أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - داعش خطيئة الدين والتاريخ 2














المزيد.....


داعش خطيئة الدين والتاريخ 2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4565 - 2014 / 9 / 5 - 16:45
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كان الفكر السلفي الأجتماعي أخطر على المجتمع العربي من الفكر الأجتماعي الديني بل ويعد مبرر وتمهيد للفكر الثاني , قصص مثل أبو ليلى المهلهل وقصص عنترة وابو زيد الهلالي وما شابهها وما بنيت عليه حدود الفكر العربي الشعبي الذي يقدس الفرد النجم هي الحاضنة الفكرية الأساسية التي تتمحور حولها الشخصية في العقل العربي , فهذا الفرد السوبرمان له الحق أن يقتل ويسلب ويهدم ويفعل كل اللا إنساني لأنه محبب للعقل العربي المهووس بالأنتصارات الخيالية ويستمع لوقع السيوف وصولات الفرسان لكنه لا يسمع أنين الضحايا والسبايا والمحرومين والجائعين من نتائج تلك الحروب الوهمية , هكذا تم تقبل فكرة أن يكون أمير المؤمنين بأعتباره الفرد الفارس النجم المقدس أن يكون جلادا قاتلا سابي للنساء مهدم الأوطان لأنه ظن أن ما يفعله هو الصح ولو كان أساس العقيدة غير ذلك , ففرح الأعراب لغزوات عمر ومن تلاه وأستباحة الشعوب والأمم ورفع رايات لا إله إلا الله محمد رسول الله في كل مكان , ولم يسمع الأعراب والمسلمون صوت الضحايا ولا رزية التاريخ وأصبح كل عمل مماثل بنفس السيناريو هو جزء من عقيدة الشعب .
العرب في تاريخهم وفي جغرافيتهم كانوا محل توسط ودار منتجه بحكم التلاقح الفكري والحضاري وهذه الميزة كانت من أسباب قوة المجتمع العربي لو أراد القوة وبنى وجوده على الوعي بمصادر قوته الذاتية , لكن المعيب والمخجل تأريخيا أنهم فرطوا بكل مصادر القوة الأساسية من قبل فرطوا بالرسالة وبأهل القرأن ورعاته , كما فرطوا بكرامة الإنسان الذي هو جوهر كرامة المجتمع ورفعوا الحاكم والسلطان بمنزلة المقدس الإلهي الذي قاد سلسلة من التنازلات الأخرى عندما خضع لذاتياته وسلم مقاليد الحكم لمن لا يهمه المصير الأجتماعي بقدر ما يهمه رضا السلطان فأمتلئت قصور الحكام بالجواري والغلمان والدسائس والمؤمرات ولم يعد هناك منهجية محددة كل ذلك بحجة الطاعة للسلطان فتسللت الروح الشعوبية ومؤامراتها لتفتك بالجسد العربي من الجغرافية من التاريخ من غرفة نوم السلطان وكان هناك جنين ينمو بالظلام أسمه داعش .
داعش اليوم هم ذات المفاهيم التي أنتجها صراع قريش مع الرسالة , هي الوجه الأخر المظلم من مجتمع أراد الله منه أن يكون أداة تنوير وإصلاح وأستعمار الأرض بالخير والسلام وأشاعة مفهوم الإنسان أخو الإنسان , داعش هي خلاصة فكر بنو أمية وبنو مروان وما تلاهم وما جاء بهم لسدة الحكم , داعش هي حقد الأعراب على العرب والإنسانية هي بيضة الشيطان الذي باضته المدرسة السلفية الفكرية التي بدأت خطواتها أول يوم عندما قالوا امير منا وأمير منكم ثم ضربوا عنق القائل وبذلك قتلوا فكرة الإسلام المبنية على قاعدة جادلهم بالتي هي أحسن وأدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة , داعش هي نتاج مدرسة خيبر والقنيقاع وبني النظر والدروس الخصوصية التي كانت تمليها على رسل مكة من أعراب قريش , وتخطط لهم وترسم لهم رؤية إسلام قاتل إسلام منزوع الرحمة والربانية إسلام الدم والموت والفناء .
لا نستغرب اليوم هذا التواصل المج والفج بين التاريخ الأسود تأريخ المؤامرة وبين الحاضر المهزوم قبل أن يولد فقد عاد أبو سفيان إلى ديار مكة ليقيم فيها إسلامه الخاص إسلام مفصل وفق القياسات الإعرابية الهمجية بأسيها الكفر والنفاق , محمد بن عبد الوهاب وابن سعود كان يمثلان نفس أشخاص ابو سفيان وراوية الفكر التوراتي المزين بآيات القرأن ليقيما على هيكل القداسة مفرخة لبيوض الأفاعي التاريخية السامة الوهابية الأخوان القاعدة بكو حرام أنصار الشريعة وأخيرا داعش والكثير من التفرعات التي سخرت لها القوى المعادية لروح الرسالة ولسلام الله في الأرض كل الأمكانيات لكي يقتلوا إسلام الله وإسلام محمد والأعتماد دوما على مقاتلي خالد بن الوليد وجماعته ممن أطال اللحى وقصر الثياب وباع عقله بنزوة موعودة مع حورية من حوريات يزيد بن معاوية أو حوريات هارون الرشيد .
إن بروز وتبلور الظاهرة العنفية التكفيرية اليوم في المجتمع العربي ليس وليد تفاعل عوامل الفقر والهزيمة والتفاوت الطبقي وأختلال الموازين الأجتماعية فقط , هذه المحددات هي عوامل تظهير وإخراج فقط , أما العوامل الباعثة الحقيقية هي فساد القراءة التأريخية وفساد الفهم المعرفي للرسالة ونتاج أنحراف في العقل الإعرابي الذي تعامل مع دين الله كما يتعامل مع غنيمة كسبها في غزوة من غزواته فهي ملكه وله الحق أن يتصرف بها كيفما يشاء دون منازع , داعش هو جوهر تأريخ الأعراب وجوهر فهمهم للدين وللرسالة , إنها ثقافة الغزو والأعتداء على الأخر مهما كانت المحرمات والحدود الحمر موضوعه فهو لا يرى منها إلا ما يتعلق بغريزته , داعش نتاج ثقافة الغريزة الجنسية للأعرابي الذي لا يرى من الجمال إلا حينما يتلذلذ بلون الدم ورائحة النيران التي تلتهم وجود الأخر ليجلس في أخر النهار ويستمع لشعر المداحين عن بطولاته وصولاته , داعش لا يمثل إسلام محمد ولا نتاج عنه ومنه إنه إسلام النبي أبو سفيان وأئمة الكفر والضلالة ممن حضر بيعة السقيفة ووقع على أعلان موت رب محمد .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داعش خطيئة الدين والتاريخ 1
- كيف نقرأ النص تأريخيا
- نقد التجربة الدينية , نقد في النقد
- نشأة الدين بين العبقرية وبين حقيقة الوحي
- عار التأريخ وخطيئة الإنسان
- فنتاستك _ قصة قصيرة
- فكرة الوجود وحقيقة الغيب
- الشيئية وفكرة العدم
- شبهات تأويل النصص الديني
- معنى السلفية الفكرية والسلفية الدينية
- نقد الفكر الديني ودورة في تصحيح المسار الفكري
- رسالة من عاقل _ قصة فصيرة
- في معنى التداولية الفكرية
- دراسة في الفلسفة البعدية (الأفتراضية البعدية)
- الدين وملامح الصراع العقلي
- أحلام الركن الشرقي المتهمة بالجنون _ قصة قصيرة
- الخير والشر من ضوابط السلوك ج1
- الخير والشر من ضوابط السلوك ج2
- الخير والشر من ضوابط السلوك ج3
- العولمة والحداثة ثورة الزمن في الزمن الإنساني


المزيد.....




- -أجمل كلمة في القاموس-.. ترامب يفرض رسومًا جمركية على المكسي ...
- وسائل إعلام: ترودو يعقد اجتماعا طارئا بشأن رسوم ترامب
- ترامب يوقع أمراً بفرض رسوم جمركية على السلع المستوردة من كند ...
- فنزويلا تفرج عن 6 مواطنين أمريكيين بعد لقاء مبعوث ترامب بالر ...
- نتنياهو يتوجه إلى الولايات المتحدة لعقد اجتماع هام مع ترامب ...
- مسؤول مصري: لا أحد يستطيع الاقتراب من الحدود.. حدودنا مؤمنة ...
- إيلون ماسك يحصل على الحق في الوصول إلى نظام الدفع الفيدرالي ...
- الحدث البركاني الأقوى في النظام الشمسي!
- محاذير تناول المكسرات
- أنباء عن تأجيل مفاوضات صفقة التبادل إلى ما بعد اجتماع نتنياه ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - داعش خطيئة الدين والتاريخ 2