أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - هل أمريكا دولة إستعمارية؟















المزيد.....

هل أمريكا دولة إستعمارية؟


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4575 - 2014 / 9 / 15 - 12:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقدمة
من بين الفوائد الكثيرة للإنترنت والنشر الإلكتروني هو التواصل والتفاعل(Interaction) بين الكاتب والقارئ. وبذلك يعرف الكاتب ردود الأفعال عند القراء بشكل مباشر وسريع. وهذا التواصل هو مصدر مهم للكاتب يوحي له بالمزيد من الأفكار والمقالات. ولا أغالي إذا قلت أني محظوظ في هذا الخصوص.

لم يكن لي أي دور في كتابة المقال أدناه عدا هذه المقدمة التوضيحية، فقد وردني كرسالة من صديق مثقف، وهو متابع لمقالاتي، ونتبادل الآراء عبر الرسائل والمكالمات الهاتفية حول الكثير من المشاكل السياسية التي تعصف بالعراق والعالم. بعث لي هذه الرسالة عن أمريكا ودورها في العالم، طالباً مني إبداء رأيي فيما إذا كنت أوافقه على آرائه هذه أم لا. وبالطبع أني أتفق معه على معظم ما قاله. ورأيت أن هذه الرسالة من الأهمية بحيث تصلح أن تنشر كمقالة بحد ذاتها. وأشكر الصديق على سماحه لي بنشرها لتعميم الفائدة، وهو لا يرغب في ذكر اسمه.
ولا شك أن هناك كثيرون لا يتفقون معه في كون أمريكا ضد الاستعمار، ولا بد أنهم سيستشهدون بدور أمريكا في التآمر على بعض الحكومات التقدمية في العالم الثالث إبان الحرب الباردة، ومن بين ضحاياها حكومة ثورة 14 تموز الوطنية المجيدة بزعامة الزعيم عبدالكريم قاسم، وقبلها حكومة مصدق في إيران...الخ
وجوابي على هذه الاعتراضات هو، نعم، أن أمريكا تدخلت وبشكل فض عن طريق المؤامرات التي خططتها وكالة مخابراتها (CIA) لدعم القوى الرجعية ضد الحركات التقدمية في العالم الثالث. ولكن كان ذلك إبان الحرب الباردة حيث الصراع بين المعسكرين الشرقي بزعامة الاتحاد السوفيتي، والغربي بزعامة أمريكا. وبعد انهيار المعسكر الشيوعي لصالح الغربي، وخاصة بعد جريمة 11 سبتمبر/أيلول 2001، غيرت أمريكا سياستها لصالح الشعوب المبتلية بالأنظمة الدكتاتورية، ومنها شعبنا العراقي حيث ساعدته على الإطاحة بأبشع نظام دكتاتوري همجي. أما ما حصل بعد ذلك من تداعيات فهو نتيجة تداخل وتقاطع مصالح جهات خارجية وداخلية تضررت من التغيير الذي حصل في العراق، وشرحناها في عشرات المقالات. أدرج أناه نص الرسالة والتي هي محور هذا المقال
*******
نص الرسالة:

عزيزي عبدالخالق،
ما دمتَ تکتب عن امريکا و دورها الايجابي في العالم، سمحتُ لنفسي ان ارسل لك بعض ملاحظاتي عن امريکا. ارجو ان تقرأها و ابلاغي ان کنت تتفق معي أم لا.
1- أمريکا التي يحلو للبعض ان يسميها زعيمة الاستعمار العالمي، لم تکن لديها في کل تأريخها ولو مستعمرة واحدة. العکس هو الصحيح، إذ أنها ساهمت في تصفية النظام الاستعماري في العالم. قد يقول البعض بأن هاوايي (Hawaii) مستعمرة أمريکيە-;---;--. هاوايي تتکون من مجموعة من الجزر الصغيرة في المحيط الهادي عاصمتها هونولولو. تبتعد بمسافة 3850 کليومتر من کاليفورنيا. کانت تُحکم من قبل عائلة مالکة رجعية متخلفة الي ابعد الحدود، و کانت لأمريکا بعض المصالح الاقتصادية هناک، و خاصة في مجال صناعة السکر. حيث کان لدي الأمريکان عدد کبير من مزارع قصب السکر بحيث کان من الممکن ان تسمي هذە-;---;-- الجزر بشبە-;---;-- مستعمرة أمريکية. في سنة 1893 تم الاطاحة بالنظام الملکي هناک. و في سنة 1900 و حسب رغبة زعمائها الجدد اصبحت هذە-;---;-- الجزر تابعة لأمريکا. و في سنة 1959 اصبحت ولاية من "الولايات المتحدة الأمريکية"، و اصبحت لها کامل الحقوق کاي ولاية امريکية أخري.
بالمناسبة، أم براک أوباما من هوايي و والدە-;---;-- من کينيا.

2- ليست هناک دولة لها پرلمان و شعب حر و حکومتها تعادي أمريکا. نعم قد تحدث خلافات بينها و بين امريکا، و لکن لا تصل الي درجة المعاداة. الدول التي تعادي او تتظاهر بمعاداة امريکا جميعها تُحکم من قبل دکتاتوريين کصدام حسين بالعراق، و القذافي بليبيا، و البشير في السودان، و الاسد في سوريا و خامنئي في ايران وستالين في روسيا. و السبب هو ان الدکتاتور لا يمکنە-;---;-- البقاء في السلطة و تشديد قبضتە-;---;-- علي اعناق شعبە-;---;-- بدون عدو خارجي. اما الرئيس المنتخب فعليە-;---;-- ان يرحل بعد اتمام الفترة القانونية مهما کانت الظروف. لهذا السبب لا يحتاج الرئيس المنتخب الي عدو لکي يحاول ان يخلق لدولتە-;---;-- اعداء.
3- لذلک، وعبر التاريخ، لم تحدث ولا مرة واحدة حرب بين نظامين ديمقراطيين، فجميع الحروب حدثت بين دکتاتوريات او بين نظام دکتاتوري و آخر ديمقراطي.
4- ان الشعب الأمريکي متکون من عدد کبير من القوميات؛ هنود حمر، انگليز، المان، يهود، عرب، اسپان ...الخ و کذلک من اسود و ابيض و اصفر ...الخ، و من جميع الديانات؛ المسيحية، اليهودية، الاسلام، البوذية ....الخ. و جميعهم يعيشون بسلام و وئام و حقوق جميع افرادە-;---;-- محفوظة ان کان ذلک الفرد مسيحيا متزمتا او ملحدا متطرفا، بشرط ان لا يعتدي علي حقوق الآخرين. ويرجع سبب هذا الوئام و الازدهار و التقدم في جميع المجالات الي نظامهم الديمقراطي الذي يحمي حقوق الجميع و لا يکبت افکاهم.
5- منذ تحررها من الاستعمار البريطاني، امريکا لم تعتدي علي اية دولة. و حتي ساعدت بعض الدول التي تعتبر نفسها عدوة لأمريکا، لتخفيف اثر القهر و المجاعة علي شعوبها. کما حدث مع الاتحاد السوڤ-;---;--ێ-;---;--تي في الثلاثينات من قرن الماضي عندما تفشت المجاعة هناک بسبب السياسة الهمجية لستالين. واستمرت هذە-;---;-- المساعدات للاتحاد السوڤ-;---;--يتي حتي الي ما بعد الحرب العالمية الثانية و الي ان احتاج ستالين، لتبرير دکتاتوريتە-;---;-- و همجيتە-;---;-- و بقائە-;---;-- في الحکم، الي توتر جديد في العلاقة مع الغرب. فطلب من کيم ايل سونغ ان يهاجم کوريا الجنوبية، مما دفع بأمريکا و الدول الغربية الديمقراطية الي تکوين حلف عسکري للدفاع عن شعوبها و انظمتها الديمقراطية. وهکذا بدأت الحرب الباردة.

6- الي ما قبل حوالي 50 سنة من الآن، کان هناک تمييز عنصري في بعض الولايات الأمريکية. ولکن بفضل وجود النظام الديمقراطي و النمو الحضاري و الاقتصادي تم القضاء تدريجيا علي هذا التخلف الفکري و الغير انساني و خاصة بعد ظهور عدد غير قليل من المثقفين المصلحين بين السود من امثال پۆ-;---;--ل روبسن، مارتن لوثر کنگ، و جيسي جاکسن الذين اختاروا النضال السلمي لمعالجة هذە-;---;-- الظاهرة المؤلمة. و يجب ان لا ننسي دور بعض الرياضيين من امثال محمد علي کلاي، و الفنان الکبير مايکل جاکسون، و آخرين من السود الذين کانوا محبوبين من قبل جميع اطياف الشعب الأمريکي في القضاء علي التميز العنصري.
7- صحيح، أن المانيا و اليابان کانتا دولتين صناعيتين قبل الحرب. إلا إنهما لم تکونا ديمقراطيتين. ولکن بعد أن خسرتا في الحرب العالمية الثانية، اصبحتا دولتين ديمقراطيتين و صناعيتين اکثر من قبل. و صناعات هاتين الدولتين، خاصة في مجال صناعة السيارات، اصبحت تملأ اسواق العالم و تزاحم هذە-;---;-- الصناعات امريکا و اوروپا. أما کوريا الجنوبية التي کانت مستعمرة يابانية و متخلفة الي ابعد الحدود، اضحت دولة صناعية کبري ومستقلة. بينما ليس لدي کوريا الشمالية سوي بعض الصواريخ و القنابل الذرية التي تهدد بها السلام العالمي. و کلها من اجل ماذا؟ من اجل ابقاء دکتاتورهم "المحبوب" من آل کيم ايل سونغ علي دست الحکم.
8- انا اعتقد بان امريکا کانت ترغب بإسقاط صدام مباشرة بعد تحرير الکويت ولكنها توقفت في آخر لحظة لأنها أيقنت بان البديل سوف لا يکون ديمقراطيا و سيٶ-;---;--دي الي حرب اهلية لا نهاية لها بين طوائفها الدينية. ونفس السيناريو يتکرر الآن في سوريا. فأمريکا توقفت عن مساعدة المعارضة لنفس الاسباب. لان البديل قد يکون داعش او جبهة النصرة او کلاهما. و حکام الدول العربية الأخري تدرک هذە-;---;-- الحقيقة و تحاول الاستفادة منها قدر الامکان. حيث تقمع القوي الديمقراطية بجميع الوسائل والاساليب و تعطي بعض المجال لقوي اسوأ منها، کما فعل السادات في مصر. حيث قمع الشعب و فتح المجال للأخوان المسلمين الذين اغتالوە-;---;-- فيما بعد. والسعودية تقوم بنفس الشئ حيث تقمع الشعب و تفتح المجال لقوي اسلامية متطرفة، و تقول لأمريکا و الدول الديمقراطية الأخري؛ عليکم بحمايتي، فبديلي سيکون اسوأ مني. و هذا ما کان يقولە-;---;-- شاه ايران ايضا، ومن بعده حسني مبارك في مصر، وزين العابدين بن علي في تونس.
9- و السيد پوتين يحاول توتير الوضع مع الغرب لکي تکون لە-;---;-- حجة لمحاربة منافسيە-;---;-- السياسيين و إبقاء نفسە-;---;-- و حکومتە-;---;-- الفاسدة في الحکم. حيث انە-;---;-- يحکم روسيا منذ 14 سنة و ليست لديه نية ان يتخلي عنها الي يوم مماتە-;---;--.
هذه هي أمريكا التي ينطبق عليها المثل العراقي: (مثل السمك، مأكول ومذموم).
ـــــــــــــــــــــــ
رابط مقال ذو صلة
عبدالخالق حسين - لولا أمريكا...
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=59875



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة إلى مقال: الاتفاقية..أو الطوفان!!
- حوار هادئ مع الأستاذ علي الأسدي
- مناقشة حول العلاقة مع أمريكا
- خطاب مفتوح إلى الدكتور حيدر العبادي
- داعش يفضح مناصريه السياسيين
- نفاق السعودية في محاربة الإرهاب والتطرف الديني
- لماذا ربح المالكي الانتخابات وخسر (المقبولية)؟
- المالكي يعطي درساً حضارياً في التداول السلمي للسلطة
- أما حان الوقت لإنصاف المسيحيين؟ نقترح مسيحي عراقي نائباً لرئ ...
- هل تكليف العبادي حل لمحنة المالكي؟
- لماذا بدأت أمريكا بضرب داعش الآن؟
- حول مفهوم حكومة التكنوقراط
- لا بديل عن صناديق الاقتراع
- البعث يدَّعي إعلان الحرب على داعش!!
- إذا كنت لا تستحي فقل ما تشاء
- مؤتمر عمّان نتاج تساهل الحكومة العراقية مع داعمي الإرهاب
- لماذا رشح الجلبي لمنصب النائب أول لرئيس البرلمان؟
- ماذا لو تحقق ما يريده أنصار داعش؟
- بارزاني على منزلق خطير
- العلاقات العراقية-الأمريكية.. إلى أين؟


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - هل أمريكا دولة إستعمارية؟