رائد عمر
الحوار المتمدن-العدد: 4568 - 2014 / 9 / 8 - 01:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قبلَ ان يطِلّونَ الوزراء والأمراء بإطلالتهم البهيّه " في الكابينة الجديدة " , وسواءً كانوا من القدامى او الجُدد , وقبلَ ان يفترشونَ مكاتبهم ومقرّاتهم الوثيرة , > حيثُ جرت العادة وفَرضتْ اعرافُ وتقاليدُ ديمقراطية العراق الجديدة , منذُ اوّلِ وزارةٍ جرى تشكيلها بعد غزوِ البلدِ بالغزاة الأفرنج , فأنّ بعض او العديد من الوزراء اختاروا ان تكون مقرّات مكاتبهم خارج مبنى وزارتهم .! وهذه سابقةٌ لمْ تسبقها سابقة في تأريخ الدولة العراقية , كما أنّ بعض الوزراء السابقين " ومعظمهم سيضحوا ويمسوا من اللاحقين "
اعتادوا ولربما ادمنوا ان لا يواظبوا على على الحضورِ الى وزاراتهم بنحوٍ يوميّ , فضلاً عن عدم الإلتزام بعددِ ساعات الدوام الرسمي والتي ربّما تكونُ موضع تندّرٍ لهم < .. ثمَّ , ومع كلّ فشلٍ كان يتلو فشلاً في كافة الوزارات اللائي تشكّلنَ بعد الأحتلال ومع كلّ هؤلاء الوزراء " ولنقل معظمهم تجنّباً لصفة التعميم " , رغم تمنياتنا المخلصة أن يرشدنا ويدلّنا أحدٌ ما لأيِّ نجاحٍ قد تحقّقْ في ايةِ وزارةٍ ما , لكنّ كلّ ذلك لمْ يعد يشكّل اولويّةً في اهتمامات المتأمّل في الجانب الأداري او الحكومي , إنمّا ما يدفع بأتجاهِ التعمّق في التفكّر والتأمّلات الطويلة هو : كيفَ لأيٍّ من الوزراء الذي لمْ يسبق له بتاتاً العمل في وزارات ودوائر الدولة " ولا حتى كاتب صادرة او واردة .! " أنْ يديرَ وزارته .؟ وكيف سينعكس افتقاده للخبرة الأدارية والقيادية والتخصصية على ادائه الوزاري .؟ , فالدراسةُ الجامعية الأولية او العليا شيء , والتدرّج الأداري والمؤسساتي شيءٌ آخر بالكاملِ والمطلق , كما اذا ما رافق ذلك " وهو ما كان جارياً فعلياً " أن يقوم أيّ وزيرٍ ما بتعيين المدراء العامّين لوزارته وفق ما ينتمون اليه سياسيا او طائفيا او وفق المحسوبيةِ والمنسوبية , فستبقى وزاراتنا تعاني من مرضٍ عضال , وهذا المرضُ سوف يستشري ويستفحل ثمّ ينتشر في الهيكل الأداري لمثل هذه الوزارة ويتنقّل بحريّةٍ في المؤسسات والدوائر التابعة للوزارة " دونما مرورٍ او إيقافٍ في السيطرات " . وبهذا الصدد فيحزُّ في نفسِ كلّ مواطنٍ حين يسمع ويشاهد امثال هؤلاء الوزراء يحضرون مؤتمراتٍ دولية او عربية ويلتقون بنظرائهم من تلك الدول , فماذا وبماذا سيتحدّثون هؤلاء الوزراء ... ! ؟
رائد عمر العيدروسي
[email protected]
#رائد_عمر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟