد ،ذهبنا ألى ستوديو للتصوير ،فألتقطت صورة رسمية ،قبل ذلك كنت قد حلقت شاربي في شقة عادل ، بعدها أخبرني بأن أحلق شعري (نمرة صفر ) وألتقاط مجموعة أخرى من ألصور وأعطائها له ،وكذلك فعل أبو نضال ، بعد قرابة ألشهر ،كان لدينا (أنا وأبو نضال ) جوازان أردنيان وبأسماءجديدة ،طبعا كلما حاولت أن أدفع بعض ألمال ، كان أبو نضال يقول (بعدين بعدين ) . يسألني جلعاد بعد ذلك أن كنا نريد ألعودة ألى للعراق لذات ألسبب أوعلى سبيل ألدعم أو ألرفقة،فقلت له أن لكل منا هدفه وغايته للذهاب ووحدها غايتي معروفة لعادل وأبي نضال ،أما بالنسبة لي فلم أكن أمتلك أية فكرة عن هدفيهما ,ولكنني وبعد تكرار وعمق لقاءاتنا بعد ذلك أدركت أن كل منهما لديه مشروعه ألخاص ، هم ينسقون جهودهم هنا في ألشام وأتفقوا مثلما فعلوا معي ،على أن نلتقي في بغداد بعد أن نفترق غداة وصولنا ،مع تأكيدهما على ضرورة أهتمامهم بي هناك وتوفير مكان آمن لي ريثما أتصل بعائلتي ،لم يكن أبو نضال (كما عرفت ببطء ) يرتاح لعلاقات عادل ( ألمسطحة ) كما يسميها رغم حبه وأحترامه ألشديدين له ،فلا ألحياة ولا ألوقت يسمحان لنا بسياحة حرةعلى أماكن وأناس عديدون بل علينا أختيار ألنخبه وألعمل بقوة من أجل ألهدف ألمعروف لديهم ولدي كذلك ، وأصبحت مؤمنا به كحالهم ، غير أنني لي هدفا آنيا ،هومد يدي لعائلتي في محنتهم ،وكم أسعدني ما فهمته من أن ذلك أصبح هدفهما أيضا ،فأن كنت قد خسرت أخا مؤخرا ،فأن ألقدر أنصفني بتعويضي بأثنين ، لكنني يا أخي يا جلعاد سأخسرهما أيضا وبسرعة للأسف . في (عمان ) عاصمة ألأردن وفي فندق في( وسط ألبلد ) يدعى( باب ألعمود ) ،أقمنا نحن ألثلاثة (عادل وأبو نضال وأنا ) بعد أن سافرنا ب(البولمان ) من دمشق ألى عمان ،لم نحب تلك ألمدينة ألمتقشفة وألفقيرة وهي تتدثر برائحة ( ألفلافل ) ألمحروقة ،كنا من ألمفروض ،وفقا لهويتنا وجوازاتنا ، أردنيين وطلابا ندرس في ألعراق (ولدينا ما يثبت ذلك ) ،ونحن في طريق عودتنا ألى بغداد ،قادمون من ( ألكرك ) ،مسقط رؤوسنا ،فكنا مقلين في ألكلام وأذا ما تكلمنا فكلمة أردنية وأخرى (عراقية مكسرة ) بحجة كوننا طلابا ندرس هناك ،كنا نذهب مشيا على ألأقدام كل يوم ألى أطلال ألمسرح ألروماني ألقديم ونتجول بين أعمدته ومقاعده ألحجرية ونسترجع صدى ألماضي ألغامض ونتحاور حوارا متشعبا يتناسل من ذاته فيتكلم كل واحد منا طارحا أفكاره ورؤاه حول همومنا ألمشتركة ،وكم كنا مختلفين رغم (قضيتنا ألواحدة ) ،كان أبو نضال أكثرنا بعدا وتطرفا في أفكاره ولكن أقوانا حجة وكم أرعبتني عدميته ( ألمتفائلة ) ،فهو لايهمه من ألشيوعية تحقيقها للعدل وألمساواة وأقامة ألمجتمع أللاطبقي مثلا ،ما يهمه هو ألنموذج ألشيوعي ألمقدام وأقتحامه وطاقته أللانهائية بتحمل ألعذاب وألمشاق وتقديمه نموذجا أخلاقيا فولاذيا ،كان يسعى للموت وفي ألحقيقة ألى موت غير عادي ،موت مرعب يثير فزع قاتليه ولقد كان يكتب شعرا جميلا يتحدث عن حبيبات مخذولات ينتظرن حبيبا لن يأتي على موانئ منعزلة ،ترسو عليها سفن فارغة مكسورة ألصواري مثل رماح أبطال يخوضون معاركا غير متكافئة دائما (كمعركته ) ،وألريح تهز نخيلا ناحلا يابس ألسعفات ،كان وحيدا مثل نجم بعيد ولايتحدث عن عائلته أو طفولته وكأنه ولد من غبار ألحروب ،على ألعكس منه كان عادل ألى ألحد ألذي يجعلني أتسائل ،من ألذي ألقى بهذا ألرجل هنا فهو بسيط مثل أفكاره ،فألشيوعي بالنسبة له هو ألأنسان ألطيب ألذي يحب ألجميع حتى أعدائه وما نمر به هو مؤقت ،رغم ذلك علينا أن نعد ألعدة ونتحسب ،كان كأي حرفي يحب مهنته وعليه أن يتقنها وكل ما كان يقوم به ويتقنه فهي (عدة ألشغل ) ،سيتركها يوما ما ليقضي حياته في مقهى مزدحم ، كم كنت غريبا بينهم ،لكنني أدركت أنني لم أكن شيوعيا أبدا وأيضا أيقنت أنهم لم يكونوا كذلك ، ولكنني كنت متورطا ،ورطة لذيذة ،آثرت ألأستمرار بها مع صحبة لن تتكرر ، لن تتكرر أبدا يا جلعاد . زاد عادل من جرعة ألمغامرة بأن يجعلنا نعود ألى بغداد في باص لايضم سوى طلبة أردنيين ،بما يعني ذلك من مجازفة كشفنا وعول على عامل ألتمويه في نقطتي ألخطر ألحقيقة وهما ألحدود ألأردنية وألعراقية ،وأعطانا أبو نضال دروسا في كيفية ألتعامل ألسلس وألعفوي في أوقات ألشدة وبالمقابل أعتمدوا على تجربتي في ألحياة ألجامعية لسد ألثغرات ألمحتملة ،وأنطلقت ألرحلة وأبو نضال يزداد تهورا كلما أقترب ألخطر وعادل لايكف عن ألأبتسام ، أما أنا فقد أسلمت نفسي لقناعة ، أنهما محصنان ولايوجد كمين في ألعالم ممكن أن يقعا فيه ،وفعلا تجاوزنا كل نقاط ألخطرووصلنا بغداد ونزلنا في ألصالحية ، أخيرا هاهي بغداد بوجهها ألمدمى بفعل ألحرب وألعسكرة ،لكنها بغداد ،مثل فاتنة لاتشيخ وتظل ترسل بعلامات فتنتها رغم كل شيء ، أستأجرنا تاكسيا ليقلنا ألى( بغداد ألجديدة ) ،حيث شقة هيأها عادل لنا ،وكم كانت مفاجئتنا كبيرة عندما علمنا بأن من يقيم في ألشقة زوجته وأبنتهما ، كيف يحصل هذا يا عادل ،حتى أبو نضال لم يكن يعلم بأمر زواجه . عندما أتذكر تلك ألأيام يا جلعاد أسترجع مشاعري وأنا مع عادل وأبي نضال و يقيني ألغامض من أنني أعيش مع مخلوقين آفلين ،فهما لاينتميان ألى عالمنا ألا بعقد مؤقت، شيء ما فيهما يؤكد لي بأن مايربطهما ويشدهما أليه واه وسريع ألتهتك وسينقطع في أية لحظة ،وبالتالي سأخسرهما ،رغم أن هدفيهما مختلفان وطريقيهمامتباعدان ولكن ألعدم وجهتمها ،كنت قد عرفت ذلك عن أبي نضال منذ ألبداية ،لكنني ما أن رأيت عائلة عادل حتى تيقنت ، أن مصيرهما واحد وصحبتنا قصيرة وكم حاولت أن أدخل هذا ألخواء ( ألمتفائل ) ألى روحي ،فأخفقت وبقيت (مواطنا عاديا )،كانت زوجة عادل نموذجا لفلاحة تكدح في أعماق ألهور فهي تستيقظ صباحا لتعجن وتخبز وتحضر للغداء بينما هي تعد ألفطور وتنام مثل بهيمة بعد غسيل ألصحون وألملابس وتقشير وأعداد مائدة ألغد ،فهي تدور حول واجبات منزلية تافهة ، أما أبنته فهي بعمر ألخمس سنوات وهي صامتة على ألأغلب ولاتطلب شيئا ،فأذا ما أرادت شيئا فتطلبه بهمس من أمها ألتي تقوم بضربها في أغلب ألأحيان،ورغم غياب عادل ألمستمر عن ألبيت فأن له سلطة مطلقة ،يبدو أنها تتواصل حتى في أوقات غيابه ألطويلة ، كنت أحدث نفسي ( أية عائلة شيوعية هذه ). بعد يومين من ألراحة وتبديد تعب ألسفر وألقلق ،خرج عادل وتركنا أنا وأبي نضال في ألبيت نلهو مع (حياة ) أبنته ،بينما كانت زوجته تعمل كالمكوك ،من غسيل وتنظيف وطبخ وخبز ،وكانت كل ساعة أو ساعتين تأتينا بشيء جديد ،شاي أو كليجة أومكسرات وغير ذلك ،غاب عادل حتى مابعد ألظهر ،وعندما عاد وبعد أن ألقى ألسلام ،خاطبني (رتبت لك موعدا مع ماهر غدا في كورنيش ألأعظمية ) ثم قال لأبي نضال (وسامي ينتظرك قرب نادي ألأخاء ألتركماني قرب شارع فلسطين ،ألساعة ألثامنة مساءا )،وفي ألحقيقة هذه هي موهبة عادل ألحقيقية ،قدرة أدارية وتنظيمية وأمكانيات هائلة في تحقيق ألمحال ،كنا على وشك ألأفتراق نحو غاياتنا ألمتباعدة ،أبونضال سيتوجه مع سامي ألى مكان ما ربما يكون شمالا صوب كردستان ،وأناسألتقي مع ماهر ثم زينب لتبدأ رحلتي في لملمة ألجراح ،أما عادل فلقد قال لنا مشيرا ألى شقته (هذا ألمكان أحترق ) ،اي أنه لم يعد صالحا أمنيا ،فوضع لنا سلسلة من مواعيد دورية وفي أماكن مختلفة للقاء في حالة ألطواريء أو للترتيب للعودة ألى ألشام ، أذا كانت ثمة عودة ،وأبلغنا أنه سينتقل مع عائلته ألى مكان جديد ،كان أبو نضال معتادا على ذلك ، أما أنا فلقد خمن عادل أرتباكي فقال لي ( سأكون عموما قريبا منك وأستطيع ألتدخل وألمساعدة وقت ألحاجة ) ،بدوري قلت (زين محد محتاج فلوس ) قال عادل بلهجة حاسمة ( أعطي أبي نضال ثلاثين دينار ) ،ففتحت محفظتي وقلت لأبي نضال (خذ ما تريد رجاءا ) أخذ ثلاثين دينارا وأبتسم وبانت تلك ألثغرة في صف أسنانه ،شعرت بشعور مريح ومبهم فكأنني تسللت من تلك ألثغرة ألى روحة ألصخرية . تعرف علي ثامر ببساطة وعانقني ،ثم عانقني مرة أخرى وبكى ،وقال هذه دموع زينب وتحياتها ،فبكيت بدوري وسألته ،متى سألقاها، أنشاء ألله غدا ، وقادني بسيارته ألى منطقة في بغداد ( ألكرخ ) تدعى (حي دراغ ) حيث بيت أخته ،ألمتزوجة من ضابط بدورها ،أستقبلتنا بترحاب هي وزوجها ،مما أثار دهشتي ،كانت (سفانة )وهذا أسمها لازالت ترتدي ألسواد حدادا على أخيها سامر ،وعندما أستقبلتني ،أنخرطت في نشيج مؤلم ،وقال زوجها (غزوان ) ،تفضل ألبيت بيتك ،أربكتني طريقة تعامل ثامر وسفانة وغزوان معي ألمتضامنة وألداعمة بل وألمتواطئة ،وهم من كنت أعتبرهم على ألضفة ألأخرى من عالمنا ألمصنف كالعادة من ( أخيار وأشرار )،فهم ضباط ورجال أستخبارات وحزبيون ملتزمون ،كم من ألجسور ممدودة بين ألبشر؟ ونحن نصر على حفر ألخنادق بيننا ونتمترس خلف أوهامنا وأفكارنا ألمسبقة ،لم يكن أرتباكي يا جلعاد من كرمهم فحسب بل من خيبتي وأخفاقي في فهم تلك ألمعركة ألعبثية بينهم وبين أبي نضال وعادل ،تلك ألمعركة ألتي تركت ندوبا على جسدي بخسارتي لجواد وأمي وربما أبي ، وتبقى روحي رغم ذلك تحلق بعيدا عن هاوية ألكراهية،وتبقى جلدتي ( ألثقافية )تصر على تأدية وظيفتها ،ماذا يفعل ياجلعاد ،رجل مرتبك مثلي وسط جيش مسلح بأهدافه ويزحف بتصميم لمحق ألآخر (عدوه ) ،أدركت بأنني سأكون عبئا عليهم ،لمقاومتي ألغريزية للطي والتصنيف ،فاجأني (غزوان ) أيضا بجسارته عندما قال ( أن أكثر ألأماكن أمنا للقاء زينب هوبيتها بالذات ،سأضعك في صندوق سيارتي لو سمحت وسأدخل سيارتي في ألكاراج ،في ألليل طبعا ) ،كنت محميا يا جلعاد بروح أو مجموعة أرواح تهيئ لي كل شيء حتى حسبت نفسي محظوظا رغم كل خساراتي ،يا ألهي كم تغيرت زينب فقد زاد وزنها (في ألمناطق ألتي أراد لها ألله أن تمتليء ) كما يقول نجيب محفوظ في روايته ( القاهرة الجديدة )وصارت أكثرجمالاوأنوثة ،لكن رمحا من ألحزن يظل شاخصا في روحها ونظراتها . ........................................................................................................... ظلت سيارة ألأمن تدور بي ،ياجلعاد،وأنا معصوب ألعينين ،وكنت أتلقى لكمات و(كفخات )بين ألحين وألآخر من رجال ألأمن وهم يشتمونني أويسخرون مني ،ثم توقفت ألسيارة وأنزلوني منها وقادوني بين ممرات وسلالم ثم رفعوا عن عيني ألخرقة ألقذرة ودفعوني ألى غرفة باردة وفارغةومعتمة ومنخفضة ألسقف كأنها قبر،وتركوني هناك لساعات ومثانتي ممتلئة وأنا في أسوءحال،ولاأسمع ألا بعض وقع ألأقدام ألمسرعة بعيدا عني أو بعض ألضحكات ألداعرة أو ألشتائم ألبذيئة ,ولكنني لم أكن أسمع صراخا أوأصواتا لمعذبين كما توقعت ،فعرفت أن حفلات ألتعذيب سوف لن تبتديء قريبا ،في تلك ألساعات ألرهيبة يا جلعاد ،أدركت أن حياتي سوف لن تعودكما كانت أبدا،وأن خسائرا ثقيلة ستصيبني،وفي تلك ألساعات يا جلعاد مددت يدي بعنف وقوة وعميقا في جوف روحي وأخرجت منها كاظما آخرا أو شخصية جديدة ،وقررت أن أقاوم وأن لا أكون أضحوكة لهؤلاء ألأوباش ، ألذين بدأت أكرههم للمرة ألأولى ،صممت أن أتحمل خسائري وأن أحافظ على مايتبقى لي من أعزاء ،وأنتظرت بصبر حصادي ألمر ،كنت قد سمعت أثناء نقلي ألى هذا ألمكان ما حصل لسامر ، ولم أكن ساذجا لأتصور أن مصير جواد سيكون أحسن حالا ،لكن أملا ضعيفا وغامضا ظل يراودني بأمكانية نجاته ،لم أتوقع أن قائمة خسائري ستتضمن خديجة وسمية ،تذكرت مشردين وصعاليك وأنبياء وبرص ومجذومين ،أستحضرت كل عذابات ألكون ،وأعتبرت نفسي سعيدا رغم كل شيء ،وأسترجعت أشعاراوأقوالا لجلال ألدين ألرومي ومحي ألدين بن عربي وألنفري ،كنت قد قرأت منها شذرات هنا وهناك ، وقلت لنفسي أنت سعيد ،سوف لن أتحدث لك ياجلعاد عن ما حصل معي ، لأنني تقريبا نسيته ،كنت أتعذب وجسدي يحلق في زمان مختلف ومكان آخر ، أتقبل ألأهانات وألمماحكات وألتدافع من أجل لقمة تافهة أو قدح شاي أسود ،بل وحتى لغرض ألذهاب لدورة ألمياه ،أتقبلها مبتسما ،لم أكن أبلها أومتعاليا أو متصنعا ،كنت أنتظر فحسب ،لأعود لحياتي ، لأشذبها ويزداد ولعي بها وأرتشافي لرحيقها وتنفس وأبتلاع روائحها وروائعها، يا للأنسان ياجلعاد ويا لينابيعه ،فلقد نسيت عالمي ألقديم ،وأصبح عالمي هو محبسي وكأنني خلقت منذ ألبداية هنا ،ونسيت أن لي عالما آخرا،حجي نجم وخليل أبو غايب وشندي ألعنقرجي وغيرهم ،اصبحوا عالمي أحبوني منذ ألبداية ،فغسلوا جراحي وشاركوني محنتي (وكم كانت محنة بعضهم أكبر )،فصاروا عائلتي فأحببتهم وبادلوني بحب أكبر ، وقلت في سري سوف لن أنساهم ،هم أهلي ،فكان حجي نجم يقول (جينكو ) علاقات ألسجن (جينكو ) ، ما أن تخرج من هنا فسوف تنسى كل شيء ،بل وتتهرب منا وكأننا لعنة ،ستعود لعالمك يا ( أبا جواد ) ،عالمك ألكونكريتي ،ألمتين ،( أنت موجود لتحيا ،لتستمتع وتغني وتحب ) وهذه ليست جناية فمن يعلم ماهو ألخطأ وماهو ألصواب ، مايحصل لنا (كان خطاْ يا جلعاد ) وماكان ينتظرني من مفاجآت (بما فيها أنت ) ومرض جابر وبقاء رأسي معلقا على أكتافي ،هو مزيج من صواب وأخطاء ،تعلمت أن أتقبلها ،بل وأتناولها بالشوكة وألسكين بهدوء ناسك فقد شهيته منذ زمن بعيد ، لم أكن مقتنعا حينما كان أولادي جواد وفارس وجابر بعيدين عني ، رغم أطمئناني عليهم كونهم بمنأى عن ساحة ألوغى ألتي خلقنا بها في بلادنا ،فلقد كنت قرويا في ألصميم ، أريد منهم أن يكبروا أمامي وأهمس لهم هواجسي وما تبقى من (حكمتي )وكذلك أستمد من شبابهم قوة لي ،وكأن ألحياة شجرة متداعية لاتقف وتنمو وتعرش ألا بتعاضدنا ،فحرمت منهم ومن قوتي ،لكن نبعا للقوة تفجر من مكان آخر لاأدريه ،لم تهمني يوما يا جلعاد فكرة ألحياة ألأخرى وألعقاب ،لم أكن مؤمنا ولم أكن ملحدا كذلك بالمعنى ألفلسفي ،وأنما كنت أقوم بتأجيل وترحيل هذا ألسؤال لمستقبل لاأدري متى يأتي ،ولكنني كنت أقول في سري دائما أن ألله أذاما وجد فهو أجمل وأرحم وأرفع من حارس للجحيم وأكثر رفعة من ملاحقتنا ونحن نطارد نساء ألآخرين بغرائزنا وعواطفنا ألمتقلبة ، ولكن في محبسي كنت بحاجة لهذا ألعالم ألآخر ،حيث ألأحبة ألذين رحلوا من غير وداع ،جواد وخديجة وسمية ومن ليس أدري غيرهم ، لاتسخر مني يا جلعاد حيث سأقول لك كيف خرجت ب(رؤية ) كان جنينها في طبقة خفية من وعيي ،أو ربما لاوعيي ،كنت أفكر بأن ألزمان وألمكان غير مطلقين كما يقولوا ، فالمكان محدد وموجود وهو غير مكاننا هذا ، أما ألزمان فهو غير موجود ،بل هو عقوبة لقوم منفيين من ألمكان ألوحيد وألخالد هو ومن فيه ،هؤلاء ألقوم هم نحن ،فنحن ياجلعاد معاقبون بفكرة ألزمان وتعاقبه وأندثاره ،ولا أدري ماهي جنايتنا ألتي أقترفناها فغدونا مستحقين لتلك ألعقوبة ، أذن نحن منفيون ومعاقبون بفكرة ألزمن وعالمنا ألحقيقي نتواصل معه بطريقتين عبر ألحلم وألموت وهما فكرتان فحسب ،فألموت هو نهاية ألعقوبة وعودتنا ألى عالمنا ألحقيقي (وهو ألوحيد ) أما ما نحن فيه فهو وهم أو ظل ،وأثناء أقامتنا في هذا ألوهم أو ألظل نستطيع ألتغلغل وزيارة عالمنا ألحقيقي مؤقتا عن طريق ألحلم ،فلاوجود للموت أوموتى أوشعوب وعوالم وحضارات غيرنا ، هو عالم واحد ومطلق ألجمال وسنعود أليه عن طريق فكرة ألموت ودحض فكرة ألزمن .كان ألحاج نجم وأولاده ألثلاثة محكومين بنفس تهمتي ( أو رقم ألمادة في قانون عقوبات صدام ) وهي ( ألتستر ) ،لكنهم تركوا ألأثنين ألمتبقين من أولاده أحرارا ،لسبب لايعرفه أحد وكذلك لم يصادروا محله ألمتخصص ببيع ( ألفرفوري ) وألكائن في ألشورجة ،وقد كنا معا في ألأمن ألعامة ،وبعد ألحكم علينا وبالحكم ألمؤبد ، أنتقلنا معا ألى سجن أبي غريب وفي ذات ( ألقاف )،كما يسموه هناك ،ولم يكن ألسجن بالنسبة أليه سوى أمتحان وأختبار وكذلك مطهرا للذنوب وأحدى أقصر ألطرق للجنة ،فكان يستيقظ صباحا ويصلي جماعة مع أبنائه وألعديد من ألسجناء ويتركني نائما (أتركوه لأبي جواد ) ويعد وجبة ألفطور وينظف ألمكان ويشطف بعض ألملابس ،ولايتناول فطوره ألا متأخرا فهو ينتظرني ، ولم يكن يكره سجانيه ويبتكر لهم أكثر من مبرر ( أحنة موخوش ناس أبوجواد )،وعن طريق علاقاته وبمعونة أبنيه ومعارفهم ،سمعت أول ألأخبار عن أهلي وعلمت بزواج زينب من أخ سامر ،فبكيت فرحا وكمدا وبكى حجي نجم معي وهو يقول ( أي أي طلعهه لدموعك مو كتلتك )،وحين سمحوا لنا بمواجهة ذوينا بعد فترة ، أوصل ألخبر لزينب وأعد مكانا ظليلا للقائي بأهلي على مقربة منه .
#كامل_عبد_ألرحيم_ألسعداوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ألبندول ألعراقي أللبناني
-
ليل علي بابا ألحزين
-
سؤال أفترضي : هل يمكن للشيوعيين أن يقوموا بأنتفاضة تسقط ألما
...
-
حسن نصر ألله من منظور ماركسي
-
رواية : أبني أليهودي ألفصل ألأول :جواد يدفع ألثمن ألأهداء أل
...
-
وهم ألليبرالية في ألعراق
-
درس في ألعدمية ألسياسية
-
ألأثمان ألباهظة قراءة في رواية (سيدات سيبيريا ) للكاتب هنري
...
-
ثلج للكاتب ألتركي الحاصل على جائزة نوبل أورهان باموك
-
ألبنية ألخفية للأرهاب في ألعراق
-
في وداع شارع ألمتنبي
-
أمريكا وألعراق وجه مثخن بالكدمات
-
ألسفير كروكر وأثيل ألنجيفي وعبد ألكريم قاسم
المزيد.....
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|