أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس محمود - امتياز الصدفة!














المزيد.....

امتياز الصدفة!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 4568 - 2014 / 9 / 8 - 12:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"اعطوها حقها.... فانها اعطتكم دمها..... البصرة تطالب بحقها" هذا ما كتب على احد البوسترات التي رسمت امراة جالسة بائسة الوضع وكبيرة في السن على شكل مدينة البصرة وتحذوها خارطة مدن ميسان وذي قار وغيرها. وكتب كتعليق من احد المعلقين على البوستر "البصرة .... تسهم بنسبة 78% من اجمالي الموازنة العامة للدولة ..... اين حق البصرة من الوزارات... من الاعمار ... من الامن ...من الامان"..
قد يبدوا البوستر عادياً، أي ان يطالب أناس ما بحقوق لمدينتهم. بيد ان الامر ليس كذلك. انها نزعة أخرى ضارة وردة للوراء للأسف تجدها في هذا البوستر. هذه النزعات التي شاعت وتشيع منذ سنوات تكرع من نفس المستنقع. انها، ومهما كانت نياتها، فهي مثل النزعات الطائفية والعشائرية والقومية ضارة ومعادية للإنسان في العراق. رجعية بكل معنى الكلمة. استطيع ان افهم ان يكون هذا موقف النخب السياسية في البصرة، تصور المحافظة ومجلس المحافظة وغيره من الأحزاب المليشياتية الحاكمة، لان عبر هذه الطريقة تبحث عن حصة اكبر من الثروة باسم مدينة البصرة "التي استلب حقها"، ومن هناك، تتعاظم فرصة وإمكانية اثرائهم وانتفاخ جيوبهم باسم البصرة و"غبن البصرة" والتباكي الكاذب على "أهالي البصرة". ليس في هذا الشعار أي التساع قلب لاهل البصرة. انه شعار يهدف الى تاجيج مشاعر باسم المدينة، الى استغلال عاطفة ما وتوظيفها، وبغض النظر عن النيات الطيبة لمرددييها، فانها تعني بالضبط بوجه الاخرين وبالضد من الاخرين، من أناس من مثلنا رمتهم الاقدار ان يعيشوا في كذا مدينة! اثمة إنسانية في هذا؟!
ذكرني هذا البوستر كثيرا بعام 2003! حين التقيت رفاق لي جدد من البصرة، وتحدثوا عن حركتهم ضد انقطاع التيار الكهربائي، وانهم في مفاوضاتهم مع "مسؤولي المحافظة" وكحل لهذا الامر، رفعوا مطلب كهرباء البصرة لاهل البصرة!! لم اكن اعرف ان ابكي او اضحك، ورددت، من قال ان هذه "كهرباء البصرة"؟! دولة بنتها لاسباب فنية على ارض ما، في هذه المدينة، وبنتها للبلد كله في وقتها، من الذي قال لكم انها "تعود لكم"؟! أي مطلب هذا وأي عقلية هذه؟! بدل من المطالبة بتامين الكهرباء لكل العراق وترفعوا هذا المطلب المشترك وتكونوا طليعة هذه الحركة الجماهيرية والعامة في كل البلد، ترفعوا هذا المطلب "العنصري" بوجه الاخرين وبالضد من الاخرين؟ "انحلت مشكلتكم" اذا قطعنا الكهرباء عن أهالي الناصرية واعطيناها لكم؟!! الا "يوجعك قلبك" اذا قطعوا الكهرباء عن طفل في الكوت او المسيب، لتُسلم لك لا لشيء الا لان شركة الكهرباء قد بينتها الدولة في السبعينات في النجيبية، في البصرة!
واعود الى البوستر المذكور، هناك كذبة في هذا البوستر. الا وهي انه يصور "البقية" كما لو انهم في رغد العيش ورفاهه، وان البصرة هي المنكوبة؟! هل ثمة حقيقة في هذا؟! انه يريد ان يقول ان الاخرين في رغد ونعيم ولكننا نحن اهل البصرة في شظف العيش؟! والا لماذا مطلبنا البصرة؟ الا يستحق جياع العمارة والناصرية والحلة ان نكون معاً في خندق واحد ضد الجوع والفقر والبطالة والغلاء وانعدام الحقوق؟ لماذا لا يكون شعارنا عراق مرفه، عراق ينعم جميع القاطنين فيه بالأمان، بالخدمات، والضمانات وفرص العمل والعيش الكريم؟ لان النفط وجد بها صدفة؟ تطالبون بامتياز بناءا على هذه الصدفة؟ ولو تصورنا الامر ان النفط لم يكن موجوداً على هذه القطعة الجغرافية، أ يعني هذه ان حظوظها في الرفاه والعيش الكريم تقل بناءا على صدفة مثل هذه؟! ان الموضوع ابعد من هذا.
القومية تتحدث عن تمييز العرب والكرد والتركمان، والدينية تتحدث عن تمييز المسلمين والمسيح واليزديين والصابئة والطائفيين يتحدثون بتمايزات وتمييز السنة والشيعة، ورائحة التمييز العشائري تزكم الانوف بتمييزها لأناس لا ذنب لهم في من كان جدهم، وهاهم دعاة اهل البوستر يتحدثون عن تمييز اخر، تمييز مدن ويرسمون خارطة ميسان والناصرية؟؟؟!! والادهي من هذا ان يتداول هذه البوستر، وهذا المنطق والعقلية، أناس رفعوا راية الأممية في توجههم السياسي!!! تبحثون عن امتياز وترتكبون تمييز بحق اهل ميسان وذي قار، فأي اممية تبقى بعد؟! اية اممية تتحدثون عنها؟! اممية لاتحتمل جياع مدن تبعد ساعات قليلة عنا، عشنا معاً اصعب الظروف واحلكها واجمل الأيام واسعدها!
على الانسان ان يبتعد عن مثل هذه النزعات الفردية والذاتية غير الصحية. عليه ان يبتعد عن "انني أولا"، ثقافة التفكير بالذات وعدم رؤية الاخر. انها نزعة انانية ضارة ومرفوضة. من الذي اغلق الأبواب امام "نحن" وسعادتنا ورفاهنا وحريتنا المشتركة؟! لماذا نقطع اوصال الهم المشترك والهدف المشترك والغد المشترك؟!
ان ميزانية العراق تعادل ميزانية أربع او خمس دول سوية، فامسكوا بخناق ناهبي ثروات المجتمع، بخناق السلطة السياسية-المليشياتية القائمة وليس جياع ميسان والعمارة والنجف والانبار وغيرها. انه حرف الأنظار عن المسبب الحقيقي لمأساة المواطن في البصرة وفي سائر مدن العراق.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من حلبجة الى سنجار.... ولوحة ينبغي ان تكتمل!
- جريمة -آداب-... ام مجتمع -لا آداب له-!
- -الجهاد ضد داعش- والانسياق وراء الوهم!
- هرطقة، قرع طبول الحرب!
- -المرجعية- وانفضاح كذبه!
- امنيات واوهام!
- عاشت ام عبد الله!
- -سن التكليف الشرعي- اسم رمزي لانتهاك حقوق الاطفال!
- -الريس ضحية والشعب غلطانين- .... وهم يبرر للديكتاتورية!
- -ينبغي ان لانخلي الميدان- ....و وهم ابتلاع الطعم!
- ليس للانحطاط قاع!
- ثمة شيء اخر ينبغي ان يُرحَّلْ معك ياشارون!
- حين يغدوا مبرر الشرطة اقبح وابشع من فعل الجناة!
- ايام الحرب هي ايام الكذب ايضاً!
- بدونك، الحياة كانت ستكون اشد كلحة!
- وزير الاعدامات وسمومه الطائفية!
- في ذكرى ثورة اكتوبر
- تقدم الثورة في مصر مرهون بتصفية الحساب مع اوهامها بالدرجة ال ...
- على شيوعيّي الطبقة العاملة ان يطرحوا خارطة طريق الثورة!
- على شيوعي الطبقة العاملة ان يطرحوا خارطة طريق الثورة!


المزيد.....




- 15 أغسطس 1944: مغاربيون في جيش أفريقيا شاركوا بإنزال بروفانس ...
- إيران تقيد الرحلات الجوية في منطقتها الغربية بسبب -نشاط عسكر ...
- الجزائر والنيجر.. تنشيط العلاقات
- حملة المقاطعة تطيح بالرئيس التنفيذي لستاربكس والإقالة ترفع أ ...
- هل يحتاج العراق إلى قانون الأحوال الشخصية الجعفري؟
- تغيير قانون الأحول الشخصية في العراق.. تهديد للديمقراطية اله ...
- روسيا والإمارات تبحثان التعاون في إطار مجموعة -بريكس-
- -نتائجه كارثية-.. خبير أمريكي يتحدث عن هجوم مقاطعة كورسك وتو ...
- المغرب.. مديرية الأمن تعزز الخدمات في مطارين بالمملكة
- بعد تسجيل حريق بمقرها.. القنصلية العامة الجزائرية بجنيف تصدر ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس محمود - امتياز الصدفة!