سامي العامري
الحوار المتمدن-العدد: 4566 - 2014 / 9 / 6 - 10:39
المحور:
الادب والفن
الفتوحات المدنيّة
ــــــــــــ
سامي العامري
ـــــــ
في تسمُّركَ ما يُذَكِّرُ بماجلان !
صاح بي الغيمُ ساخراً ،
لكنني أخيراً وصلتُ
أنا العدَّاء
مُرمِّماً الرقمَ القياسي ،
مُجهَداً كالضوء المسكوب من مآقي النجوم ...
أفكارٌ مازلتُ أشكِّلُها ،
أدورُ حولَ أسوارِها الواحدةَ تلوَ الأخرى
مُغرياً الحبرَ المتجمِّدَ في عروق قلمي بكتابة قصيدة
حتى إذا نهضتُ
تحاشاني السابلةُ
مُخْلين لي السبيلَ
وناظرين إليَّ من ثقوبٍ في الحدائق المتراكمة .
إعتصامٌ في فوَّهةٌ ذاكرةُ المدينةِ
وعشقُهُ للسلام يجرِّحُهُ تجريحَ النمور ،
والمدينةُ ختمُها مريبٌ :
إختفى القرميدُ فتحسَّستُ دمائي ،
إختفى الرصيفُ فتحسَّستُ خطاي .
قالوا : إن عدتَ فلن تجدهم كما خبِرْتَ
يستعدون لختان السنابل ،
ينحني الليل
فتنتعلُ المدائنُ موقداً
ولستَ نبياً فتُتَّبَعُ
أو لِصَّاً فتُشَدُّ إلى جذع نخلةٍ
أمّا المدينةُ الأخرى فهي الأخرى بلا تذمُّرٍ
ولا وباء
حتى بلا سُكْرٍ وتشهيرٍ بالأضواء !
أين أعلِق صوتي ؟
أرجعتُ عقربَ الفانوس
ذاكراً كوكباً قصيّاً
كان رأسي قد دلفَ مشنقةً
فأبى احتضانَ الرماد ،
صار بحراً
تصالبَ عِبرَه موجٌ
وأغنياتٍ تمدُّ شِباكها
لتعيدَ أسئلةَ الغريق !
ـــــــــــ
هامبورغ
صيف ـ 1989
#سامي_العامري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟