الصديق بودوارة
الحوار المتمدن-العدد: 4560 - 2014 / 8 / 31 - 15:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
(1)
هل يتلاعب بنا الغرب ؟ أم أن فلاسفته يقدمون لنا من جديد "نظرية السيفين" القديمة وقد فُصلت على مقاس خيبتنا الكبيرة هذه المرة ؟ سيفٌ للدين يحز رقبة الشرق ، وسيف للدنيا ينتج التقنية للغرب ؟
(2)
في كتابها الأخير ، تعترف "هيلاري كلينتون" أن الارهاب صناعة أمريكية بامتياز ، وأن التوقيع والختم الأخضر على قيام الدولة الاسلامية هو أمريكي الهوى من الألف إلى الياء .
(3)
وفي منشورها الأخير ، تعلن "بريطانيا العظمى" حالة الطوارئ المشددة احتياطاً من عمليات ارهابية .
(4)
وفي تصريحاته الأخيرة يبدو "أوباما" الهزيل سياسياً ، متحمساً لانشاء حلف دولي ضد الارهاب .
(5)
متاهةٌ من التناقض، لأن هذا الحلف يتطلب وبالأسم وجود تركيا ، وهي ذاتها الدولة التي شرعت حدودها طيلة السنوات الأربع الماضية لتدفق سيل من المقاتلين المدججين إلى داخل أراضي سوريا ، فهل صدرت الأوامر لأردوغان بتغيير مساره ؟
(6)
الغرب يعرف جيداً أنه اخترع لنا هذا الواقع الذي نعيشه ، وأنه استعان بثقافتنا القديمة المليئة بحكايات مريعة عن تنظيمات متشددة بدأت في التناسل منذ أيام الأمويين ، ليحيي من جديد أسطورة "الذبح الحلال" ، والغرب يعرف أنه اختار لنا هذا المصير حتى ينام هو هادئاً مطمئن البال ليلعب الجولف وينظم دورات كأس العالم ويستمتع كل عام بمباراة نهائية في دوري أبطال أوروبا ، ويحلق مع الخيال كلما انتجت "سامسونج" و"ايفون" موبايل خرافي الامكانيات ، فيما نغرق نحن في مآسي " الشجاعية" ومفخخات الرمادي، وهرطقات "الثوار الأعداء" والاجتياحات والتهجير والدمار .
(7)
كل هذا لم يحرك ساكناً لدى الغرب ، ما أثاره الآن هو فيديو يذبح فيه صحافي أمريكي ، عندها استيقظ الضمير ، وأحس النائمون بقرب الخطر ، وبدأ العمل الجاد لانشاء تحالف دولي للقضاء على الارهاب ، وكأن دمائنا رخيصة عند العالم ، أو أنها كذلك فعلاً ، هل يتوجب علينا أن نشكر "داعش الآن " ، أم نلعن هذا الزمن ؟ !!
#الصديق_بودوارة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟