مائة يوم

داود روفائيل خشبة

الحوار المتمدن-العدد: 4572 - 2014 / 9 / 12 - 20:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تعارف الصحفئون والإعلاميون على اعتبار المائة يوم الأولى من تواى أى حاكم السلطة مدة كافية لإعطاء مؤشر معقول لتوجّه الحاكم ولما يحق لنا أن ننتظر منهز
قبل انتخاب السيسى رئيسا وبعد انتخابه كتبت عدة مرات أعبر عن توجّسات وتساؤلات تدور فى ذهنى حول الرجل، والآن وقد مضت المائة يوم الأولى غلى توليه رئاسة الجمهورية لم أر ما يخفف من تلك النزجسات والتساؤلات. ولكن لنحتول أن نكون موضوعيين ومتعقلين قدر المستطاع.
فى ظنى أن الرئيس السيسى كان موفـّقا ومحظوظا إذ بدأ بمشروع تنمية قناة السويس. فهذا مشروع جيد، على ما يبدو وعلى ما يقول بعض المحتصين. وهو مشروع سبق بحثه تفصيليا وتشرف على العمل فيه واحدة من أنجح الهبئات عندنا. ومع ذلك فإن الطريقة التى جرى بها تقديم المشروع والضجّة الدعائية التى أحيط بها لا تبغث على الاطمئنان. وليس هناك من مصرى مخلص إلا ويتمنى أن يكتمل هذا المشروع على وحه سليم. لكن ذلك ما زالا أمرا فى طىّ الغيب، وهو فى كل الأحوال وعلى أحسن الفروض لآ ينبغى أن يتخذ غطاء لأوجه القصور والسلبيات والأخطاء التى تحدق بنا من كل جانب.
هناك أكثر من دليل على تفلـّص مجال حرية الفكر وحرية الإبداع، والرئيس السيسى يبدو إما غافلا أو راضيا عن كل هذا.
أساليب الأمن القمعية والاعتقالات التعسفسة والاتهامات العشوائية، كل هذا نراه لكن الرئيس السيسي يبدو أنه لا يراه.
الأحزاب الدينية تسرح وتمرح بالمخالفى للدستور وللقانون، لكن الرئيس السيسي لا يعير ذلك اهتماما.
الإعداد للانتخابات البرلمانية يتعثـّر، لكن يبدو أن ذلك لا يعنى الرئيس السيسي فى شىء، ولعله سعيد باحتفاظه بالسلطة التشريغية يمارسها دون حسيب ولا رقيب.
قانون التظاهر الردىء، والذى صدر وفت أن كان السيسي تائبا أوّل لرئيس الوزاء، تتعالى الأصوات بضرورة إلغائه أو تعديله، لمن ذلك على ما يبدو لا يقلق نوم الرئيس.
الأحوال الصحية البائسة المتردية، نعلم جميعا أنه لا يمكن إصلاحها بين يوم وليلة، لكنن لم نسمع من الرئيس كلمة تشير إلى أن هذا أمر يدخل فى دائرة اهتمامه.
المصانع المتوقفة والمغلقة، لم نسمع عن خطة لإعادة تشغيلها.
قد ينجح الرئيس، ونحن نرجو مخلصين أن ينجح، فى إنعاش الاقتصاد، لكنن نريده أن يعلم أن ازدهار الاقتصاد فى عيبة العدالة الاجتماعية، وفى غيبة الحرية، وفى عيبة الكرامة يكوّد معادلة نتيجتها الحتمية حدوث انفحار يدمّر كل شىء ةيلتهم كل سىء.

#داود_روفائيل_خشبة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات