|
دعاء - قصة فصيرة -
سامي فؤاد74
الحوار المتمدن-العدد: 4569 - 2014 / 9 / 9 - 18:17
المحور:
الادب والفن
في هذه الليلة لملمت ليلي أشياءها كانت تستعد لصباح جديد برحلة جديدة ، تذكرت رحلتها الأولي عندما نادتها أمها وأدخلتها من الباب القبلي للمنزل وقتها كانت تلعب مع قريناتها بقطع الفخار المكسورة وتصنع العرائس من الطين يومها ملئت امها كوب ماء وغسلت لها وجهها وبللت شعرها وضفرتها سريعاً وأخذت تفرك لها خديها بأصبعها حتي التهبا من الإحمرار ، ألبستها ثوب للنساء بدلاً من ثوب الطفولة التي ترتديه ولم تنسي أن تكور لها قطع القطن في صدرها ، رددت الأم علي مسامعها لقد أصبحتي عروسة وجاءك عريس حليوة لم تكن تدري أعليها أن تفرح أم تغضب فهي لا تدرك شيء سوي أن هذا يعني أنها لن تلعب بعرائس الطين وقطع الفخار المكسورة مثل شقيقتها ، كل هذا يمر امامها وهي تصر باقي أشياءها في قطعة قماش كبيرة ذكرتها بتلك القماشة البيضاء الملوثة بدماءها وصرخاتها التي أختلطت بصوت الزغاريد والأعيرة النارية وهي ملقاة في الغرفة كشاة مذبوحة وبعض النسوة وعريسها الحليوة يلتفوا حولها باسمين ضاحكين لم يلتفت احد لصراخها لم يتأثر أحد لألمها ، صوت فتح الباب وسعاله قطع شريط الذكريات القي في حجرها لفافة بها قطعة لحم طلب منها طهيها ، جلس يشعل سيجارته الواحدة تلو الأخري وأخرج نقود من الأوراق الكبيرة يعدها ضربت صدرها صارخه من أين هذه النقود أياك أن تكون بعت الأرض ! سبقت قدمه لسانه في الرد عندما ركلها نعم بعتها إنها أرضي ليست أرضك ولا أرض أبوكي يا بنت ....... تكومت علي الأرض حزينة واستطرد قائلاً ما لنا بالأرض طالما سنذهب للمدينة ، ثم جذبها كذئب يسحب فريسته بعيداً عن أعين القطيع يلتهمها وهي تشعر بأنفاسه وكأنها تحرقها ، بلمساته وكأنه الموت يقترب وكلما زاد تأوها زادت قوته ، مرت ليلة وليالي وشعرت أن المدينة قاسية مثله فلقريتها وجه واحد أما تلك المدينة فلها عده وجوه مثله تماماً إنه الحليوة كما أسمته المقربات منها الذي لا تبدو عليه خشونة وغلظة رجال قريتهم رغم قلوبهم الطيبة ، هكذا المدينة مبهرة نهاراً وجميلة لكن ليلها مخيف لا يعلم احد شيئاً عن الأخر وهي ومثيلاتها نصيبهن من المدينة القاع ، لم يدم ثمن الأرض كثيراً ولكن زادت كراهيتها له وزاد معه جمالها وإستدارتها بمرور السنوات وبرغم الفقر وضيق الحال ، وفي ليلة جديدة من ليالي المدينة ظهرت تلك الجارة التي توددت اليها زارتها وطالبتها بأن تزورها وكثيرا ما اعلنت حسرتها علي حالها فهي الجميلة الممشوقة بنت الأصول كيف يكون هذا حالها ، شعرت وكأن تلك المدينة أرادت ان تحنو عليها وتعوضها عن قسوتها وقسوة زوجها بهذه السيدة التي تحنو عليها وتزورها ويداها دائماً ممتلئة حتي اللحم التي كادت أن تنسي مذاقه كانت تطعمها أياه ، وكان زوجها الرجل الذي يبدو طيب يجلس قليلا ً معها هي وزوجته وسرعان ما يغادرهم علي راحتهم بحسب مايقول ولم تنسي زوجته أن تحكي عن طيبته وشهامته وتلمح ضاحكه عن فحولته ، حتي كان اليوم الذي زارت فيه جارتها وأستأذنتها لقليل مؤكدة عليها أن تنتظرها انتظرت وانتظرت حتي جاء زوج المرأة الذي أظهر حياءه واسفه لأنه لم يكن يعلم أنها وحدها لديهم وتحدث معها وتحدثت أبتسمت ضحكت تكلمت كثيراً وهو حكي قليلاً وكأنها أطمأنت أنها ستحكي بدون أن يكون الرد ركلة قدم ، اقتربت يداه من يداها لمسها قبلهم بحنان سحبتهم سريعاً وهي تتمني أن يعود يجذبهم ثانية اقترب وهي تلقي بنفسها في أحضانه وكأنها فراشة تقترب من الضوء جسدها يحترق رغبة وكأنها لأول مرة تشعر أنها بين يدي رجل وليست شاه بين مخالب ذئب . تذكرت صديقتها تألمت ذكرته ضحك ساخراً أنها تحبك وشيء كهذا لن يغضبها ، كان الرد مدهشاً وفكرت تري هل هذا ايضاً وجه من وجوه المدينة لا أعرفة. عادت صديقتها لم تبالي بأشيائها المبعثرة وشتات جسدها الذي لا يخفي عن إمرأة مثلها ، تكررت الليالي وتغير في الأمر أن زوج صديقتها يغدق عليها بالمال والزوج لا يبالي بغيابها طالما وجد الطعام وتلقي في حجرة الدخان والنقود، واصبح منزل صديقتها ليس هي وصديقتها فقط بل زوار رأتهم من قبل وكانت صديقتها تقول أنهم أقاربها وأصبح لزاما عليها أن تلبي رغبات الزوار هي وصديقتها ويتقاضي الثمن زوج صديقتها ويلقي لها ببعضه وكانت في كل مرة يلسمها رجل يعاودها منظرها وهي فتاة صغيرة متكورة يلتهما زوجها وقطعة اللحم التي اتي بها في النار تنفث دخانها من الإناء كانت تشعر انها قطعة لحم مثل القطعة التي أتي بها زوجها ولكنها تحترق بدون إناء . أرتشفت اخر رشفة في كوب الشاي ونظرت له قائله ثم أتي بنا صديق زوجتي إلي هذه المدينة ، ورأيتك تسكن الحجرة المقابلة ولأن الفريسة تعلمت كيف تصبح صياد أقترضت منك تلك النقود منذ عدة أيام ولكني وجدتك غير مبالياً ، وعندما دخلت حجرتك لم تشعرني اني قطعة لحم فقصصت عليك قصتي وهمت تتخلص من ثيابها عندما أشار له بيده أن تتوقف فقالت ونقودك ، قال لها لا أريدها ولكن عندما عرفتك من أول يوم ذكرتي أن اسمك " دعاء " قالت نعم أردت أن أترك ليلي في القرية تلهو بقطع الفخار المكسورة وعرائسها
#سامي_فؤاد74 (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يا صديقي
-
جمعية أصدقاء الفراعنة
-
لقاء ( قصة قصيرة )
المزيد.....
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|