أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - ليالي المنسية(رواية)الجزء الحادي عشر















المزيد.....

ليالي المنسية(رواية)الجزء الحادي عشر


تحسين كرمياني

الحوار المتمدن-العدد: 4572 - 2014 / 9 / 12 - 00:38
المحور: الادب والفن
    


(15)

ظلّت(جيهان)شاغلة بالي،وجدت فرصة أعاتبها:
((حرمتيني النوم))
((وددت أن ألتمس صدقك))
كانت واقفة قرب النافذة،من وراء الطاولة أنظر إلى سيقانها،بيديها تمسك قضبان النافذة،شعرها يتهدل على كتفيها،وددت أن أنهض وأحتضنها.
((لدينا فرصة جيدة))
((أمسح هذه الفكرة من بالك))
((فكرة زرعتيها في واحة فكري،لا أتجرأ المساس بقدسيتها))
((دع فكرك يسرح في مستنقع فواكهك الليلية))
((ماذا تعنين؟))
((وصلت الفكرة))
((أفكارك تنبع من فلسفة نادرة))
((كنت أزمع أنك طاهر القلب))
((ربما هناك التباس في الأمر))
((كل دخان ينجلي طالما الرياح زائرة دائمة المرور))
((ست جيهان..لنتصارح))
((تصارحنا))
((لكنك خالفتي ما اتفقنا عليه))
((ثمة أمور بدأت تكسونا بغشاوة))
وجدت الكلام لن يجدي،قمت ودنوت منها،لم تتحرك،تشجعت ومررت يدي لتسقط على كتفها،شعرت برجفة سرت في أوصالها،وندت منها جهشة،راحت تبكي،تأزم بي الموقف،ربت على ظهرها:
((ما الذي يضيق صدرك؟))
((أنت!))
((ست جيهان..ثقي حبي لكِ بلا حدود))
أنزلت يديها وألتفتت،في عينيها وجدت قارة دموع،برعشة يد مسحت دموعها،فتحت ذراعيها واحتضنتني، ومضت تمطر وجهي بسيل قبلات:
((أحبك أستاذ ـ حبيب))
((وأنا أيضاً!))
فكت عناقي،تراجعت إلى الخلف وجلست على الأريكة،دنوت منها،وقبل أن أجلس،أشارت بيديها،كانت الست(خولة)واقفة في الباب،صاحت:
((أخيراً وجدت نصفك الضائع أستاذنا العزيز))
قالت(جيهان):
((ست خولة..أنا وأستاذ ـ حبيب ـ قررنا الزواج))
أجابت وهي تضحك:
((ومن قال أنني سأوافق))
قلت:
((حقاً لا يجوز ذلك من غير مشورتك))
قالت:
((حسناً سأوافق شريطة أن تتعانقان أمامي))
قلت:
((هذا شرط جهنمي))
أجابت:
((ما لم تفعلا سوف أفضحكما))
قالت(جيهان):
((إذا كان هذا الأمر يروق لك،حسناً ما أسهل هذا))
قامت وتوجهت نحوي وعانقتني وأنا غارق في عرقي،قبلتني،وضعت(خولة)كفها على فمها وزغردت.
تخلصت من عناق(جيهان)ودنوت من(خولة)سحبتها من يدها إلى الأريكة،دفعتها.
صاحت(جيهان):
((آه لو كنت رجلاً))
قالت(خولة)):
((وماذا كنت تفعلين يا حبيبة؟))
((لمزقت غشاء برمودتك العفنة))
أطلقت ضحكة..قالت:
((أستاذ ـ حبيب ـ سأضيف شرطاً قاسياً عليكما))
((دعينا من ثرثرتك،ماذا أعددت لنا؟))
((ما لم ترينِ دماء برمودتها هذه اللحظة سأفعل ما عزمت عليه))
قالت(جيهان):
(أستاذ ـ حبيب ـ سأخرج كي تحشره في فمها))
قالت(خولة):
((موافق ولكن بشرط أن تكوني مراقبة لنا))
صحت:
((كفاكما هزل))
قالت(خولة):
((ومتى الزفاف حضرات العاشقين))
أجابت(جيهان):
((سنرتب الأمر وترقصين لنا))
قالت(خولة):
((أعدكما أنني سأرقص عارية لو تزاوجتما هذه اللحظة أمامي))
صمت.
نهضت(خولة).قالت:
((سأطبخ لكما هذه الظهيرة برغل على بصل فقط))
قلت:
((ما يحلو لك لا رأي مخالف له))
خرجت،تنفست(جيهان)..قالت:
((ملعونة))
((دعيها أنها تمزح))
((مزاحها ثقيل))
((الغربة غيرتنا،يجب أن نتحمل كل المتاعب))
((أستاذ ـ حبيب ـ ليلة أمس شممت رائحة أمور غريبة))
((آه..ليلة أمس،كنت بصحة متردية))
((وما بال البقرة؟كانت مسرورة وهي تتشاور مع ـ خولة ـ ))
((من طبيعة المرء أن يشعر بسعادة مفاجئة ما بين فترة وأخرى))
((وما بال ـ خولة ـ كانت تأتيك كثيراً))
صمت.
في تلك اللحظة دق الجرس،فتهيئنا لـ فرصة صاخبة.



(16)

جاءني مختار القرية،جلس قبالتي،رجل نحيف،يتدثر رغم إعتدال الجو بعباءة صوفيه،على رأسه عقال يضبط(شماغ)يخفي رأسه،كانت أصوات التلاميذ تتداخل في الصفوف،ضغطت الجرس،أتت(أم عليوي) ..قلت لها:
((شاي لعمّي المختار))
خرجت وعادت بقدحين..قلت له:
((أصبحنا مثلكم منقطعون عن العالم،لولا جهاز المذياع لما عرفنا هل العالم ما زال يعيش ويتخاصم))
((أستاذ ـ حبيب ـ أجدادنا كانوا هنا،ليس بوسعنا العيش خارج هذه الجبال والسهول،وضع الله رزقنا هنا،هنا نقبر موتانا وهنا يجب أن نعيش))
((رغم بعدكم عن المدن لكنكم تتمتعون بحياة خالية من أمراض العصر،حياتكم فيها طعم الحياة))
((لدينا وسائل راحة،تعوضنا كل شيء،ما زلنا ننتظر وصول الكهرباء كي تغدو منطقتنا نعيم))
(الدولة تعهدت أن تنير كل بيوت البلاد،لكن تعرف هناك مخاطر بدأت تحيق بنا،هناك دوّل لا تعيش من غير تحرشات وحروب،الأستعمار دائماً يبحث عن الفرائس كي يمتص نعيمها،ها هم أشعلوا نار الحرب بيننا كي يحققوا غاياتهم الشيطانية من وراءها))
((نشم رائحة الخير في هذه الحكومة،ما نريده هو عدم إستمرار هذه الحرب))
((قل لي كيف ترون أطفالكم،ألم يغيروا طبائعهم؟))
((دائماً نطلب في صلواتنا التوفيق لكم،الحكومة أتت لنا بهذه المدرسة لتعلم أطفالنا أشياء جديدة ومفيدة،أطفالنا بدأوا يتغيرون،قبل بناء المدرسة كانوا يلعبون بالتراب وعليه ينامون))
((سمعنا عبر الراديو أن الحكومة تزمع بتعليم الكبار القراءة والكتابة،هناك فرصة لكم كي تخرجوا من الجهل،ستتعلمون القراءة والكتابة،الحكومة أعلنت أستمرار ثورتها التعليمية على وباء الأميّة))
((والله هذا حلم كبير،لا أكتمك السر،نسوتنا لديهن رغبة للجلوس مع أبناءهن هنا في الصفوف ليتعلمن مثلما يتعلمون))
((لا مانع لدي أن كنّ يرغبن في ذلك،لدينا الوقت الكافي لتعليمهن))
(حسناً هذا الخبر يفرحهن،ولكن قد يهملن أعمالهن المنزلية))
((كنت أرغب بجمع الرجال والنساء من أجل التناقش في أمور تهم الجميع،ضمن فقراتنا التربوية مجالس أولياء الأمور،يتم مناقشة أوضاع أبناءهم،وشرح تطورات الحرب ونتائجها على المجتمع))
((لنؤجل هذا التجمع لما بعد زواج أبني ـ هاشم ـ بعد أسبوع))
((أبارككم مقدماً باسمي وباسم أخواتي المعلمات))
((أنتم مدعوون للغداء معنا،مشاركتنا الاحتفال تكريم لنا،ستنيرون بيتنا بوجودكم أستاذ ـ حبيب ـ))
((هذا كرم لا ننساه))
قام،صافحني بحرارة وخرج.
دق الجرس،دخلن المعلمات..صاحت خولة:
((أشم رائحة فرح))
قلت لهن:
((المختار لديه حفلة زواج أبنه بعد أسبوع،دعانا للغداء))
صاحت ست(خولة):
((آه..لكم أشتهي الرقص،أكاد أن أنساه))
قلت:
((رقصك لا يشبه رقصات نساءهن،رقصك جنون ورقصهن تراث))
قالت:
((سأعلمهن رقصاتي الغربية في جلسة واحدة،سأجعلهن يلعن تراثهن الرث))
قالت ست(أميرة):
((يا لها من فرصة كبيرة للترويح عن النفس،مللنا هذا الروتين))
أجابت ست(حمدية):
((لدي فكرة تقديم هدية لهم،ماذا تقولون؟))
قلت:
((وماذا نقدم في هذا القمقم؟))
قالت:
((لنجمع مبلغاً من المال ونقدمه لهم))
قالت ست(أيمان):
((لا أعتقد أنهم سيتقبلون المال،يحسبونها أهانه))
قلت:
((لندع هذه الفكرة جانباً،سنكون معهم وهذا يكفي))
صمت.





(17)

(المنسيّة).
قرية متناثرة البيوت،ما يلفت النظر،لكل رجل امرأتين أو ثلاث،عرفت فيما بعد أن إناثهم لذكورهم، يتبادلونهن عند سن مبكر،في كل بيت يوجد أكثر من عشرة صبيان وصبايا،بلغ مجموع التلاميذ والتلميذات اثنان وخمسون.
أمّا فكرة بناء المدرسة وجدتها في سجل بجلد سميك،في دولاب حديدي داخل غرفة المخزن،كان ذلك عن طريق الصدفة،يوم بحثت عن مكان لتفريغ بعض نيران تأججت في داخلي،وجدت فكرة غرفتي تثير الشبهات أثناء الدوام،كانت(خولة)متوقدة مثلي،تحاورنا عن نفسينا،قبل أن تثار رغبتينا..قلت لها:
((ليتنا كنّا في الليل الآن))
((أصبر حتى يأتي الليل))
((الصبر في حضرتك جحيم))
((وما العمل؟))
((عقلك ماكر في التدبير العاطفي))
أطرقت برأسها،كنت أنحت عيني فيها،صدري يفضح قلبي،أنفاسي تخرج صائتة،رفعت رأسها،نثرت غابة شعرها..قالت:
((لدينا مكان شبه آمن))
((هيّا..بت لا أحتمل))
(لنذهب إلى غرفة المخزن))
كانت فكرة جميلة،بحثت عن المفتاح..قالت:
((لا تبحث هنا،المفتاح عند البقرة))
((ولم عندها المفتاح؟))
((تضع فيها أشيائها الخاصة))
((حسناً..سأسحب المفتاح منها وتعالي خلفي))
((لا..أنت أبق هنا..أنا سأذهب إليها))
خرجت،رحت أنظر إليها من الباب،كانت تموع في مشيتها،وكنت أحترق،رأيتها تحاورها،بحثت في جيوبها،أخرجت سلسلة مفاتيح،تناولت(خولة)كميّة من المفاتيح وتوجهت إلى غرفة المخزن،بعد عدة محاولات وتجريب المزيد من المفاتيح،تمكنت من فتح الباب،وقفت دقائق قبل أن تدخل،مشيت كلص إليها،كانت أنفاسي تتطاير ناثرة رائحة شهوتي،دخلت وجدتها أمام دولاب حديدي تعلوه الغبار،رائحة خانقة لفئران فاطسة معجونة بغبار خانق وأشراك عناكب تتدلى من السقف،متعاشقة مع المهملات المتكدسة، وقفت قربها..قالت:
((أخشى أن يشعرن بنا))
((لا تخافي..أنهن في غرف الدروس))
((أهذا مكان يصلح لفعل الإثم))
((في الخرائب تأتي الرغبة ثورية))
((ليتك تصبر حتى الليل))
((لذة الرغبة تكمن ساعة هياجها))
((هذا بالنسبة لكم))
كانت(خولة)متحمسة أكثر منّي،راحت تغيب شفتيها بين طيّات شفتي،تمص رضابي،وجدت نفسي أحتضنها،كانت تتأوه،قبل أن تستسلم،لم أكن أمتلك زمام عقلي،أو أرادتي،فقدت كل شيء،ورحت أحتضنها وأرخيها،حتى سال بحر عواطفي وغرقت في عرقي..قالت:
((دائماً تضيع علي المتعة))
((لا أستطيع أن أمتلك زمام الأمور في حضرتك))
((هذه آخر مرة أستجيب لغرائزك العابرة))
((يمكننا أن نعوض الخسارة ليلاً))
خرجت.
بقيت ألملم نفسي،أحاول أن أميت العاصفة التي اجتاحت قلبي،وجدت سروالي مبللاً،يا لمصيبتي،في تلك اللحظة دق الجرس،كانت دقاته تنسجم مع دقات قلبي،خرج التلاميذ من صفوفهم حاملين صخبهم،بقيت أبحث عن وسيلة تنقذني من ورطتي،دق الجرس ثانية،متعرقاً كنت،مختنقاً،انتبهت لظل يسد علي الباب،استدرت بلا مبالاة،وجدت(خولة)واقفة في الباب..قالت ضاحكة:
((أستاذ ـ حبيب ـ أنت تسبح في بحر العرق))
مضت دون أن تزيد كلمة،أو تنتظر مني ما يجود به لساني من كلمات مناسبة،فرغت الساحة من الصخب،جاءت(أم عليوي)..قالت:
((أستاذ هل تطلب مساعدة؟))
((كلا..أنا أبحث عن بعض الأوراق المهمة))
((أنت تسبح في عرقك أستاذ))
((حسناً انتهيت))
((أستاذ هذا المكان أمين))
رمقتها بنظرة،ظلت تحدق بوجهي وهي تبتسم.
((ماذا قلتِ؟))
((يمكنك أن تفعل إذا كنت ترغب))
((أخرجِ؟))
((أستاذ حبيب..أنت لا ترحمني ولا ترحم نفسك))
((ماذا تريدين؟))
((لكم فرحت معي تلك الليلة))
((كانت مصادفة))
((لنعتبرها مصادفة أخرى أيضاً))
وجدتها متحمسة،كنت أسبح في عرقي،كانت تتلفت..قالت:
((ذهبن لتناول الغداء))
((سأتغدى فيما بعد))
((أستاذ حبيب،لا واحدة تنفعك غيري))
((وما نفعك؟))
((أنت تفعل معهن كما تفعل مع الحجر))
((لكنك عجوز))
((أحشائي نارية))
وجدتها تدخل،تلاعبت نفسي،شيء ما يلجمني،صارت قربي..توسلت:
((أستاذ أنت سكبت عصيرك خارج الحياة،دعه يمشي في مصاريني))
((لكنه نائم))
((تراخت أمامي،فتحت بنطالي وأنا شبه معتوه،كأنني ملجوم بشيء مجهول،أخرجته وراحت تمهطه،وجدت النار تستفيق،وحين جهز الأمر،استدارت وأخرجت ردفيها،بركت كما يبرك البعير أو ككلبة خضعت لسلطة كلب،توسلت،كما لو كانت تصرخ بصمت:
((أرجوك أرغبها وقوفاً))
في لحظة من لحظات الغيبوبة،ولجتها،كل شيء تم بلهاث وخوف وذوبان في مستنقع العرق والرذيلة،قامت وقبلتني،بدأت أشعر بقيء وتقلب أحشاء،دفعتها،هرولت خارجة،لم أحتمل لعابي،تقيأت وسط الغبار وفوق أكداس سجلات ودفاتر عتيقة.
تناولت سجلاً جلدياً مغبراً،خرجت متوجهاً إلى غرفتي،استبدلت بنطلوني،توجهت نحو الحمّام،أزلت عرقي وعدت إلى غرفة الإدارة،كن المعلمات خالدات للصمت.
لم أجد واحدة منهن ترغب بالكلام..قلت:
((يبدو أنكن متعبات))
كانت العيون ترمقني،لم يحصل أن صمتن لبضع دقائق من قبل..قلت لتمزيق سربال الصمت:
((الفاتحة!))
تكلمت(خولة)):
((على روح البقرة!))
ثمة أمر خطير يلوح،شعرت بأوصالي ترتجف،كلام ملغوز حررته(خولة)،لكن بشيطنتها،أعادت لي الرشد..قالت:
((ألم أقل لك،تلك البقرة تعرف أسرار المدرسة))
((يمكننا أن نجد أية معلومات بقليل من الجهد))
((المهم أنت سعيد الآن))
((ليس قبل أن أجدكن سعيدات))
((تركنا السعادة اليوم))
((ما خطبكن؟))
((المعقدة عملت لنا حفلة أخلاقية))
((وما الذي حصل هذه المرة؟))
((أتهمتنا بمحضيات لك))
((سيكون لي كلام معها))
((دعها..أنها معتكفة في غرفة البقرة))
صمت.
فتحت السجل،كي أهرب من نظراتهن،خالجني شعور أنني افتضحت..بدأت أقرأ:
[تم تشيد مدرسة(أم الكرامة المختلطة)..بتاريخ/الأول من كانون الثاني/من/العام 1978..في قريّة(المنسيّة)،بناء لتوجهات الحزب القائد لإشاعة العلم في كل شبر من أرض الوطن]
في البدء،كان يديرها أستاذ(ح.ج.م)كأوّل مدير لها،مع ثلاثة معلمين،بعد مرور سنتين تم تعين المعلمة(ه.إ.ع.ق)،تلك المعلمة وجدت صعوبة كبيرة للتآلف مع ثلاثة رجال غرباء،قبل أن يبادر المدير(ح.ج.م)بمفاتحتها في مشروع الزواج،تزوجا وبقيا هناك،قبل أن ينتقلا بعد مرور خمس سنوات في التعليم الريفي،جيء بمدير جديد(ع.ك.ز)لم يفكر في يوم ما بمغادرتها،كونه كان بلا رجولة،كما سمعت من الفرّاشة بعض التفاصيل البسيطة،قرر أن يموت فيها،قبل أن يفكر بمغادرة البلاد بحثاً عن علاج لحالته،وقبل وصولي كمدير لها،كان هناك مدير خجول،أسمه(ح.ح.إ)،أسمعنني المعلمات الكثير من المقالب التي كانت الست(خولة)مدبرتها،كان يموت خجلاً،دون أن تثار مشاعره،أو يتخذ قراراته التعليمية لوقف حرشاتهن،كان يعتبرهن بناته،حرر لهن حبل المودة والعبث،فتطاولن عليه،لم يحصل أن أتصل بواحدة منهن،رغم وجود رغبات أبحن بها المعلمات من قبل زميلاتهن،كان يهرب منهن،وفي الليل كان يغلق باب غرفته حين ينام،شتاء وصيف،خوفاً من غزاوتهن العاطفية الجارفة،عملت له الست(خولة)طبخات من الألاعيب والمقالب.
من بينها ليلة كان يستحم،كان غالقاً الباب على نفسه،خشية أن تداهمه(خولة)،كان ناسياً ملابسه ومنشفته خارج غرفة الحمّام،فكانت غلطة ألفية بالنسبة له،بقى داخل الحمّام حتى الصبح،لم يستطع الخروج،قبل أن تتنازل(خولة)عن مواصلة لعبتها معه،وتعيد له أسماله.
من بين المقالب التي سمعتها،ذات ليلة دخلت عليه(خولة)عارية وكان يتناول عشاؤه،دائماً كان يغلق بابه،لكنه كان أحياناً ينسى ذلك،تجمدت أوصاله،حاول أن يغطي وجهه،لم تنفعه محاولاته،وجد نفسه بين إناث تكالبن عليه،ظلّ يتوسل وظلّت(خولة)تصر على طلبها أن يتعرى معها ويرقصان،طال بهم الوقت وشبعوا ضحكاً،قبل أن تنسحب(خولة)من الساحة ويعود لعشائه،لكنه لم يجد بقية رغبة عنده لتناوله.



#تحسين_كرمياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليالي المنسية/رواية/الجزء العاشر/
- ليالي المنسية/رواية/الجزء التاسع/
- ليالي المنسية/رواية/الجزء الثامن/منعتها الرقابة الأردنية/
- ليالي المنسية/رواية/القسم السابع/
- ليالي المنسية/رواية/القسم السادس/
- ليالي المنسيةمرواية/القسم الخامس/
- ليالي المنسية/رواية/القسم الرابع/
- ليالي المنسية/رواية/القسم الثالث/
- ليالي المنسية/رواية/القسم الأوّل/(منعت في الأردن من قبل الرق ...
- ليالي المنسية/ القسم اثاني
- أولاد اليهودية(رواية)10
- أولاد اليهودية(رواية)9
- أولاد اليهودية(رواية)8
- أولاد اليهودية(رواية)7
- أولاد اليهودية(رواية)6
- أولاد اليهودية(رواية)4
- أولاد اليهودية(رواية)3
- أولاد اليهودية(رواية)2 /حازت على المرتبة الثانية/في مؤسسة ال ...
- أولاد اليهودية(رواية)1
- قضية فرحان/قصة قصيرة/


المزيد.....




- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - ليالي المنسية(رواية)الجزء الحادي عشر