|
محسين الشهباني : تمرد انثى في زمن شرقي
محسين الشهباني
الحوار المتمدن-العدد: 4573 - 2014 / 9 / 13 - 18:35
المحور:
الادب والفن
تمرد انثى في زمن شرقي محسين الشهباني
انأ الممدودة بين حروفك ...من ذنوبي المجتمع تائبة ...ادفع عني حساب الرحلة ولك سأحكي حكاية ... قبل كل شيء.أغلق الأبواب وفي سلة المهملات ارمي المفتاح ...ولا تنسى أن تخفت الأضواء... فانا موشومة بالسواد ...بك أنت سأطفئ صوته ... اكتب ما سأقول .إن شئت انشره غسيلا فوق السطوح ...لم يعد يهمني بعد الآن ما قيل وما سيقال . كانت حياتنا في البداية حلوة لذيذة ...شابة.. برتقالة منزوعة القشور عارية ...سحرني بكلامه المعسول وبألوان من الوعود .وأصبحت خاضعة له، صدقت كلامه ... خفت عليه حتى من شيطاني وغرت عليه حتى من نفسي ...سلب عقول العذارى قبلي وبعدي، قالوا لي فيما مضى لا تتقي به إنه يخدعك…لا تذهبي معه حتى النهاية…أو إلى المناطق النائية . ستضيعين هناك.. سيترك على جسمك نثوءات عفنة سيستغل إنسانيتك ويمتص جهدك ليعيش .... لم اسمع لنصحهم ...عاديت أهلي وقومي ونفسي ...كانت لحظات الانجراف وطموح في كسب الأمان... كانت رغبتي...كما الحياة .عادات قديمة وضحية في منتصف الطريق وضحكة صفراء تعانق المرضى ووطن يتنفس المهانة والاعتذار.. لم يكن وحده ...مر أقوام فوق جسر جراحي ...اتخذوا من تضاريسي منفضة لسجائرهم ..اقتسموني فيما بينهم ...طاولة لرهاناتهم .ومواخير لجنودهم... تطؤني... تضاجعني ... ليل نهار... وتتسارع خطواتهم إلي في البداية مندفعة.... . مضطربة، مرتعشة عند النهاية . باسم الحب اغتصبوني....باسم الحق دمروني ... باسم الحرب أسروني.. باسم الوطن خانوني باسم الدين استغلوني واستعبدوني في جحور متوارية بين الأسوار يتنفس الظلام عن قتامته ...ويقر الجلاد بضعفه رغم أنفه ... وطني ...ذلك العهد القديم ...ذاك العشق الجميل...ماذا أقول للأطفال حين يكبرون...ماذا سيكون جوابي وهم عنك يتساءلون ... كريهة هي الأيام التي نعيشها .جافة حتى من البسمة الطيبة إننا ضحايا جلاد يسكننا ، يؤلمنا سوط نسيناه بأيدي أعدائنا لعلها أضغاث أحلام و كوابيس أضحت لا تفارق مضاجعنا . ما القوانين والمواثيق والعهود إلا مساحيق تجميل ....أنا وطن لمن لا وطن له...أنا أم لكل طفلا استفاق من نومه فلم يجد أهله .. القيود التي تكبل السجين في غرف باردة ...انا العبودية بألوان قوس قزح . أنا لست سوى أمَةٌ من إماء هذا الزمن رضعت من لبن ابنتي....وملأت ما فاض عنها أقداحا ... ووزعته عن طيب خاطري لزوار الليل. كل شيء مباح وبالمقابل يباع ...لا تسألوا عن أمر كان قذرا ...مقدرا بنات وبنين وذاك الحفيد في المهد بريء أشرف من أن تنعتوه باللقيط تنكر الأوغاد له ونعتوه بحروف بذيئة هو "أشرف من الشرف و أصفى من الصفاء " يا سادتي الكرام من أشعل بزناده النار ...كلما حاولنا إطفاءها زادنا دخانها اختناقا ولهيبها احتراقا ستنفجر ألان حروفا عسيرة على النطق ...عصية على الإمساك كانت سجينة أقفاصي الصدرية ... الآن سأبوح بها ولن يهمني ما سيقع خوفا و قلقا ...مجهول يتربص بنا ينتظرنا...قد يعصف بنا في أي لحظة ...قد يجعلنا معصوبي الأعين مكتوفي الأدرع مكسوري الجناح ... من اجلك يا وطني كل شيء يهان . سيقتلوا فينا الحب ...ويجعلوا من الأخر ذئبا لنا ... تتمزق إنسانيتنا عن حقد و ألم وجراح وهناك في ذاك المكان ...أشياء قد نراها بأعيننا فتصيبنا بالحول ولا نفقه بعدها شيئا ....طوابير من الوجوه الممسوخة ...والبطون المنتفخة ...وأفواه تنبعث منها روائح كريهة...مماليك و أشباح ... و خفافيش ...في الظلام منها من يطير ولا يطير...تسبي الأحلام .....وحريم وجواري مكلومات ...من حقوقهن عاريات ...في مستنقع نثن وئدن فيه بين الأموات و الأحياء أضحت أيامنا برقا ...وضبابا ...واستبدل فيه الحمام غصن الزيتون دولارا...يقرا الرسائل في الطريق ويفشي الأسرار ...ويعلن الحداد ابيض على اسود و أوراق طي الكتمان .و أخرى طواها النسيان ..لا تحتاج إلى نفض الغبار عنها ...مجرد حقائق ملتوية وفي أدراج مطوية سنوات من الدخان والرصاص . لا تتخذوا في مخيلتكم عني إشكالا وانطباعات ...وان جنح خيالكم وتأويلكم هنا أو هناك ...فأنا لست مسؤولة عن تفاهاتكم . -دعني أقص جذورهم وأصلهم ..أولئك الأوباش ...فك القيد عني وأعطني حريتي ...امنحني معنى الحياة ... كفى كذبا شرقيا و نفاقا اجتماعي يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يقولون ...هم بالقوة بل الفعل خائنون ...في مستقبلنا يقامرون ...وبالثروة يتلاعبون ...وإذا حاسبتهم تجدهم حملا وديعا .. وقفة من لغة الخشب ...ينفضون مؤخرتهم بأيديهم بعدما يصيبهم البلل . سأثور معك ولياخدني التيار معك ...ونفضح الأسرار...ونحمل المشعل ...مطرقة ومنجل مازالت شفتاي تدمدم بالحروف ... ومازال قلمي ينزف بالجراح ...ويحكي حكاية العوانس والعاهرات .وابحث في ضجيج العالم ما بال قوس قزح خاصم السواد؟ ...في اختلاف ألوانه غار منه الجمال.
#محسين_الشهباني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
آليات الاعلام في التحريض و بناء التنظيم الثوري
-
الهاجس الجنسي والهاجس الفكري بالعالم الافتراضي فيس بوك
-
مصطفى مزياني من الاعتقال السياسي الى الاستشهاد وانكشاف المؤا
...
-
رفيقتي... بلقيس مرة اخرى
-
الوطن يا سيدتي
-
فرقعات عبد الله الحريف الإعلامية وتأكيده -العداء للماركسية ا
...
-
يستحم الاوباش من الماضي
-
دم البكارة ينزف ثورة
-
تذكر يارفيقي عندما يتم اعتقالي
-
من اجل فضح التحريفية الانتهازية واساليبها لتشويه مناضلي الخط
...
-
إياكم والتنازل النظري فاللاموقف هو موقف في نهاية المطاف ...
-
ماض بدون مقدمات
المزيد.....
-
موسكو تحتضن المهرجان الدولي الثالث للأفلام الوثائقية -RT زمن
...
-
زيادة الإقبال على تعلم اللغة العربية في أفغانستان
-
أحمد أعمدة الدراما السعودية.. وفاة الفنان السعودي محمد الطوي
...
-
الكشف عن علاقة أسطورة ريال مدريد بممثلة أفلام إباحية
-
عرض جواز سفر أم كلثوم لأول مرة
-
مسيرة طبعتها المخدرات والفن... وفاة الممثلة والمغنية البريطا
...
-
مصر.. ماذا كتب بجواز سفر أم كلثوم؟ ومقتنيات قد لا تعلمها لـ-
...
-
أساطير الموسيقى الحديثة.. من أفضل نجوم الغناء في القرن الـ21
...
-
السعودية.. رحيل -قبطان الطرب الخليجي- وسط حزن في الوسط الفني
...
-
مصر.. كشف تطورات الحالة الصحية للفنان ضياء الميرغني بعد خضوع
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|