أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد شهاب - مواطن بدرجة مناضل














المزيد.....

مواطن بدرجة مناضل


أحمد شهاب
باحث كويتي في شؤون التنمية السياسية .

(Ahmad Shehab)


الحوار المتمدن-العدد: 1286 - 2005 / 8 / 14 - 10:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الذين يناصرون الاصلاح هم كل المتضررين من الاوضاع السائدة، سواء صنفوا كأفراد أو تحلقوا في مؤسسات وأطر تنظيمية، واعتقد ان غالبية الناس اصبحوا اليوم اكثر ميلا الى التغيير، وخاصة انهم لايزالون يعيشون الاحباط بصورة شبه يومية. إن فشل الكثير من الكفاءات في الوصول الى مواقع ادارية متقدمة، في مقابل سهولة وصول بعض الفئات لمناصب عليا لأسباب تتعلق بمصالح سياسية ضيقة، او لقرابتهم من بعض الشخصيات في الدولة، رغم افتقادهم للكفاءة اللازمة، هو حافز قوي لرفع الشعور بالحاجة الى التغيير.
ويؤدي غياب العدالة في ابسط المسائل اليومية الى نفور الناس من الوضع السائد، ومع ان الكثير من المسؤولين في الدولة قد لا يحسنون قراءة هذه المشاعر الاجتماعية، وربما يقللون من قيمتها وأثرها على حالة الاستقرار في الدولة، إلا انها تؤدي الى تأجيج الوضع القائم وتعمل على رفع حالة الاستياء العام. كما ان وجود عناصر في النظام او قريبة منه تعمل على تكوين ثروات بطرق غير مشروعة، فيما يعاني غالبية الناس من ألم الحاجة وضيق ذات اليد، انما هو محفز كبير على التذمر الاجتماعي. ومثله عندما يتحدث الناس يوميا في مجالسهم الخاصة عن اتاحة الفرص الاستثمارية لعدد من الشخصيات القريبة من السلطة وتذليل العقبات مهما بلغت درجة صعوبتها، وانغلاق هذه الفرص امام المواطن العادي، مما يخلق من المجتمع طبقات متباينة من حيث الحقوق الاقتصادية.
ويسري هذا التباين الى الحقوق الاجتماعية، اذ يشمل التمييز.. التمييز في مستوى الرعاية الصحية، حيث لا تحتاج الشخصيات المتنفذة في الدولة ومن هم في رعايتها الى الكثير من الجهد للحصول على افضل درجات العناية الصحية، وما يستتبع ذلك من سهولة السفر بقصد العلاج في الخارج على نفقة الدولة، بينما يعاني المواطن يوميا من رداءة الوضع الطبي في البلد، ومن سوء الخدمات الصحية، ويمكن الاشارة الى صعوبة حصول المريض مهما تفاقم مرضه على فرصة (علاج في الخارج) دون معونة احد المتنفذين او احد اعضاء مجلس الأمة.
اما على مستوى الحقوق السياسية، فلا يزال العديد من المواطنين يشعرون بأن وسائل التعبير عن الرأي او ما يسمى بآليات المشاركة في الشأن السياسي الداخلي معدمة للغاية، ان وجود برلمان منتخب لم يحقق فرضية التمثيل الشعبي حتى الآن، ولا يزال الشك في نزاهة الانتخابات قائما في ظل تفشي الفساد السياسي، وانتقال الرشوة من حالة شاذة ونادرة الى وسيلة لحسم الانتخابات لصالح بعض الاطراف، وما يتناقله بعض العارفين من توسل بعض المرشحين بالدولة وامكاناتها ونفوذها ضد آخرين، كل ذلك يُخفض من ثقة المواطن بالبرلمان واعضائه، ويحصر دورهم ومكانتهم في الجانب الخدمي كأي موظف كبير عند الدولة، وليس كمشارك في القرار.
اما وسائل الاعلام المختلفة فهي تعتبر - حتى الآن - حصرا على الدولة ورجالها المقربين، ومن البديهي القول ان الديموقراطية لا يمكن ان تنمو في ظل هذا الاحتكار، ولا سيما ان الرأي الرسمي يحاول استثناء اقلام التيار الاصلاحي من التعبير الحر المتدفق عن افكارها ومشاريعها، ومازلت اتذكر اللقاءات التي كان يعقدها التلفزيون الرسمي مع مفكر استراتيجي اثناء حرب تحرير العراق من النظام البعثي، وكانت طبيعة الاسئلة التي وجهت اليه لا تتجاوز اسئلة من قبيل: اذا سمع المواطن صفارة الانذار وهو في السيارة.. ماذا يتوجب عليه ان يفعل؟
ويظهر لي ان هذا الاستخفاف في التعامل مع رأي الناس ومن يمثلونهم، هو دافع اساسي لنمو رغبات التغيير في هذه الاوساط، وان بدء المواطنون حتى الآن في حالة من العجز عن امتلاك الوسائل التعبيرية الملائمة، فإنهم في المحصلة يجسدون الرأي العام الواقعي، وان عجزت التشكيلات السياسية في التعبير عن قناعات وطموحات وهموم الناس الآن، واصبحت اغلبها مجاميع فئوية تُعبر عن ارادة افراد بعدد اصابع اليد الواحدة، فإن المجتمع قادر في المرحلة المقبلة على ان يعيد صياغة مؤسساته الاهلية، وتنظيماته المدنية، واحزابه السياسية، القادرة على التعبير عن وجهات نظره، بعيدا عن ارادات البعض ممن قفزوا وكبروا على ظهره.



#أحمد_شهاب (هاشتاغ)       Ahmad_Shehab#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى لا يكون العصيان هو الحل
- بيان شيعي ضد الفتنة
- نهاية الاستبداد
- بيئة العنف
- آلية إعادة إنتاج التخلف - الكويت نموذجا
- تنقية التفكير من هوى التكفير
- أبناء الذوات وأبناء المحرومين
- السيد الرئيس
- حياتنا بحاجة إلى تغيير
- التهرّب من مسؤولية النقد الذاتي
- بعض القذى في عين المثقفيين
- دولة مشروعها الاستبداد
- الدولة لا تحترم القانون
- ميثاق سياسي
- الإبداع .. تعيش إنت !!
- العراق وبناء الدولة الحديثة
- ليست الليبرالية نموذجا
- ثقافة الموجات الفكرية
- دعوة للحفاظ على الوطن
- تأملات في زمن صعب


المزيد.....




- انحرف وانفجر أمام الكاميرا.. شاهد لحظة تحطم صاروخ فضاء ألمان ...
- كيف رد علي خامنئي على تهديدات ترامب بقصف إيران؟
- الشرع بعد صلاة العيد بقصر الشعب: -أمامنا طريق طويل وشاق-
- -بوليتيكو-: ترامب يخفف لهجته تجاه بوتين ويعلن ثقته في صواب ق ...
- تقارير: مقتل أكثر من 700 إثر انهيار مساجد بسبب الزلزال في مي ...
- ترامب: الرسوم الجمركية المضادة ستستهدف جميع البلدان
- أرمينيا تخطر -الأمن الجماعي- برفضها الإسهام في تمويل المنظمة ...
- هولندا تدعم أسطولها بسفينة عسكرية من جيل جديد
- هولندا تعلن عن ملياري يورو إضافية لتسليح نظام كييف
- أسباب عدم انتظام دقات القلب


المزيد.....

- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد شهاب - مواطن بدرجة مناضل