أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح شهاب - جونتنامو فلسفة روائية لصوفي سكندري














المزيد.....

جونتنامو فلسفة روائية لصوفي سكندري


صلاح شهاب
باحث

(Salah Shehab)


الحوار المتمدن-العدد: 4575 - 2014 / 9 / 15 - 13:34
المحور: الادب والفن
    


عندما تشرع في قراءة شئ محفور بيد يوسف زيدان , ستضطر للتنقل معه داخل خفايا فلسفية صوفية بديعة , لن تستطيع الفكاك منها حتى نهاية حديثه , زيدان مشبوع بروح فلسفية عالية , مهموم بحنايا روحية صوفية مميزة جدا , هو كاتب يلهمك الصبر والسلوان من خلال حواف قشيرات الأدب .
في الحقيقة لا يسعني إلا دفع نفسي اضطراراً للحديث عن رواية زيدان , فحقيقة استمتعت بها , فهي رواية ذات صبغة روحية ملهمة , , يروي تفاصيها بطل القصة صاحب الاسم المبهم بالنسبة لي , أطلق عليه لقبين لايمتان له بصلة , واحد منهم اطلقه عليه المجاهدون حيث دعوه ابا بلال , والآخر اطلقه عليه معتقليه الأمريكان وهو برس - أطلق بدايتاً استهزاءا به عندما حاول جاهدا ان يفهم الجنود أنه ليس ارهابيا وأن اعتقاله جاء عن طريق الخطأ , وأنه يعمل بالصحافة والاعلام - الراوي والبطل شخص جنوبي اصله سوداني عاش بالاسكندرية , يتقن الانجليزية كلغة ثانية نتيجة عمله لفترة كمرشد سياحي , قاده حظه العسر ليعمل بالإعلام , ثم ينتدب للعمل في المنطقة الأكثر سخونة وارهابا ليقاد بعدها إلى معتقل جونتنامو .
كان الراوي يحاكينا في روايته لقصة آلامه بصيغة الماضي , كأنه بمستقبل سنكتشف في النهاية أنه لم يعيشه بعد , جاءت لغته متماسكة الاركان حيث صاغها بلغة سلسة سهلة الايقاع .
كتابات زيدان لا تخلو من ذكر أصله الجنوبي وعشقه للإسكندرية , دائما ما يتم اقحام نفحات من عطر الأصول الآولى الجنوبية , مع ذكر الصفاء السكندري , الأسقاط السياسي واضح بالرواية , هكذا رأيته , فالرواية كتبها زيدان عام 2013م , صدرت عن دار الشروق في طبعتها الآولى عام 2014 م – أي في بؤرة الاحداث السياسية التي تعيشها مصر بالمنطقة – حيث ذكر بأن من اقحم ابو بلال بمنطقة حدود باكستان حيث تم اعتقاله هو عمله بالدوحة لاحدى القنوات – هناك إشارة لعلاقة ما باشخاص في الدوحة بالتنظيمات الإرهابية – ورغم قلة خبرته بالعمل الصحفي إلا انه تم اسناد المهمة إليه دون معرفة سبب وجيه لذلك .

تظهر بعض إسقاطاته عند وصفه للعنبر وخاصة العنبر الذي تم إنشاؤه حديثا للمعتقلين , حيث وقوع بطلنا في زنزانه ملاصقة بجار سعودي , تقع أمامه زنزانة صديقه التونسي , الذي نشئت بينهما علاقة صداقة قوية رغم اضطرابها وتعكرها لفترة إلا أنها انتهت بالصفح – وهي نفس العلاقة مع الجارة تونس فمصر وضعت تونس أمامها , كما أن هناك علاقات محبة وصداقة تاريخية مشتبكة بين الطرفين , رغم التوتر السياسي الذي حدث في الفترة الأخيرة بين الجارتين , إلا أن العلاقة ستظل قائمة , حيث يشير زيدان بإسقاطه ان المحبة دائمة مهما حدث من توتر – وصلت الإسقاطات إلى اوجها في اصطفاف الزنازين المتراصة والمتلاصقة من داخل الممر وكأنها المنطقة الشرقية المتراصة فيها البلدان العربية , أو عند المعركة التي نشئت بالقاذورات أو النابلم كما وصفها بين الأخوة السجناء في زنازين العنبر نتيجة خلاف ديني حول رؤية الهلال , حيث بدى العنبر كأنه المنطقة العربية التي طفح بها مستنقع من التطاحن والضغينة , وكما ترك الامريكان السجناء يعبثون ويتطاحنون بالعنبر , واغلقوا عليهم صنابير المياة للتطهر من شر تلك القاذورات , تركت أمريكا المنطقة ساحة للمعارك الدائرة , وليس هذا وحسب إلا انها تقوم بتزكية الصراعات القائمة والنفخ فيها لتلتهب اكثر فأكثر .
حرص زيدان على إظهار فؤاد الروحانيات الملهمة للبطل والتي انقذته من براثن القتوط والجنون والانتحار للفكاك من الجحيم الذي وقع فيه طيلة الرواية , ورغم الصراع مع الأصولية الدينية المتمثلة في جاره السعودي وابو صعب اليمني , إلا ان تلك الصوفية العالية هي من قادت البطل لتحمل مدة الإعتقال – ملاحظة بسيطة أربكتني اعوام الرواية فلا اعلم هل الكاتب أخطأ مرة بحساب الأعوام بقصد او غير قصد – كما أنه أوضح بان الحوار مع الآخر هو المنجي في النهاية .

انهى زيدان روايته بقراءة لما حدث بالماضي للسنون التي مرت بنا مع تدخلات الولايات المتحدة في المنطقة العربية عامة وبالقطر المصري خاصة بحجة الإصلاح للأنظمة التي افسدت تلك الدول , وإظهار التعاون مع الجناح الإسلامي بالمنطقة ليكون البديل لتلك الإنظمة , أنهاها مع المصري الذي يذهب لندن والتي يراها مع السقيع والبرد والعهر البين هناك إلا انه تلمس نسيم حرية الرأي المتاحة هناك دون سحل أو تكميم افواه , ثم ختمها مع الدوار الذي حدث للراوي من ازدحام الأخبار والأحداث المصرية , لينتهي بإستجلاب شجون قديمة , يستسلم بعدها لإحلام مبهجة يربو إليها بالمستقبل القريب .



#صلاح_شهاب (هاشتاغ)       Salah_Shehab#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السقيفه من منظور إسلامي ( نقد لمقال قديم )
- الجنيه المصري والرضا العام
- إبتسامة الجيوكاندا ( ريفيو قصير لقصة طويلة )
- نظرات على اسطورة الخيميائي
- ثورة الزنج في بلاد العم سام
- التاريخ المجهول


المزيد.....




- 40 عنوانا جديدا.. ومسيرة الموسوعة السعوديّة للسينما مستمرّة ...
- بمشاركة أكثر من 660 ناشرا.. الشارقة تطلق الدورة الرابعة لمؤت ...
- الشارقة -ضيف شرف- المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط في دور ...
- الجزائر.. ترميم 17 ألف وثيقة وإدراج مخطوطين في -سجل ذاكرة ال ...
- الغموض الاقتصادي يطفئ بريق مبيعات الأعمال الفنية عالميا
- مهرجان كان السينمائي يكرّم روبرت دي نيرو بالسعفة الذهبية الف ...
- صلاح الدين الأيوبي يلغي زيارة يوسف زيدان إلى أربيل
- من الطوب الفيكتوري إلى لهيب الحرب.. جامعة الخرطوم التي واجهت ...
- -النبي- الروسي يشارك في مهرجان -بكين- السينمائي الدولي
- رحيل الفنان والأكاديمي حميد صابر بعد مسيرة حافلة بالعلم والع ...


المزيد.....

- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح شهاب - جونتنامو فلسفة روائية لصوفي سكندري