أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - حظر الأحاديث السياسية في المدارس المصرية














المزيد.....

حظر الأحاديث السياسية في المدارس المصرية


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 4570 - 2014 / 9 / 10 - 13:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




في 20 سبتمبر الحالي تفتح الجامعات والمدارس المصرية أبوابها لأكثر من عشرين مليون تلميذ ونحو مليوني طالب. شعب بأكمله يتجه لتلقى العلم. عن أية علوم لاعلاقة لها بالعصر الحديث وعن أية طريقة في التعليم يدور الحديث؟ في الوقت الذي لا نرى فيه أية رؤية وطنية أو فكرية تحكم المواد والمناهج والأساليب وتجمع التعليم في ضوء واضح. وبينما يبلغ الانفاق على فوائد وأقساط الديون 173 مليار جنيه، أي 35% من الموازنة، فإن الانفاق على التعليم لا يتجاوز 64 مليار من موازنة عامة تصل لحوالي خمسمئة مليار. نحن إذن في مواجهة غياب منهج وغياب تعليم وضعف إنفاق. أضف إلي هذا التعليمات المشددة التي صدرت مؤخرا بحظر أي أحاديث سياسية داخل المدارس ومساءلة كل من يخالف ذلك سواء من المعلمين أو الإدارات أو التلاميذ. ومجددا أكد وزير التربية محمود أبو النصر في حديث للأهرام أن " السياسة محظورة وممنوعة فى المدارس، ومن يريد أن يمارس السياسة فليكن ذلك خارج أسوارها". ويعود بنا ذلك الحظر إلي عهد الملك فاروق حين أصدرت وزارة محمد محمود باشا بإيعاز من الانجليز القانون رقم 22 لسنة 1929 لحفظ النظام في معاهد التعليم، ومن ضمن ماجاء فيه أنه:" يعاقب بالحبس .. كل من دعا تلاميذ وطلبة المدارس إلي تأليف لجان أو حضور اجتماعات سياسية أو احتجاجات بشأن مسائل أو أمور ذات صبغة سياسية". مع ذلك تحدى الطلاب ذلك الحظر وصولا إلي اللجنة الوطنية للطلبة والعمال عام 1946 التي مهدت الأرض لثورة يوليو. وإذا كان الوزير يسعى لمنع الأحاديث السياسية فلماذا يدعو إلي: " التشديد على الانتماء والولاء فى الحصة الأولى التى تشهد نبذة عن مشروع قناة السويس الجديدة والاهتمام بتحية العلم والنشيد الوطني". أليس ذلك من الشئون السياسية؟. لقد برر البعض صدور قرار الوزير بأنه جاء " لمنع طلاب جماعة الإخون من الترويج لأفكارهم المتشددة". لكن هل يصلح المنع وسيلة للتصدي لنشر الأفكار الإرهابية؟. لقد أثبتت التجربة التاريخية أن الحظر والمنع لا ينفع بشيء، كما أن مواجهة الجذور الفكرية للإرهاب لا تتم بإبعاد الطلاب والتلاميذ عن السياسة بل بإقحامهم في السياسة وغرس رؤى وقيم أخرى بديلة في نفوسهم وعقولهم. مشكلة الوزارة أنه ليس لديها ما تغرسه في العقول ليزهر بدلا من أشواك الكراهية والتطرف. وحينئذ يصبح " الحظر" أسهل الطرق لتغطية العجز. والمعنى الوحيد لحظر الأحاديث السياسية أنه ليس لدي الدولة أية نظرية تعليمية متماسكة تواجه بها الفكر الإخواني الإرهابي. ومن المؤسف أن نقرأ تصريحات للبعض يقول فيها إن "الطاقة التي قد يصرفها الطلاب في الجدل السياسي يمكن تفريغها في الرياضة "! لأن تلك دعوة لبناء حمير ذوى العضلات وليس طلبة يرسمون مستقبل مصر ويحلمون بإزدهارها ورقيها. لم نكن نتوقع – بعد انتفاضتين شعبيتين بمساهمة طلابية – حظر النشاط السياسي على أكثر من عشرين مليون طالب ، لولا انخراطهم في السياسة ما وصل وزير التربية إلي منصبه الحالي! تحتاج السياسة التعليمية إلي رؤية أخرى بعيدة عن "الحل الأمنى" بصفته علاجا لكل مشكلة. تحتاج إلي المزيد من الانفاق على التعليم وتطويره وإفساح المجال الديمقراطي للتفكير والتفاعل، وليس لعزل نحو خمس الشعب المصري عن المشاركة في تقرير مستقبله !
د. أحمد الخميسي
***
أحمد الخميسي. كاتب مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نجيب محفوظ داخل الأدب وخارجه
- محمد ناجي .. الإبداع والألم
- الحقيقة حين تكذب في مهرجان للمسرح
- مستقبل - على الريحة - !
- ضمائر على الضفة الأخرى
- العالم يسمعنا الآن ..
- حماس .. أم فلسطين ؟!
- إفطار رمضاني في معبد
- بالميرو - قصة قصيرة
- أدباء من معسكر القتلة .. على سالم ونصار عبد الله
- وحشة - قصة قصيرة
- التحرش بالنساء في مصر
- مهام صعبة أمام السيسي والمعارضة
- الثقافة والرئاسة في مصر
- البربشة الفكرية للأحزاب السياسية المصرية
- الأخلاقي وغير الأخلاقي في الفن
- تحليل المشاعر بالطريقة الأمريكية !
- أطلع لك القمر .. كل تقدمنا العلمي !
- سماء مفقودة - قصة قصيرة
- النوبة موقفان في السياسة والأدب


المزيد.....




- -ضربته بالعصا ووضعته بصندوق وغطت وجه-.. الداخلية السعودية تع ...
- كيف يعيش النازحون في غزة في ظل درجات الحرارة المرتفعة؟
- فانس: في حال فوزه سيبحث ترامب تسوية الأزمة الأوكرانية مع روس ...
- 3 قتلى بغارة إسرائيلية على بنت جبيل (فيديو)
- -يمكن تناولها ليلا-.. أطعمة مثالية لا تسبب زيادة الوزن
- Honor تكشف عن هاتف متطور قابل للطي (فيديو)
- العلماء يكشفون عن زيادة في طول النهار ويطرحون الأسباب
- لماذا نبدو أكثر جاذبية في المرآة مقارنة بصور كاميرا الهاتف؟ ...
- العراق.. انفجارات وتطاير ألعاب نارية في بغداد (فيديو)
- مصر.. محافظ الدقهلية الجديد يثير جدلا بعد مصادرته أكياس خبز ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - حظر الأحاديث السياسية في المدارس المصرية