داود السلمان
الحوار المتمدن-العدد: 4574 - 2014 / 9 / 14 - 16:21
المحور:
الادب والفن
اشم رائحة الموت في كل مكان
كرائحة عجوز مسنة
ماتت لتوها
ماذا جرى لمدينتي الرائعة
هل اصابها الطاعون ؟
هل خنقتها ارجل الغزاة ؟
ورود الحدائق لم تعد كما هي
فلذات اكبادنا علاها الشحوب
ذبلت شفاه النساء ، جف ثدياها
حبيبتي الجميلة نامت على اوتار النار
كطفلة يتيمة
مات ابواها في ريعان الشباب
فشاخت وهي بعمر القرنفل
يا ايها الربيع لماذا انت حزين ؟
اين وشاحك الاخضر .
اين شفاهك الكستنائية ؟
واين سنابل شعرك الطويلة ؟
لم اعد اسمع موسيقاك الغجرية
عد ايها الراجل
المسافر الى مدن منسية
الشتاء على الابواب
والصقيع مرتديا قبعة المطر
كأنه في سهرة
وكأنني اسمع الاغاني الحزينة الذابلة
من خلف الستار
ومن فوق ازيز الرصاص والدخان
طفل يسقط
شيخ يموت
امرأة تترمل
وردة تذبل
وناي ينوح
بينما الشاعر يكتب قصيدته الاخيرة
ببحر الدموع ، واوراق الخريف
وانت يا صغيرتي تبكين على
قطعة حلوى مبللة بالصراخ
واحيانا بالدموع
ليتني اكن شاعرا لأسطر
مأساتك سفينة
بنصف شراع ،
الموج يحاصر مدينتي
من اين أأتي بسفينة نوح
موت ... موت .....موت
لا شيء سوى الموت
مفخخات تحمل في طياتها
اكفانا معدة للفناء
وقبور للتوديع
رسمتها انامل ارهاب غبية
تكره عطر الحياة ،
احذري يا صغيرتي وانت تسيرين
بملابسك المدرسية
صوب الشارع
الشارع هو الآخر مهدد بالموت ! .
((من ديوان – من توبتي اعلن الحادي- ))
#داود_السلمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟