أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي أحماد - ذكرى خيانة














المزيد.....


ذكرى خيانة


علي أحماد

الحوار المتمدن-العدد: 4566 - 2014 / 9 / 6 - 21:13
المحور: الادب والفن
    


أخذته أمه من يده ذات ليلة الى منزل في طرف الزقاق الآخر من الحي والذي تمتاز منازله بالبساطة وإنحدار الأسقف . استقبلتهما امرأة فارعة الطول ممشوقة القد ..شديدة بياض البشرة.. جميلة المحيا. تبادلتا التحية والحديث بالأمازيغية و أوصتها به خيرا. قبلته "إيطو" على خده ووضعت في يده قطعا من الحلوى وأدخلته وأحكمت إغلاق الباب بالمزلاج. تخاف المبيت وحيدة وزوجها سائق شاحنة كثير الأسفار يطوي المسافات وراء لقمة خبز. أعارته أسرته لها استجابة لصداقة تجمع الأب بالزوج ليؤنس وحدتها ليلا . قبل المهمة وليس له إلا أن يبر بوالديه ويطيع أوامرهم وما من ضير وأسرته تتكون من ستة أطفال.
على وقع أثار أقدام فوق السطح ، يفيق الطفل النائم في حضن المرأة البضة الفاتنة ويختلس النظر من تحت اللحاف وهو يصطنع النوم حتى لا تفطن إليه وتنهره ، ولكن يبدو أنها عنه غافلة. تتمرغ جنبه في فراش واحد تدفىء أنفاسها الحارة جسمه النحيل. يسمع دقات قلبها تعلو كدقات ساعة منبه قديمة وتغزو جسمها الممشوق رعشة نشوة شديدة تتقطع لها أنفاسها ويتصاعد لهاثها وتكسر آهاتها صمت الليل البهيم وسكونه. لم يسعفه الظلام الحالك الذي يكتنف جميع أرجاء الغرفة وفي مثل سنه وزمانه ليعلم لماذا يتحرك اللحاف الذي يتدثر به في إيقاع متواصل، لماذا تتأوه المرأة ويهتز كل جسدها وتتقلب كحبة على المقلاة في حركات إغواء وتشخر كدابة وصلت للتو مشرب الماء، لماذا يسمع أصواتا توشوش في حشرجة تدغدغ الخيال الجامح وصدى حركات شفاه تذوب في القبل. تخور قواها وينضح المكان برائحة العرق النفاذ. يسمع صرير الباب ووقع أقدام يغادر صاحبها المكان منفلتا ومتخفيا كأنه يتجنب أن يلمحه الجيران. فطن الطفل أن المشهد يتكرر كلما غاب الزوج، وفي كل ليلة يرى أرجلا تتدلى من كوة الغرفة ومعها يتساقط التراب على أرضية الغرفة ويقفز رجل تزلزل أقدامه المكان ومع وقع الأقدام تبدأ في نزع ملابسها وتتخفف منها وتشهق شهيقا كأن روحها تغادر جسدها المنهك وقد خارت قواها لتغرق في نوم عميق . كتم الأمر عن أهله، ومن يصدق طفلا قد يكون خوفه صور له أشباحا. وهو يلعب أمام منزلهم ، وبالصدفة ، سمع جارة تهمس لأمه سرا تأمرها أن ترفض إرسال فلذة كبدها الى تلك الفاجرة التي تستقبل الرجال ليلا وتمنحهم جسدها وحذرتها من عواقب ذلك على نفسية الطفل. صمتت الأم وهي مندهشة ووقع الخبر عليها كالصاعقة ووعدتها أن تنقل الخبر الى الأب ليقول رأيه في النازلة.. من حينها لازم دارهم وانقطعت الصلة بين أسرته وتلك المرأة التي غادرت وزوجها المدينة الى وجهة غير معلومة. تأثر الطفل لفراق تلك المرأة التي كانت تحنو عليه وتقدم له طعاما شهيا قلما يتوفر له مثله عند أبويه ولا تبخل عليه بما لذ وطاب فأحبها رغم الجرح الغائر وقد كان شاهدا ومتتبعا لفعل يذمه المجتمع وتأباه الأخلاق وامتزجت لديه مشاعر الكره والشوق...ولكن ذكراها علقت بذهنه.. ذكرى خيانة زوجة.



#علي_أحماد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النائب ،التلميذ واللوح الأسود
- من أوراق معلم بالجنوب/ نواة تمرة 1989
- موكب الزيارة
- من ذكرى أبي / الجزء الثاني الدراجة الهوائية
- أوراق من يوميات معلم بالجنوب المغربي 1986
- من ذكرى أبي الجزء الأول الجدي الأجرب
- حوش المتعة
- خيانة
- رقصة في بيت العنكبوت
- النقابة بعد رحيل كيكيش
- هشام المطال وتقبيل أرجل نائب الوكيل
- ميدلت أون لاين في حوار مع السيد أحمد كيكيش نائب وزارة التربي ...
- حوار مع عبد القادر موعلي الكاتب الإقليمي للنقابة الوطنية للت ...
- حوار بوابة ميدلت مع عبد القادر موعلي الكاتب الإقليمي للنقابة ...
- حوار دفاتر مع السيد أحمد كيكيش / منقول الى المكتوب
- نص قصصي : طلسم الفحولة
- النبش في تعيين أحمد كيكيش
- خطاب الى السيد النائب


المزيد.....




- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...
- ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق
- أبل تخطط لإضافة الترجمة الفورية للمحادثات عبر سماعات إيربودز ...
- الأديب والكاتب دريد عوده يوقع -يسوع الأسيني: حياة المسيح الس ...
- تعرّف على ثقافة الصوم لدى بعض أديان الشرق الأوسط وحضاراته
- فرنسا: جدل حول متطلبات اختبار اللغة في قانون الهجرة الجديد
- جثث بالمتاحف.. دعوات لوقف عرض رفات أفارقة جُلب لبريطانيا خلا ...
- المدينة العتيقة بتونس.. معلم تاريخي يتوهج في رمضان


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي أحماد - ذكرى خيانة