|
حماس ليست داعش وأبو مازن ليس خائناً !!
عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)
الحوار المتمدن-العدد: 4565 - 2014 / 9 / 5 - 14:05
المحور:
القضية الفلسطينية
منذ ثورة البراق 1929 ثم ثورة 1936 ثم مذابح 1948 ثم عدوان 1956 ثم نكسة 1967 ثم 1970 ( غزة والأردن ) ثم عدوان 1978 ثم حرب 1982 ثم انتفاضة 1987 ثم انتفاضة 2000 ثم حرب 2008 و 2012 و 2014 .. نتساءل معاً: كم ألف شهيد ؟؟؟ كم ألف جريح ومعاق ؟؟ كم أسير أفنوا زهرات شبابهم داخل المعتقلات ؟؟ كم أرملة فقدت زوجها ؟؟ كم ألف من الثكالى والمكلومين ؟؟! كم ألف يتيم تربى دون حنان الأب وعطفه ؟؟! لكن والنتيجة النهائية ؟؟؟
لنبدأ فقرة جديدة إذن للحديث عن النتيجة النهائية لكل ما سبق .. الدولة الصهيونية تحتل كامل الضفة وغزة بالإضافة إلى أراضي 48 !! جميع الدول العظمى اعتبرت جرائم إسرائيل الأخيرة دفاع عن النفس ضد الصواريخ الفلسطينية .. أي أننا كنا نذبح وندمر بموافقة العالم المتقدم والدول الحاكمة لهذا الكوكب، باختصار نحن خسرنا المعركة الإعلامية مع العدو الصهيوني !!
لا يكفي أن نخاطب أنفسنا ونؤكد بأن المقاومة حق مشروع بكل الوسائل .. الشعوب المتقدمة التي تضامنت نوعاً ما معنا ترفض جملة وتفصيلاً هذا المنطق .. المقاومة فعلا حق مشروع ولكن ليس بكل الوسائل .. استهداف المدنيين يعتبر جريمة حرب وهو ما استندت إليه الدولة الصهيونية في تبرير عدوانها الأخير على غزة !!
في الحقيقة أن منطق موازين القوى هو ما يحكم السياسة ويبررها، فالسياسة بلا أخلاق ولا ضمير، وللتوضيح سنورد مثلاً أن الولايات المتحدة الأمريكية " المتحضرة ؟ " ترفض من حيث المبدأ تقديم اعتذار إلى الشعب الياباني عن جرائم إلقاء قنبلتي هيروشيما ونجازاكي لأن أمريكا اعتبرت إلقاء القنبلتين دفاع مشروع عن النفس رداً على معركة بيرل هاربر التي نفذها الطيران الانتحاري الياباني " الكاميكاز " !!
بالمثل يمكن للشعب الفلسطيني أن يرد متأخراً على مذابح التهجير والتطهير العرقي الذي حدث عام 1948 دون أن يستنكر أحد ما تفعله المقاومة الفلسطينية .. ولكن مهلاً .. فما حدث من تطهير عرقي في 48 ليس معروفاً لشعوب العالم حالياً. منذ العام 48 دخلت إسرائيل كعضو نشط في المجتمع الدولي الذي خرج منتصراً في الحرب العالمية الثانية، وللأسف فإن الحركة الصهيونية كانت من ضمن معسكر الحلفاء المنتصر ولهذا منحوها فلسطين كوطن قومي لليهود، وبالمقابل قائد ثوراتنا أمين الحسيني كان ينسق مع هتلر !!
نحن لم ندرك طبيعة الصراع مع الصهيونية والغرب كونه صراع حضاري مفتوح .. صراع التكنولوجيا والصناعة المتقدمة والزراعة المتطورة .. أي مشاركة جوقة الأمم في الإبداع والإنتاج ..
كذلك فإن العالم منذ 1948 وحتى الآن جرت عليه عدة تغيرات وثورات اجتماعية وأخلاقية، ففي العام 1962 دخل مانديلا السجون بتهمة تكوين جناح مسلح لحزب المؤتمر الوطني، ولكنه فهم لاحقاً أن الصدام العسكري المسلح مع قوة فاشية متطورة يعتبر انتحاراً وضياعاً، وبالتالي غير كل تفكيره وخاض صراعه المرير مع العنصرية حتى تضامن العالم معه وتم إسقاط العنصرية !
المشكلة الفلسطينية نفس الشيء .. توجد حدود ترسم خريطة غزة والضفة الغربية وأراضي 1948 لكن في الواقع فإن إسرائيل تسيطر تماماً على ما يجري في كل متر مربع في غزة بل وتتحكم في عدد أسماك البحر التي يمكن للفلسطينيين أن يصطادوها، كما تتحكم فيمن يحق له دخول غزة والضفة ومن لا يحق له !
نحن نعيش في دولة أبارتهايد بشعة حيث يسمح لليهود بالهجرة إلى فلسطين والتمتع بأرض السمن والعسل، وفي المقابل يحرم كل فلسطيني من العودة إلى أرضه التي ورثها عن أجداده منذ آلاف السنين !
إذا قتل يهودي فلسطينياُ نال المكافأة والترقية بوصفه بطلاً مقداماً حتى لو كان الضحايا من الأطفال والأبرياء بينما لو قتل فلسطيني يهودياً فإنه يضطر إلى قضاء 70 مؤبد داخل السجن ( مدى الحياة ) .. فأي دولة ؟؟! اليهود مسموح لهم العمل والتنقل والسفر بينما الفلسطيني مسجون داخل مدينته أو قريته أو مخيمه لا يسمح له بالمغادرة إلا مهاجراً !!!
نعم نحن نعيش داخل دولة تمييز عنصري، وتلك هي المعضلة، فلو كانت الصهيونية وعقائدها الهمجية الإرهابية غير موجودة لعاش الناس كلهم على هذه الأرض بأمن وسلام !!
ليست المشكلة في حماس أو فتح، وليست المشكلة في حل الدولة الواحدة أو الدولتين، بل كل أزمة المنطقة سببها الفكر الصهيوني الذي يطرح مبدأ تفريغ فلسطين من جميع سكانها الأصليين ضمن خطة تاريخية مقسمة إلى مراحل .. أين سوف يجد سكان غزة أراضي جديدة لتلائم الانفجار السكاني ؟؟! كيف يعيش أهل الضفة بصورة دائمة على حواجز الجيش وحملات الدهم والمطاردة والاعتقال ؟؟! كيف يمارس أهل 48 حياتهم في دولة مخصصة لليهود فقط دون غيرهم ؟؟!
حماس ليست داعش رغم كل ما يقال .. فهي حركة انبثقت عن الحركة الأم " الإخوان المسلمون " للمشاركة في فعاليات الانتفاضة الأولى 1987 .. أي أن حماس نشأت لأسباب وطنية محضة وهي تحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني ولم تحاول فرض رؤيتها الفقهية على الناس إلا من خلال المناهج التعليمية في المدارس والجامعات وخطب المساجد وليس بالقوة كما تفعل داعش الإرهابية !
أما الرئيس أبو مازن فليس خائناً بقدر ما هو واعي لمراحل تطور الصراع التي أورنادها في مقدمة المقال، يعلم أننا نخوض نزاعاً دامياً طوال قرن من الزمان وأن النتيجة هي توالي الهزائم والانكسارات وأن الحل يجب أن يكون سياسياً ! أبو مازن يتحرك من منطلق ميزان القوى المختل بصورة فظيعة لصالح العدو الصهيوني !
لكن ما أختلف مع الرئيس عباس بشأنه فهو وجود سلطة تعتاش على تقديم خدمات التنسيق الأمني مع دولة الاحتلال. أقترح حل السلطة ووضع إسرائيل أمام الأمر الواقع: عليهم أن يختاروا – إما دولة ديمقراطية واحدة للجميع وإما دولة فلسطينية مستقلة في حدود 67 وإلا فإن عليهم مواجهة ثورة شعبية عظمى في غزة والضفة و 48 .. ثورة شعبية ديمقراطية .. مدنية وغير مسلحة بهدف إسقاط وإنهاء دولة الأبارتهايد العنصري بالتعاون الوثيق والتنسيق مع جماعات سحب الاعتراف بإسرائيل وسحب الاستثمارت والمقاطعة لجميع المنتجات الصهيونية !
#عبدالله_أبو_شرخ (هاشتاغ)
Abdallah_M_Abusharekh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بريطانيا منحت الصهاينة فلسطين وليس ( ياهو ) !!!
-
أعطونا حقوقنا وخذوا السلاح !!
-
استهداف الأطفال: جرائم لم يفكر بها النازيون !!
-
الصهيونية هي الأب الشرعي للإرهاب !
-
لماذا لا يثور الفلسطينيون على حماس ويعزلوهم ؟ رد على مقال سا
...
-
الدولة ( اليهودية ) تفقد صوابها !
-
دولة نووية تقتل الأطفال بأسلحة فتاكة !
-
نقطة لصالح نتنياهو: لماذا الصمت يا مقاومة ؟؟!
-
يهود مع حق الفلسطينيين بالعودة !
-
ورقة للنقاش: هل من مخرج إنساني لدوامة العنف والإرهاب ؟!
-
ملامح هزيمة إسرائيل: التفكير البدائي والفشل الأمني !!
-
دفاع عن النفس أم حرب إبادة ؟!
-
أوقفوا المجازر الصهيونية في غزة !
-
محمد أبو خضير - 16 نجمة في سماء الحرية !
-
قتل - غير المحاربين - ليس مقاومة مشروعة !
-
حول خطاب أبو مازن المثير للجدل !
-
حل السلطة والعودة إلى ما قبل أوسلو !
-
حكايتنا مع الشرعية الدولية !
-
السلطة الفلسطينية ومشروع الفصل العنصري !!
-
إلى حركة حماس: على هامش أزمة الرواتب والمشروع الوطني !
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|