أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مهتدي رضا الموسوي - سوق هرج من الثقافات الفرعية















المزيد.....


سوق هرج من الثقافات الفرعية


مهتدي رضا الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 4570 - 2014 / 9 / 10 - 20:40
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لم يحظ مفهوم بهذا القدر من السجال والاهتمام كمفهوم الثقافة، فقد كان وما زال قضية خلافية في العلوم الإنسانية، خاصة في علم الاجتماع الثقافي، والأناسة (الأنثروبولوجيا الثقافية) وانعكس ذلك الخلاف والاختلاف على جملة المفاهيم والموضوعات الخاصة في العلوم الاجتماعية. وعليه فقد قدمت مجموعة من المقاربات والتعريفات الإجرائية التصنيفية والوصفية لتلك المفاهيم والإشكاليات للخروج من مرحلة تقعيد المصطلحات وتحديد معانيها بوصف ذلك شرطاً أولياً لتحليل الظاهرات الثقافية وتقويمها. ومن هذه الظاهرات مفهوم الثقافية الفرعية .
أن الثقافة الفرعية في علم الاجتماع والانثروبولوجيا مفهوم نسبي ومتحرك، قابل للزيادة والنقصان، تشير إلى مجموعة من الناس أو شريحة اجتماعية معينة تختلف في وجهة معينة عن ثقافة أكبر هي جزء منها, وقد يكون الاختلاف متعلق بنمط الحياة أو المعتقدات أو التخصص في أحد مجالات المعرفة أو طريقة رؤية العالم. فالثقافة الفرعية يمكن أن تجمع بين مجموعات من الناس ذات خصائص مماثلة، مثل العمر والعرق والطبقة الاجتماعية أو الدين أو المعتقدات السياسية. فكل ثقافة فرعية معينة تعكس المعارف والممارسات أو التفضيلات الجمالية أو الدينية، أو السياسية أو الجنسية أو غير ذلك، وتعرف في بعض الأحيان بطبقة اجتماعية أو أقلية لغوية أو عرقية أو سياسية أو دينية أو منظمة اجتماعية. إن التعريف الوارد للفرعية في كثير من الأحيان هو معارضة لقيم الثقافة الأكبر.
نستنتج من ذلك ان الثقافة الفرعية تدخل في كل مفاصل الحياة الاجتماعية وان المجال الاقتصادي هو جزء من الكل الاجتماعي، لذلك هو الآخر يكون فيه ثقافة فرعية في مجاله ويحدث عن طريق وجود جماعة معينة تقوم ببيع وشراء وعرض وطلب منتجاتها مختلفة عن الكل الاقتصادي العام ويكون جزء منه.
فبذلك يعتبر سوق هرج احد الثقافات الفرعية الذي يختلف عن ثقافة النمط الاقتصادي العام في السوق من خلال العرض والطلب والبيع والشراء الذي يتداول فيه. فهو احد الاسواق المشهورة في المدينة كما يوجد في كل المدن العراقية يختص في بيع الأدوات المستعملة والأغراض القديمة جداً والتي تكون ذات قيمة تاريخية أثرية، وقد تجد هناك فيه كل نادر وغريب وما لا تجده في غيره من الأسواق وفيهِ الكثير من التحف الفنية الراقية وترتاده غالباً من المناطق الشعبية لإنخفاض أسعار بضائعه ويختص هذا السوق بافتتاح خاص يوم الجمعة حيث يكثر فيه الباعة والمتسوقون فيكون فيه بيع وشراء بعض السلع الستهلاكية كما يكون سوق للفقراء بسبب انخفاض أسعار بضاعته.
أن كلمة هرج من اللهجات الشعبية المتداولة في الاوساط الاجتماعية وأن معنى الكلمة تدل على الفوضى وعدم النظام (اللامعيارية). لذلك كانت تسمية سوق هرج نسبتاً لذلك المعنى لأن السوق يعتبر من الأسواق غير النظامية. فضلاً عن ذلك أن من الحكايات الشعبية المتداولة في المجتمع. يحكوا بأن يأتي زمن يكون فيه الناس (هرجاً ومرجاً) بمعنى تكون حالة المجتمع في حالة فوضى وقتل وفتن. والهَرجُ هو: الكثرةُ في الشيءِ: الفتنَةُ والاختلاط: شدَّةُ القتل وكثرتُه. أما المَرَجُ هو: الفسادُ. الفتنةُ المشكلة. وتقول العَرَبُ: بينهم هَرْجٌ ومَرْجٌ (فتسكن المَرْجَ مع الهَرْجِ مُزاوجةً) اختلاطٌ وفتنةٌ وتهويشٌ واضطراب. والمَرَجُ الإبلُ ترعى بلا راع. لا يُثنَّى ولا يجمع. لذلك ينسب المجتمع العراقي حالة الوضع الحالي هي حالة الهرج والمرج التي تحدث عنها ابائهم واجدادهم.
يقدم روبرت ميرتون الذي يعتبر من الروافد الهامة في فهم وتحليل السلوك للثقافات الفرعية في ضوء علاقته بالبناء والثقافة. مقالة عن البناء الاجتماعي والأغتراب من أكثر الكتابات التي يتم الاقتباس منها في علم الاجتماع المعاصر. وان السلوك اللامعياري يعتبر من اهم تصنيفات ميرتون في تراث علم الاجتماع وذلك لتأكيده على دور الدوافع في السلوك (يكون الدافع هو الهدف، والسلوك هو والوسائل لتحقيق تلك الاهداف) فأذا لم يقدم الواقع وسائل متاحة لتحقيق اهداف الافراد فيتجهوا الى وسائل غير شرعية لتحقيقها. لذلك تعتبر نظرية ميرتون هي الوحيدة حتى الآن يمكن أن تجمع بين أنواع كثيرة من الجرائم التي تبدو غير متصلة مثل السرقة والإدمان وتكوين خلايا سرية مناهضة للمجتمع. ومن هنا جاءت أفكار مثل الثقافات الفرعية والثقافات الفرعية الجانحة والثقافة الفرعية المضادة.
ففي عام 2003 زمن الاحتلال الامريكي على العراق, أصبح غياب القانون عن المجتمع من الوسائل غير الشرعية لتحقيق اهداف الأفراد، فكان له الدور في انتشار الفوضى والحالات البشعة والسرقات (الفرهود) فصار سوق هرج من الاسواق الخطرة من جهة, وتصريف البضاعة الاستهلاكية بسرعة فائقة من جهةٌ أخرى. فأصبح هنالك اشخاص يبيعون الاشياء المفرهدة من دوائر الدولة والاماكن العامة كما اصبح بيع الاسلحة والعتاد والمتفجرات (الرمانة) والادوات الجارحة بأسعار منخفضه وبدون رخصة وبيع المشروبات الكحولية, وكثرت فيه المشاجرات بالأيدي وبالأسلحة وبالأدوات الجارحة وغيرها فأصبح السوق لمدة طويلة في حالة ما لا يحمد عقباه. لذلك يعتبر هذا السوق من الثقافات الفرعية في المدن. حيث تكثر فيه الحالات الشاذة مثل بيع السرقات التي تسرق من البيوت او المحال كما تكثر فيه حالات سرقة الاموال من المواطنين.
تاريخ إنشاءهُ
يرجع تأريخ بناء هذا السوق إلى عهد الدولة العثمانية حيث شق الوالي العثماني ناظم باشا شارعاً سمي بأسم شارع (خليل باشا جاده سي) على أسم خليل باشا حاكم بغداد عام 1910م، في مدينة بغداد. ثم سمي بأسم شارع الرشيد، وسمي السوق بأسم سوق الميدان وهي التسمية العربية القديمة لهُ ، وأقدم من التسمية التركية (سوق هرج) ، والتي تعني الفوضى وعدم النظام. وهناك سوق شبيه بسوق هرج في بغداد اسمه سوق مريدي (وسمي بسوق مريدي نسبة إلى صاحب اول دكاكين بنيت في هذا السوق يسمى مريدي. واشتهر هذا السوق بتزوير جوازات السفر والتصديق على شهادات اكاديمية تبدأ بالثانوية وتنتهي بالدكتوراه وفي كافة الاختصاصات، وبالطبع لكل وثيقة سعرها وحسب أهميتها). وبعدها انتشر سوق هرج الى المدن العراقية الاخرى.
ولقد غنت المغنية المعروفة أم كلثوم فيهِ عام 1935م، عندما قدمت إلى بغداد، ويحتوي السوق على أزقة فيها دور للمطابع الغربية وبيوت للخشب في محلة الحيدر خانة، ومع امتداد سوق السراي، وتبدأ معالم السوق من جامع الحيدر خانة في شارع الرشيد من جهتهِ الشمالية حيث المقاهي البغدادية التاريخية القديمة وسوق السراي المتخصص في بيع الكتب، لغاية مطابع الصحف والجرائد العراقية القديمة كصحيفة الأحرار والبلاد وحبزبوز والزمان وغيرها.



#مهتدي_رضا_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سبايكر من جريمة جنائية إلى قضية سياسية
- أنت والمصير
- رؤية حول تشكيل الحكومة العراقية الجديدة
- البغاء السري
- فرق القتال بين داعش والعراق
- الديمقراطيّة والتغيير السياسي
- أبناء المثقفين: كيف ينشئوّن ؟
- مخادعات حب
- الجهل المركب في الثقافة الاجتماعية


المزيد.....




- الولايات المتحدة تتجنب إغلاقاً حكومياً كان وشيكاً
- مقتل نحو 30 شخصا بحادث -مروع- بين حافلة ركاب وشاحنة في البرا ...
- السفارة الروسية في البرتغال: السفارة البرتغالية في كييف تضرر ...
- النرويج تشدد الإجراءات الأمنية بعد هجوم ماغديبورغ
- مصر.. السيسي يكشف حجم الأموال التي تحتاج الدولة في السنة إلى ...
- رئيس الوزراء الإسباني يجدد دعوته للاعتراف بدولة فلسطين
- -كتائب القسام- تنشر فيديو يجمع هنية والسنوار والعاروري
- السلطات في شرق ليبيا تدعو لإخلاء المنازل القريبة من مجاري ال ...
- علامة غير عادية لأمراض القلب والأوعية الدموية
- دراسة جديدة تظهر قدرة الحليب الخام على نقل فيروسات الإنفلونز ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مهتدي رضا الموسوي - سوق هرج من الثقافات الفرعية