أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - برهان المفتي - مكتب دائرة السماء














المزيد.....

مكتب دائرة السماء


برهان المفتي

الحوار المتمدن-العدد: 4564 - 2014 / 9 / 4 - 17:22
المحور: الادب والفن
    


منذ دهر يفعلون ذلك، يكتبون رجاءاتهم في تلك الأحجار التي تملأ هذه الأرض، ثم يقذفونها في موسم الرجاء إلى السماء، فتبدو كطيور من حجر تحاول الطيران، ثم تتفاجأ بعجزهأ فتسقط. يفعلون ذلك لعل حجراً من تلك سيكسر زجاج نافذة السماء ويدخل في غرفة تلبية الرجاء.
أحجار المدينة كلها عليها نقوش رجائية، حروف وكلمات، ربما الحجر نفسه يقذفه الجد والحفيد مروراً بالأب...وكلما أخرجت الأرض أحجارها، يأتي أولئك المستجدون في عالم الرجاء فيأخذون أحجارهم ويكتبون نقوشهم...ثم يأخدون أماكنهم في موسم الرجاء...ويبدأون رحلتهم كما الأولون.
صارت أرض المدينة رجاءات خائبة، تلك التي تسقط بعد قذفها دون أن تجد طريقها إلى نافذة تلك الغرفة في السماء. وحين ينغرس حجر في الأرض من كثر الدوس عليه، يسارع صاحب الرجاء بإخراج رجائه لكي لا تنساه السماء.
صار موسم الرجاء مواسماً، حتى أكل السنة كلها، فصار زمنهم زمن الرجاء، وأرضهم أرض الخيبة، لا يعرفون طريقاً لتلك النافذة ! حتى جعلوا لأنفسهم نافذة عملاقة لا زجاج فيها وضعوها في وسط المدينة، فيرمون الرجاء حجراً عليها ثم يقذفونها إلى الأعلى، كأنهم بذلك يقولون لأنفسهم أن تلبية الرجاء على مسافة حجر منهم...وفي بعد سماء عنهم.
ربما كانت الأحجار التي تحمل الرجاءات ثقيلة، لذلك، قرروا جميعاً طحن الحجر ليجعلوه غباراً ينثروه مع الريح ليدخل بين طبقات السماء ، صارت لكل منهم مطحنته الخاصة، يضع فيها أحجاره الرجائية فيطحنها، حتى صار لا صوت في المدينة غير صوت طحن الرجاء، وكان الصوت في درجات مختلفة بحسب تأريخ الرجاء وعدد مرات قذفه إلى السماء، وبذلك، كنتَ تعرف البيوت الاكثر خيبة من صوت طحن رجائها
.
قريباً سيصيبهم الضجر، حينذاك، يقررون قرارهم. الكل يجمعون غبار ما طحنوا في مكان واحد، قرب تلك النافذة العملاقة التي وضعوها وسط المدينة،! جمعوا غبار رجاءاتهم أو خيباتهم..لا فرق في المعنى هنا...جعلوه تلاً أمام النافذة المثقوبة، ثم نفخوا عليه نفخة واحدة كانت كعاصفة من الريح، تصاعد غبار الرجاءات المطحونة، وهم مستمرون بالنفخ، ينفخون...صعد بعضهم على أكتاف بعضهم، لينفخوا ما أستطاعوا من إرتفاع، يصعدون...يصعد الغبار..يصعدون...وكلما صعدوا يسقط ويهلك بعضهم من التعب.. يستمرون...حتى بقي الآخير على كتف ما قبله...وهو ينفخ ...حينذاك...كان على مقربة نفخة من نافذة السماء...فرآها أنها نافذة مغلقة وعليها قطعة مكتوبة...المراجعة من الباب!



#برهان_المفتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شجرة القتلى
- نجاح الإيزيديين وفشل التركمان
- الخطأ
- خارج الماعون
- الوجوه
- رحلة كيس
- الهيئة الوطنية العليا للإستدامة المجتمعية
- من الچايخانة إلى البرلمان - رحلة الشاي العراقي
- أنا...أنت والآخر
- إتباع بالمكروه
- موسم الليل
- أهل الكف
- أنا هنا...ثم هناك
- هذا أنا
- من أوراقي
- زوايا حادة
- طريق بيتي
- خلف الزجاج
- لقطات شديدة الكثافة
- الذاكرة


المزيد.....




- صورة شقيق الرئيس السوري ووزير الثقافة بضيافة شخصية بارزة في ...
- ألوان وأصوات ونكهات.. رحلة ساحرة إلى قلب الثقافة العربية في ...
- تحدث عنها كيسنجر وكارتر في مذكراتهما.. لوحة هزت حافظ الأسد و ...
- السرد الاصطناعي يهدد مستقبل البشر الرواة في قطاع الكتب الصوت ...
- “تشكيليات فصول أصيلة 2024” معرض في أصيلة ضمن الدورة الربيعية ...
- -مسألة وقت-.. فيلم وثائقي عن سعي إيدي فيدر للمساعدة بعلاج مر ...
- رايان غوسلينغ ينضم لبطولة فيلم -حرب النجوم- الجديد المقرر عر ...
- بعد ساعات من حضوره عزاء.. وفاة سليمان عيد تفجع الوسط الفني ا ...
- انهيار فنان مصري خلال جنازة سليمان عيد
- زمن النهاية.. كيف يتنبأ العلم التجريبي بانهيار المجتمعات؟


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - برهان المفتي - مكتب دائرة السماء