أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله جاسم ريكاني - مهمة أوباما المستحيلة















المزيد.....

مهمة أوباما المستحيلة


عبدالله جاسم ريكاني

الحوار المتمدن-العدد: 4572 - 2014 / 9 / 12 - 09:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مهمة أوباما المستحيلة
ترجمة: عبدالله جاسم ريكاني
في الاربعاء 10/09/2014،أعلن الرئيس الامريكي باراك اوباما للشعب الامريكي و العالم ما أسمته البيت الابيض (إستراتيجية القوة لإذلال و تفكيك و من ثمّ تدمير الدولة الاسلامية التي سيطرت على مساحات شاسعة من الاراضي العراقية و ذبحت علناَ إثنين من الصحفيين الامريكان. هناك مشكلة واحدة فقط تعترض هذه الاستراتيجية و هي أستحالة نجاحها. لقد مضى عقد من الزمن منذ ان اعلنت امريكا نيتها في إزالة القاعدة و على الرغم من نجاحها في إضعاف القاعدة بشكل كبير، لا يزال زعيم القاعدة الهارب ايمن الظواهري حياً و المجاميع المتفرقة منها تعمل في مناطق عدة من العالم مثل مالي في افريقيا، اليمن، والصومال.
إسرائيل، و منذ عقود، حاولت تحطيم كل من حزب الله و حماس و لكن الحركتين لا تزالان قادرتين على شن هجمات واسعة النطاق كما حدث في غزة في شهر حزيران من هذا العام. يقول السيد كريستوفر هارمر، ضابط البحرية الامريكي السابق و المحلل في معهد دراسات الحروب " عندما تستخدم كلمة ‘تدمير، فإنك تتحدث عن نصر شامل عسكرياً و سياسياً كما فعل الحلفاء ضد المانيا النازية في الحرب العالمية الثانية. و أضاف، إن ما تنوي ان تفعله أمريكا الان مع "الدولة الاسلامية" غير كافية بالمرّة لتحقيق ما تصبو اليه من تدمير الدولة الاسلامية.
تدمير الدولة الاسلامية حسب هذا التعريف، يتطلب قتل و تحييد عشرات الالاف من مقاتليها، طردها من المناطق التي أستولت عليها في العراق و حرمانها من قواعد عملياتها في سوريا، بينما أعلن المستشارون العسكريون للسيد اوباما، ان القتال ضد داعش يستهدف منع تمددها و تقدمها في المنطقة.
إن طريقة اختيار الرئيس اوباما لمصطلحاته عندما يتحدث عن القتال ضد الدولة الاسلامية مصيرية لانها ستحدد و تشكل مستقبل التدخل الامريكي العسكري في العراق، و التي و لحد الان لم يتجاوز سوى القيام بعدد من الضربات الجوية بالتنسيق مع القوات الارضية العراقية و الكوردية. ولقد أدت هذه الضربات فقط الى تدمير عدد من الاليات العسكرية كما ترد في التصريحات الاعلامية للقيادة العسكرية المركزية. و لكن هذه القيادة لم تحدد عدد المقاتلين من الدولة الاسلامية الذين قتلوا، كما أن الحملة العسكرية الامريكية لا يبدو عليها و قد حققت ثغرة مهمة في قابلية هذه المنظمة على التحرك بحرية في العراق و سوريا او على سيطرتها على مدن كبيرة في الدولتين. و كلما تراجعت في مكان ما، نراها تظهر في مكان آخر، كما حدث مؤخراً في محاولات المنظمة المستميتة للسيطرة على سد حديثة و الذي يعتبر ثاني اكبر سد في العراق لتوليد القوة الكهربائية و تزويد الملايين من العراقيين بمياه الشرب بعد أن تم طردهم من المناطق المحيطة بسد الموصل.
التدمير الحقيقي لقوات الدولة الاسلامية، يتطلب إلتزاماً كبيراً بزج القوات القتالية البرية للقتال على الارض، وهو الامر الذي لم يوافق عليه اوباما و قال بصراحة، ان القوات البرية الامريكية سوف لن تشارك في القتال ضد الدولة الاسلامية على الارض. و لهذا و منذ البدء، تفتقر استراتيجية تدمير هذه الدولة الى عنصر رئيسي في الحرب. كما يتطلب تدمير الدولة الاسلامية إنجاز المصالحة السياسية في العراق لفك إرتباط المجاميع السنية و البعثية مع الدولة الاسلامية و القتال ضدها، و العمل على تفكيك و محاربة جذور التطرف الديني التي تشكل القاعدة الايديولوجية لهذه المجاميع المتطرفة و تجفيف منابعها المالية التي تساعدها على تجنيد المنضوين الجدد تحت لوائها و نشر فكرها المتطرف في المنطقة. كما يجب ان تتضمن الاستراتيجية، معالجة أزمات الحكم و الحكومات في المناطق التي تنتعش فيها هذه المنظمات، لانه، اذا كان بإمكانك ان تقتل العديد من الناس و تركت المكان و المنطقة في فوضى بعد رحيلك منها، فإن هذه المجاميع ستعود ثانيةً الى نفس المنطقة كما يقول السيد دانيل بليتكا من المعهد الامريكي لدراسات الحروب.
عندما طلب من المتحدث الرسمي بإسم البيت الابيض، توضيح المقصود بتدمير الدولة الاسلامية ، أشار المتحدث الى الملاحظات السابقة للرئيس اوباما، و التي قال فيها، بأن امريكا سوف تشلّ قدرات المنظمة على شنّ هجمات و تمنعها من السيطرة على مناطق أخرى. كانت الادارة الامريكية تحاول جاهدةً في وصف مدى الخطر الذي تشكله هذه المنظمة التي وصفها وزير الدفاع الامريكي بالمتطورة و المتمرسة و الخطيرة جداً كما كانت القاعدة قبل هجمات الحادي عشر من ايلول، بينما صرّح السيد مات اولسن، كبير موظفي محاربة الارهاب في الادارة الامريكية، بأن المنظمة ليست بهذه القوة و لا تشكل خطراً آنياً على امريكا.
حتى لو أثبتت الحملة العسكرية السياسية المشتركة نجاحها ضد الدولة الاسلامية، فإن التاريخ قد أظهر بان تدمير المنظمات الاصولية المتطرفة و الشبكات الارهابية بشكل كامل صعب للغاية. على الرغم من ان امريكا تدّعي بأنها قد فككت القاعدة بشكل منهجي في منطقة القبائل في باكستان، و لكن خبراء مكافحة الارهاب يشكّكون في صحة هذا الرأي، لان الظواهري لا زال حياً و يدير المقاتلين و ينظّم أنصار و قواعد جدد للقاعدة و أحدثها تلك التي أسست في الهند قبل اسبوع.
و حتى بعد مرور 13 عاماً على احداث سبتمبر، فشلت الحملة العسكرية الامريكية المستمرة ضد طالبان في افغانستان و باكستان في تدمير منظمة طالبان. إسرائيل من جانبها، أصبحت غير قادرة على تدمير حماس و حزب الله على الرغم من قربها الجغرافي منها و سهولة الوصول إليها و استهدافها و القوة العسكرية و الاستخبارية الكبيرة لإسرائيل.
الدرس المستنبط يبدوا واضحاً: الشبكات الارهابية لا زالت باقية و تستطيع العودة و استهداف اهدافها ثانيةً. على سبيل المثال، ذكر كبار القادة الامنيين مؤخراً في تقاريرهم بأن القاعدة في شبه جزيرة العرب تمثل تهديداً حقيقياً و جدياً لأمريكا بسبب خبرتها في صنع القنابل بإستخدام متفجرات غير معدنية، سهلة التهريب في المطارات. ويبدوا أن الرئيس اوباما قد أدرك و فهم هذه الاهداف للقاعدة و لذلك فقد غيّر من لهجته و خطاباته في الآونة الأخيرة و أصبح أكثر ميلاً للتشدد و الحزم في خطاباته و قراراته، و بدأ يحشّد دول أخرى ايضاً على المشاركة في تحمل عبء القتال ضد الدولة الاسلامية.
في خطابه أثناء قمة حلف الناتو في ويلز، قال اوباما، " هناك إقتناع راسخ بأننا يجب أن نتحرك، كجزء من المجتمع الدولي، لتفكيك و بالتالي تدمير الدولة الاسلامية. و لكن بعد ذلك و في مقابلة صحفية مع الصحفي جوك تودد، لاحظنا غياب كلمة (تدمير) من تصريحات اوباما. و بالمقابل قال السيد اوباما، سوف نقوم بالتفكيك المنهجي لقدرات المنظمة، و سف نقلص من مساحة الاراضي التي تحت سيطرة المنظمة، و في النهاية، سوف نهزم هذه المنظمة. و لكن حتى المساعدين الاقربين لاوباما يعترفون بأن هزيمة الدولة الاسلامية بشكل كامل، لن تتحقق من خلال هذه الاستراتيجية، و انها سوف تحتاج الى وقت طويل قد يتجاوز الفترة المتبقية من عمر الادارة الحالية للحكومة الامريكية كما قال نائب مستشار الامن الوطني توني بلنكن لقناة سي إن إن في الاسبوع الماضي.
لقد ذكر السيد هارمر بأن القاعدة فقدت حوالي 90 % من قوتها في العراق قبل انسحاب القوات الامريكية من العراق في عام 2011، و لكن امريكا لم تتمكن من تدمير القواعد الايديولوجية للقاعدة لكي تضمن للحكومة العراقية آنذاك برئاسة المالكي لكي تشكل حكومة جامعة و شاملة لجميع اطياف الشعب العراقي و خاصةً طائفة السنة. وعلى الرغم، من ان النصر على القاعدة في العراق قد تمّ تحقيقه و لو بصعوبة، و لكن بإستخدام قدر كبير من القوة العسكرية تضمنت استخدام الالاف من الجنود المحاربين ، و فرق متعددة من رجال الكوماندوز القادرين على صيد و قتل المتمردين، و الغارات الجوية و الجهود الاستخبارية المتطورة من قبل الاستخبارات الامريكية وو كالة الامن الوطني على ارض الواقع في العراق، فكيف الان، و الامريكان و حلفاؤهم لا ينوون القيام بمعظم ما ذكرناه و مع هذا يأملون في تدمير الدولة الاسلامية.
من جهة، لا يبدو الرئيس اوباما متوهماً: لانه قال في خطابه في قمة الناتو في ويلز، أي قتال ضد الدولة الاسلامية يتطلب اعداد كبيرة من القوات المحاربة البرية من الجيش العراقي، البيشمركة الكوردية، وميليشيات العشائر السنية القوية في العراق. " نحن سندعم الجيش العراقي من الجو و لكننا سنجتاج الى قوات برية قوية، و سنحتاج الى العشائر السنية في العديد من مناطقهم لكي يعرف السنة و يعترفوا ان مستقبلهم ليس مع هذا النوع من التطرف و الاصولية التي تمثلها داعش و لكي يبدأوا في قتالها. كما صرّح الناطق الرسمي باسم البيت الابيض، جوش ايرنست، في النهاية، علينا ان نصل الى وضع لا تكون فيه الولايات المتحدة الامريكية، مسوؤلة لوحدها فقط للتعامل مع الاخطار المستجدة... نحن نريد ان نعمل جنباً الى جنب مع شركائنا حول العالم و خاصةً الشركاء الذين يمتلكون خبرة افضل حول السياسات المحلية في مناطقهم، و حول الواقع و التضاريس المحلية و القدرة على منع تطور الاوضاع فيها الى ما هو أسوا و أخطر.
و عن حجم المشاركة لكل دولة في الحملة، صرّح الناطق باسم البنتاغون الكولونيل ستيف وارين للمراسلين، بان كل دولة تستطيع ان تقدم ما تقدر عليه، لأننا نقبل دعم التحالف بأي شكل كان.
و لكن و لحد الان لم تترجم هذه النوايا الطيبة و الضرورية لقتال الدولة الاسلامية على ارض الواقع.

المقال باللغة الانكليزية: شين هاريس- كبير كتّاب موقع (السياسة الخارجية) الامريكي



#عبدالله_جاسم_ريكاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزوة داعش على كوردستان، لا تخلوا من فوائد ايضاَ!
- التهديد الاسلامي للأمن الأوروبي (الجزء الثاني)
- التهديد الاسلامي للأمن الأوروبي (الجزء الاول)
- لاب توب يوم القيامة- داعش و أسلحة الدمار الشامل
- حزب العمال الكوردستاني، القوة الصاعدة في الشرق الاوسط
- تركيا و موقفها الملتبس من داعش، إلى متى؟
- دولة الخليفة إبراهيم البغدادي و العزيمة المتوحشة
- الروابط التاريخية المدهشة بين الكورد و إسرائيل (الجزء الثاني ...
- الروابط التاريخية المدهشة بين الكورد و اسرائيل (الجزء الاول)


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله جاسم ريكاني - مهمة أوباما المستحيلة