أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - مصطفى اسماعيل - ثوريون يرحلون قبل موسم القطاف














المزيد.....

ثوريون يرحلون قبل موسم القطاف


مصطفى اسماعيل
(Mustafa Ismail)


الحوار المتمدن-العدد: 1287 - 2005 / 8 / 15 - 11:37
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


قدر كثير من الثوريين الذين حملوا طيلة عقود البندقية في وجه أنظمة إقصائية أنهم يتساقطون من مفكرات أوطانهم قبل أن يحين موسم القطاف .
هكذا دائماً يرحلون قبل أن يتعرفوا على الضفة الأخرى الوثيرة للحياة, فقدرهم أن يديروا ثوراتهم ويزودوها بالوقود بعيداً بداخل الغابات وفي شعاب الجبال. حيث إملاءات الثورة تجبرهم على معرفة الحدود الدنيا من الحياة الحقة , أما حين تأتي نهاية الحكاية , أقصد نهاية الثورة بالاحتكام إلى العدل والتفاهم ونداء الديمقراطية وتقبل كل للآخر , قليلون من أولئك الثوريين يبقون على قيد الحلم ليشهدوا بواكير القطاف أو الحصاد الذي لطالما أعدوا العدة له لتأتي الغلال على مستوى الطموح والنزوع الثوري .
هكذا نقارب النهاية الفاجعة لجون غارانغ , الذي أخرج جنوبه من تنور ثورة دامت 21 عاماً ليخلد للراحة 21 يوماً قبل أن يغمض عينيه ويدير ظهره لبزته العسكرية التي شهدت حرائق السودان وحرائق الجنوب المختلف .
الوجع عينه اكتنف ثوريين آخرين , وما غارانغ إلا حلقة في سلسلة طويلة من الثوريين الذين دأبوا على تغيير المراحل والأوطان العصية على الإنسانية والديمقراطية فعاجلهم الموت قبل أن يكحلوا أعينهم بالمنجز الذي كانوا يصبون إليه .
الأمر ذاته تكرر مع البارزاني الخالد حين أغلقت الحياة نوافذها في ذلك المشفى الأمريكي البعيد قبل أن يرى كورده في عتبات الديمقراطية والفيدرالية في ذلك العراق الذي كان يعلن الحرب والإرهاب والإبادة على رائحته حتى .
ورحل الثوري الكوردي الآخر عبد الرحمن قاسملو برصاصات الاستخبارات الإيرانية في فيينا وكوردستانه لما تزل منذ مشروع مهاباد تصارع لأجل احتضان الفجر العاشق .
لم يك مصير الشيخ سعيد بيران بمختلف عن مصائر السابقين حين تكفلت مشنقة محكمة الاستقلال التركية بالحد من نزوعه ونزوع كورده الاستقلالي , وهم الذين حرروا تركيا من جحافل المحتلين الغربيين , فبادله الأتراك المعروف بتحويل كوردستانه إلى هشيم في مهب النار .
مشنقة مشابهة في جارجرا بددت ذيول الحلم المهابادي الكوردي لتنقل الكورد من مقصورة دولة طفلة في شهرها الحادي عشر إلى العربات الخلفية من الحالة / الحلم حيث القتل والنفي والتشرد والثورة ضد الشاه الفارسي والملالي الفرس القومجيين , وليسقط الشهيد بعد الشهيد في ماراتون لحرية وأولمبياد الله . لا قاضي محمد الآن , لكن رمزية شهادته تحث الكورد على عدم الاستسلام لليقين الفارسي المنتعش على حساب تغييب القوميات الأخرى غير الفارسية .
في مشفاه الباريسي لم يملك ياسر عرفات سوى الترجل عن حصان الثورة , كان يحلم بفلسطين محررة غير سليبة.. كان يحلم بجزء من فلسطين محرر غير سليب , أليست توازنات الرعب العالمية تفرض هكذا تسويات غير عادلة ومجحفة ؟...
في مشفاه الباريسي طوقه الإعلام وأعصاب الأطباء الباردة , بينما في رام الله كان مطوقاً بالمدرعات الإسرائيلية التي لم تترك له من مبنى المقاطعة سوى غرفة وحيدة في مهب الشماتات الإسرائيلية .
رحل أبو عمار بينما الحال على ماهي عليه . لا الإسرائيليون شربوا من بحر غزة كما كان يكرر, ولا القدس أصبحت عاصمة لدولة فلسطين, كان الرجل يعيش على قيد حلم دولة مستقلة.
أما غيفارا , الثوري بهوية عالمية . الماركة المسجلة لصناعة الثورة في العالم , فقد قيد له أن يتعرف على جزء من الحلم الذي يسعى إليه . عايش انتصار حلمه الثوري في كوبا وحزم حقائب الثورة راحلاً إلى بلدان أخرى تصارع الفساد والديكتاتوريات المريضة , فكان أن أطاحوا بثورته في أدغال بوليفيا , وهو يحلم بتصدير ثورته إلى أصقاع العالم أجمع , فاستحق أن يترجم رمزاً لكل الحالات الثورية التي تحبو في عالم البراهين الملتوية والموازين المقلوبة .
ثوريون كبار أصحاب طرق ثورية كبرى . تتشابك في أسفارهم الهائلة الثورية الديمقراطية والقومية والإيديولوجية والإنسانية والحلم بغد أفضل لشعوبهم أولاً وللإنسانية تالياً. فهل هي لعنة الثورة إذ تغدر برجالاتها قبل الأوان , وقبل أن تكتمل الثمار وتجهز للقطاف . أم هي نعمة الثورة , يخلد رجالاتها للهناءة قبل أن تكتمل وتؤتي أكلها , ولا ينتقلون بالتالي من حياة المكابدات والمشقات إلى المكاتب الوثيرة التي تجعل شخوصهم الأسطورية تتعفن بطيئا .. بطيئا في روتين الحياة اليومية.



#مصطفى_اسماعيل (هاشتاغ)       Mustafa_Ismail#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذيانات تركيا
- الفكر القومي العربي المفترس والانبطاحي
- ثقافة الورد وحضارة الكلاب المفخخة
- محاربة العرب السوريين للحقيقة الكوردية وأوهام الأخوة العربية ...
- شعوب دول الشمال وقطعان دول الجنوب
- آغوات الأحزاب الكردية وتفعيل الحرملك العثماني
- الدغدغات الصحافية العربية للحقائق الكردية
- الولادة الكوردية الجديدة بعد كل ذلك الشقاء
- الشعب الكردي ما بعد اغتيال الخزنوي .. تظاهرات مقدامة وأحزاب ...
- المؤتمر العاشر التكريسي لسلطة البعث
- الشيخ الخزنوي وضريبة التفكير في زمن التكفير
- الماركسية حية ترزق والمطلوب هو تجديد المشروع الاشتراكي
- الثعلب التركي ومثقفو الحقيقة
- ملاحظات حول علاقة الأكراد بالدراسات الاستشراقية
- (الثقافة الكردية .. غياب النقد وتفاقم ظاهرة التقديس (التعامل ...
- فيلم الكيلومتر صفر وحصان المؤامرة العربي
- هل الفيدرالية الكردية رعب نووي ؟..
- يوميات الكاهن الكوباني في كنيس الغبار - تمارين ما قبل الرحيل
- عزيزي الديكتاتور .. أمريكا لا تستحم في مياه النهر مرتين
- العمال في مهب الكوكاكولا


المزيد.....




- مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - مصطفى اسماعيل - ثوريون يرحلون قبل موسم القطاف