في بلدي

واثق الجلبي

الحوار المتمدن-العدد: 4560 - 2014 / 8 / 31 - 00:34
المحور: الادب والفن
    

في بلدي
في بلدي تكثر السرقات وعصابات النهار .. في بلدي تكثر الانتهاكات التي لا تعطي قيمة للانسان لا كمفهوم ولا كمعنى .. في بلدي يلعب الساسة الحقيقيون ( الامريكان والاسرائليين ) ومن لف لفهم لعبا بالبلاد والعباد والساسة الكومبارس ينتظرون الصعود على خشبة المسرح بشغف .. في بلدي خليفة راشدي ( صفعة باللهجة العراقية) يبيح الجنس والمخدرات وتجارة النساء ولا شيء غير النساء واللعب برؤوس الناس .. في بلدي التعليم في أسوء مراحله العمرية وطلاب كليات لا يقرأون ويكتبون لمن احبوا ( احبكي ) و ( لا كن ) .. في بلدي يموت الجمال ولا يعيش الا القبح والرياء والنفاق .. في بلدي يسرق النفط تحت عناوين القهر والظلم والتهميش .. في بلدي يموت الناس بالمجان .. في بلدي جحيم من الاسعار الخيالية لكل شيء .. في بلدي يعير الشريف بالفقر ولا يتم توظيفه لأنه لا يمتلك ( واسطة) .. في بلدي برلمانيونا يصلون ويزكون ولا يحضرون جلسات البرلمان .. في بلدي تعمر النجف بالجثث وغيرها بالمفخخات والارامل واليتامى .. في بلدي يكثر الصخب والضجيج ويغيب صوت العقل والمنطق .. في بلدي نهب وسلب وقتل وتحطيم للعرى والوشائج الاجتماعية .. في بلدي طبقات اجتماعية مسحوقة بالطين والدم والفقر والتخلف .. في بلدي الخدمات الطبية تقتل المرضى وعندما يذهب الفقير الى عيادة خاصة يبيع ملابسه الداخلية .. في بلدي الفيسبوك صار ادمانا واصبح المراهقون يبنون واقعهم فيه فصاروا جيلا هلاميا لا يعول عليه .. في بلدي إنحسر الشرفاء في ابراج هشة خوفا من حيوانات بشرية فتاكة .. في بلدي الكل يخشى من الكل ولا يطمئن احد للآخر وقد غابت الثقة .. في بلدي كثر المنجمون واهل السحر والشعوذة وتخلى معظم الناس عن الايمان والتجأوا الى الخزعبلات .. في بلدي يموت المبدعون في المنافي ولا يقرأ أحد على ارواحهم الفاتحة .. في بلدي لا ينبغي لك أن تقول لسياسي أنت فاشل .. أو رجل معمم يثير الفوضى والرعب بفتاويه الطائفية .. أنت لص مدع بإسم الدين فتكفر إثر ذلك وتقتل ويستباح عرضك ومالك إن وجد لك مال .. في بلدي لا تستطيع أن تقول رايك بحرية لأنك عبد من الدرجة السافلة ولانك من الاسفلين فستبقى كذلك .. في بلدي الكثير وأخشى أن أقول المزيد .. صدقوني لدي ابناء وأخشى أن يتيتموا ..

#واثق_الجلبي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات