أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - التنكيل الثقافي:














المزيد.....

التنكيل الثقافي:


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4570 - 2014 / 9 / 10 - 17:02
المحور: الادب والفن
    


التنكيل الثقافي:

"هل هناك تنكيل ثقافي؟"، هكذا يمكن تناول قضية ثقافية خطيرة، وحساسة، باتت تأخذ أبعاداً كثيرة، لاسيما بعد فجاءات مابعد الحداثة، ضمن سلسلة تجليات"ثورة الاتصالات"،ليكون التساؤل مدخلاً، لمقاربة، تشريح مايجري، تحت يافطة الثقافة، دون أن تكون لها علاقة بها، لأن من صفات الثقافة أنها عصارة المعرفة، والوعي، الإنسانيين، وهوما يجعلها-على طرفي نقيض-عما هوخارج هذا التوصيف، وإن كان هناك من يرى أن لكل حالة ثقافتها، بمعنى أن لكل المتناقضات، بين حدي الإيجاب والسلب، ثقافاتها، الأمرالذي لايستقيم وروح الثقافة، وجوهرها. ومَثل من يلجأ إلى أي توصيف لهذا النقاء، والسمو، الآدمي، بما هومخالف له، كمثل ن يجمع بين"الأصالة والزيف" أو" الكذب والصدق" أو"القبح والجمال" أو"الوفاء والخيانة" أو"القاتل والقتيل" إلى ماهنالك من ثنائيات على طرفي مثل هذه المتوالية الناشزة.
لقددأبت أوعية النشر التقليدية، منذ بدايات تأسيسها، وحتى الآن، على الالتزام بمنظومة أخلاقية لم تحد عنها البتة، حيث كانت هناك معاييرأخلاقية، مقابل المعاييرالثقافية، ماجعل الكاتب لايكتسب الثقة بنفسه، إلا بعد أن ينشرفي ثلاث مجلات، أوجرائد، عريقة" و ذلك عندما كان يديرهذه الأوعية الثقافية والإعلامية، من هم أعلام بارزون وذووقامات عالية"، قبل أن يتم نسف هذا الالتزام، في زمن النشرالإلكتروني، الذي حقق إيجابياته الهائلة، على صعيد دائرة الانتشار، وحرية النشر، بيد أن ذلك بات يتوازى مع حالات انفلات، وخروج على الأخلاقيات التي طالما كانت الوازع، والناظم، بين الأطراف الفاعلة في عملية النشر، كمنبر، وككاتب، وكمتلق، أيضاً.
ثمة سجالات، وحوارات، بل ومواجهات، جد ساخنة تمت بين عددمن المفكرين والنقاد والكتاب، على مرتلك المساحة الزمنية الشاسعة، وصارت ركناً من الإرث الثقافي، والذاكرة الثقافية، وكانت تتمحور، رغم بعض حالات الشراسة التي تعتوربعضها، ضمن الحدود المسموح بها، إلى درجة التصادم، والتلاغي، بيدأن هناك ما كان يعد"الخط الأحمر" الذي لايسمح بتجاوزه، في مايتعلق بخصوصية الناس، التي يجب أن تظل في حرزمن الانزلاق للتنطع لتناولها، فمابالناب"التقول" على الناس، لاسيما النخب الثقافية، والفنية، والإبداعية، والأسماء البارزة في الميدان الإبداعي والثقافي، لمجرد الاختلاف معها، أونتيجة الإحساس بعقدة الهزيمة أمام رسوخها، إلى ماهنالك من دواع يمكن أن تصنف ضمن معجم خاص في هذا المجال.
ويبلغ الأمرببعضهم، وهم ممن يتجردون من النواميس الضابطة، أن يستغلوا حرية النشرالإلكتروني، مايحدوبهم أن يستخدموا ماكان يصنف إلى وقت قريب، ضمن"الأسلحة المحرمة" في حقول الثقافة، بل والإعلام، أيضاً، وهوما يجهز على الحواربين الآراء، ولوالأكثرتناقضاً، إذباتت هناك مخاطركبيرة من توطيد وترسيخ هذه الظاهرة الوبائية التي من شأنها أن تفتك بالواقع الثقافي العام، وأن تجهزعلى منظومة قيمه التي وضع لبناتها، على امتداد تاريخ الوعي الآدمي، وفي هذا هدم لأسمى ما بنته حضارات الشعوب والأمم عبرالتاريخ كله.

يكاد المرء-ورغم أهمية شبكات الاتصال التي أصبحت"الهواء الإلكتروني" الموازي لهوائنا الذي نتنفسه- أن ينفر، إلى غير أوبة، من هذه الوسائل عامة،فاقداً ثقته بها، أمام ما يجده-لحظياً- ومع دوران عقارب ساعة الزمن، من استخدم سيء لها، في ترويج ثقافة هابطة، من شأنها أن تنعكس على أوسع نطاق، فتفتك بالرباط الاجتماعي، بعد أن أوجدت لتعزيزه، وليس أدل على ذلك أكثرمن حالة الثأر، والانتقام، من أصحاب الآراء الحرة،حيث يتم التشهيربهم، على نحوتنكيلي،ناهيك عن خسارة من يتعمق في التواصل عبرهذه الوسائل، بأناس قريبين منه، طالما كانوا من عدادأسرته الروحية حيث لمايحدث أسبابه التي يمكن دراستها بعمق عبر محطات خاصة بها.
إبراهيم اليوسف
[email protected]



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شنكالنامة
- موسم الهجرة إلى* الجهات الخمس..!
- الكائن الإلكتروني
- ثنائية جلد الذات والآخر وإشكال فهم غزو شنكال..
- لصوص ليس في صالحهم نجاح الثورة السورية
- ثورات الكاسيت...!
- شريط الكاسيت...!
- الكتابة ثم الكتابة: إلى جيمس فولي تعال علمنا أكثر...!
- دومينيك في كتابه: الإعلام ليس تواصلاً يقلب المفاهيم ويثيرالأ ...
- أغاني الإيزيديين مدونة ملاحمهم البطولية وتأريخهم وأحلامهم دي ...
- مرثاة رابع أضلاع الشعر
- الشاعروالصحفي الكوردي إبراهيم اليوسف:كل كائن في العالم مطلوب ...
- ما العمل؟
- هل كانت تتنبأ بما يحدث الآن من عنف?: دلباش تتناول دوامة ثنائ ...
- حوارمع إبراهيم اليوسف حول تقاعس القوى الدولية في مواجهة داعش
- وليمة الدم الإيزيدية
- BYERPRESS حوارجريدة- مع إبراهيم اليوسف2-2
- مائدة الدم
- في ذكرى رحيله السادسة: محمود درويش سفيراً أممياًً للثورة
- -كفرة- لاتكفيريون.فقط: يكتب نسخة قرآن معدلة..داعش تنظيم معاد ...


المزيد.....




- عائشة القذافي تخص روسيا بفعالية فنية -تجعل القلوب تنبض بشكل ...
- بوتين يتحدث عن أهمية السينما الهندية
- افتتاح مهرجان الموسيقى الروسية السادس في هنغاريا
- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - التنكيل الثقافي: