|
سائقى التاكسى والباعة الجائلين .. وجهان لعملة قبيحة !!!
مجدى نجيب وهبة
الحوار المتمدن-العدد: 4561 - 2014 / 9 / 1 - 14:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
** ظاهرتان أصابوا المجتمع المصرى بالإنفلات الأمنى والأخلاقى فى التعامل مع الجمهور ..
· الظاهرة الأولى : سائقى التاكسى والميكروباص ..
** نسمع تصريحات وقرارات وحملات مرورية على راكبى السيارات والمطالبة بالإنضباط .. وفى النهاية نكتشف أننا أمام قرارات عنترية تليفزيونية فيس بوكية ، لا وجود لها إلا فى مربع لا يتعدى بضعة أمتار .. فنجد إحدى اللجان بها مجموعة من الضباط والجنود لفحص تراخيص راكبى السيارات .. وتكون المحصلة بضعة مخالفات مرورية يتم حصرها لمدة نصف ساعة أو على أكثر تقدير ساعة .. ثم تنسحب هذه اللجنة وتنسحب معها كاميرات التصوير ، ويعود المسئول إلى موقعه بالوزارة بعد أن يكون أدلى ببعض التصريحات العنترية لكل وسائل الإعلام التى تتناولها برامج التوك شو فى السهرة التليفزيونية ..
** ثم تختفى هذه اللجان لعدة شهور .. لتعود ريمة لعادتها القديمة .. وتختفى كاميرات الإعلام .. ويختفى المسئول بعد أن يكون حصل على ترقية أو ربما جائزة مالية تقديرية لمجهوده العظيم فى حفظ الأمن والأمان ..
** هذه المسرحية السخيفة أصبحنا نحفظها عن ظهر قلب .. فى الوقت الذى يسود الشارع المصرى فوضى مرورية من سائقى التاكسى والميكروباص وجرذان التوك توك ..
** رغم وجود تسعيرة جديدة لعداد التاكسى إلا أن الجشع والطمع وحالة الإنفلات الأخلاقى جعلت معظم سائقى التاكسى يلغون عمل العداد ويفرضون التعريفة الجديدة على المواطن .. بزعم أن العداد معطل ، وربما تصل التعريفة الجديدة لسائقى التاكسى إلى ضعف المبلغ المطلوب دفعه فى حالة تشغيل العداد .. فبعض أصحاب التاكسى الجديد قاموا باللعب فى تروس العداد ، وأصبح المشوار الذى يلزم الزبون بدفع 10 جنيهات ، فيفاجئ بأن العداد يصل إلى مبلغ 15 جنيه .. وإذا حاول أن يعترض تصل بلطجة سائقى التاكسى إلى التطاول بمد اليد وإستخدام ألفاظ سوقية وسفالة ومنتهى قلة الأدب فى التعامل مع الراكب ..
** هذا ناهيك عن إنتشار ظاهرة السيارات الخاصة .. فما عليه إلا أن يضع لافتة صغيرة على تابلوه السيارة بأنها أجرة .. فيضطر الراكب أحيانا إلى إستغلال هذه السيارات ، فيفاجئ بأن صاحبها يطالب الراكب بضعف ثمن العداد مع كلمتين لزوم التهديد "دى ملاكى يابيه" .. هذا بجانب سيارات تاكسى متهالكة بدون نمر وبدون كراسى صالون ، وشكل السائق يدل على أنه لم يعرف طريق الإستحمام منذ أكثر من ثلاثة سنوات .. ثم بعد كل ذلك يخرج علينا المسئول فى المرور فى بعض القنوات الإعلامية بالتصريحات النارية بأن كل شئ تمام وإدارة المرور تقوم بمراقبة الشوارع والعمل على ضبط المرور ، والحقيقة أن المرور بالوظة ولا يوجد أى مسئول فى الشارع .. بل إكتفت إدارة المرور بإلباس الصبية وجامعى القمامة جاكيت مكتوب عليه "مرور القاهرة" .. هؤلاء الصبية هم الذين يقفون فى الميادين .. فى الوقت الذى إختفى أمين الشرطة أو ضابط المرور من كل شوارع وميادين القاهرة بإستثناء بعض الأماكن الحيوية .. فهل ستظل القاهرة على هذا البركان من الفوضى ..
** ويأتى دور سائقى الميكروباص .. إنهم مافيا بكل هذه الكلمة من معنى .. يغلقون الشوارع والميادين ويتحكمون فى الراكب ويستخدمون مع بعضهم لغة فى منتهى الإنحطاط .. هذا علاوة على كسرهم للإشارات وصراعهم من أجل تحميل الركاب .. والذى يؤدى إلى حوادث رهيبة تودى بحياة المئات من المواطنين ..
** أما مملكة التوك توك .. فيجب إلغاء هذه المركبة فورا .. لأنها وسيلة للبلطجة والإغتصاب والسرقة وخطف الفتيات .. هذا بجانب الصبية الذين يقودون هذه المركبات الصغيرة .. فلا أحد منهم يملك بطاقة ولا رخصة سواقة .. وإنما هو شخص مسجل خطر ، يستغل بعضهم هذه الوسيلة ، فعند ركوب سيدة أو فتاة تفاجئ بشخصين يقذفون فى التوك توك ويشهرون أمامهم الأسلحة البيضاء وتهديدها بذبحها فى حالة صراخها أو الإستنجاد بالمارة ، ويتم أخذ الضحية وتجريدها من كل ما ترتديه من ذهب والإستيلاء على أموالها .. ثم أخذها فى إحدى الخرابات ويتم إغتصابها وإلتقاط بعض الصور لها وهى عارية وتهديدها فى حالة الإبلاغ عنهم .. ومعظم الضحايا يخشون الفضيحة ، لأنهم يسكنون مناطق شعبية ويصمتون على هذه الجرائم التى تتكرر بشكل شبه يومى فى محطة عزبة النخل والمطرية وشبر الخيمة وإمبابة والقناطر الخيرية التى تحولت إلى منطقة موبوءة للإجرام والبلطجة والمخدرات والدعارة ، ومنطقة عين شمس الغربية .. هذا ناهيك عن منطقة المرج والخصوص ، الذين هم بؤر يستغلها سائقى الميكروباص والتوكتوك للبلطجة والإرهاب فى وضوح النهار وأمام قيادات من مرور الداخلية .. والسبب أن الدولة ترفض وضع قانون واحد تفرضه على هذه الظاهرة ولو وضعت قانون يتحول إلى حبر على ورق مع إستمرار الفوضى ..
** هناك الكثير والكثير وأعتقد أن المسئولين يعلمون كل ذلك منذ أكثر من 30 عاما وجشع سائقى السيارات والسيرفيس مستمرة دون حل رادع لبلطجة هؤلاء ..
· الظاهرة الثانية : الباعة الجائلون ..
** يعتقد البعض أن الباعة الجائلون هم ضحايا المجتمع ، لأنه رفض أن يوفر لهم لقمة العيش ، وهذا الإعتقاد هو أكبر خطأ تعيش فيه الدولة المصرية ، فالبائع المتجول هو فى الأساس عنصر من عناصر البلطجة والإجرام والإرهاب .. يفرض وجوده فى أى مكان وأى شارع وأمام أى محل .. يبدأ بجس النبض فإذا لم يعترض صاحب المحل ، أصبح الطريق أمامه ممهدا بالإستمرار وتبدأ بضاعته فى التضخم ، ولأنه لم يعترض أحد على وجوده .. فالبعض يرى أنه مواطن من حقه أن يأكل عيش والبعض يتعاطف مع حالته التى يعلنها بأنه لم يذق الطعام منذ بضعة أيام وزوجته مريضة ، ولا يستطيع أن يدخل أولاده للمدرسة ، وصاحب المنزل هدده بالطرد .. وهكذا تستمر هذه الإسطوانة فيضطر البعض بالتعاطف معه .. ثم لا يمر بضعة أيام ليأتى صديقه ويحتل جزء أخر من الشارع أو الرصيف .. ثم صديق ثالث ورابع حتى يكونوا رابطة يصعب التعامل معهم ..
** وإذا إعترضت سينالك من السفالة وقلة الأدب والبذاءات مالم تكن تتوقعه ويصبح صاحب المحل أسير داخل محله ، وينقطع عنه الزبون ، ويتحول المكان إلى قذارة ويبدأ السكان فى إرسال الشكاوى إلى الحى بدون أسماء خوفا من بطش هؤلاء المجرمين .. وتأتى المرافق ومعها بعض الجنود والضباط ، ويختفى الباعة الجائلين .. وتعود المرافق إلى الحى التابع لها ، ويعود الباعة الجائلين بعد أن يكونوا رصدوا عن طريق الموبايل تحركات شرطة المرافق .. بل يوجد بعض العاملين بالمرافق .. فيقوموا بتبليغ الباعة الجائلين عن مواعيد الحملات .. فتأتى شرطة المرافق ولا تجد أى مخالفة وكله تمام ..
** وإذا زادت الشكوى وإضطر البعض من المقيمين بالمنازل إلى اللجوء إلى بعض وسائل الإعلام لتصوير المشهد الهزلى على الطبيعة .. يبدأ الباعة الجائلون فى إعلان التحدى للدولة ، وإنهم على حد قولهم هذا مصدر رزقهم الوحيد ، ولأن الدولة ضعيفة ومهلهلة ولا تملك حلول صارمة مع هؤلاء البلطجية .. فبدأت فى إيجاد حلول سريعة ، وهو إنشاء أسواق بديلة لترحيل هؤلاء البائعين إليها ، وتهدأ الأمور بالطبع مع الإشادة بالسادة الوزراء والسيد المحافظ .. ولا تمضى شهور قليلة إلا وتعود الأمور إلى نصابها الأول ، ليعودوا نفس الباعة أو أولادهم إلى المكان مرة أخرى بعد أن يكونوا باعوا المحلات التى أعطتهم الدولة لهم .. ويتكرر نفس السيناريو والبحث عن حلول بديلة ، وستظل الدولة فى صراع بين القانون والبلطجية لنفاجئ بفوز البلطجية بالضربة القاضية على القانون .. وهكذا تتحول القاهرة إلى باعة جائلين فى الميادين والشوارع ..
** وهكذا تستمر الفوضى من سائقى التاكسى و السرفيس والتوك توك إلى الباعة الجائلين وتستسلم الدولة ويضيع القانون إلا قانون واحد هو قانون ساكسونيا ..
** أخيرا .. إن أكبر كارثة تواجه مصر الأن هى التغاضى عن سير سيارات فى الطريق العام وميكروباصات بدون لوح أرقام .. وهنا لا بد من إعتبار أن السيارة التى تسير بدون أرقام هى جناية ، ويجب أن يحال صاحبها إلى محكمة الجنايات ، والتى تصل عقوبتها إلى الإعدام .
** هذا بجانب الضرب بيد من حديد على فكرة الباعة الجائلين ومنعها نهائيا بتغليظ العقوبة على من يتم ضبطهم ، ولا تكتفى شرطة المرافق بمصادرة البضائع ، بل تقديمهم للمحاكمة هى الحل .. إذا كنا نسعى للنهوض بهذا الوطن .. هذا بخلاف سحب تراخيص أى سيارة تاكسى تمارس البلطجة والإتاوة على المواطنين ..
#مجدى_نجيب_وهبة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-امريكا - ..سبيدرمان- ..الاقباط
-
-امريكا -.-.سبيدرمان- ..ألاقباط
-
إعدام .. أوباما
-
خيبة الأمل .. راكبة جمل !!!
-
-البابا تواضروس- : يجوز بناء المساجد بما لا يضر الأمن القومى
...
-
-مجدى خليل- .. ورجال ساويرس !!!!
-
فساد ومهازل الأحكام القضائية فى مصر !!!
-
هل تعود مصر إلى الوراء ؟؟!!!..
-
صراع الديناصورات .. لتدمير الدولة المصرية !!! (الحكومة – الق
...
-
الملياردير -ساويرس- يهدد -عبد الرحيم على- !!!!
-
أمريكا .. وورثة الإخوان المسلمين !!!
-
من مذكرات -ظاظا- على مسرح رابعة العدوية !!!
-
-مناهج أزهرية- تحرض على الرئيس والجيش والأقباط !!!
-
-شيخ الأزهر- يواصل هجومه على الكنيسة المصرية !!!
-
الخيط الرفيع بين المستشار -إدريس- و-خيرت الشاطر- !!!!
-
(الديب) .. ونحانيح نكسة 25 يناير !!!
-
مصر تحتفل بعيد الفطر المبارك !!!
-
أين أقباط العالم مما يحدث للأقباط؟؟؟!!!
-
بعد 30 يونيو .. -مصر بلا إرادة- !!!!
-
62 عاما .. بين 23 يوليو و30 يونيو !!!
المزيد.....
-
لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن
...
-
مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد
...
-
لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟
...
-
إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا
...
-
مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان
...
-
لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال
...
-
ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
-
كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟
...
-
الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
-
مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|