|
إِنتصارات إِلهية وهمية
بارباروسا آكيم
الحوار المتمدن-العدد: 4559 - 2014 / 8 / 30 - 00:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حينما نسمع تصريحات قادة حماس (( المتواجدين في فنادق الدوحة واسطنبول أَو الذين كانوا يتخفون في مستشفى الشفاء طوال فترة عملية الجرف الصامد )) ، فإننا نجد نوعاً من الكوميديا الساخرة الهزلية لايماثلها أَي كوميديا سياسية في الوقت الحالي.! وحينما تستمع الى وسائِل الإِعلام الإِخوانية فإنك وبدون شك ستقع مغشياً عليك من هول التدليس والكذب .! ولنبدأ بأَبرز العناويين التي يلوكونها وهو عنوان :(( الإنتصار الوهمي )) ، أَولاً في القوانين العسكرية هناك مقومات للإنتصار، على سبيل المثال : إِسترداد أَو إِحتلال أََرض ، أَو تحقيق مطالب سياسية ، أَو إِجبار الجهة المعادية على تقديم التعويض المادي (( كما كان يحصل في العصور القديمة )) ، ثانياً : دائِماً وحين حسابنا لقضايا النصر والهزيمة فلا بُدَّ مِن معرفة الجِهة البادئة بالحرب . ونحن نعلم أَنَّ حماس هي من بدأَت هذه الحرب وبأَشكال عدائية مختلفة منها على سبيل المثال 1. الصواريخ والمقذوفات التي بلغت الآف المقذوفات من مختلف العيارات والتي سقطت على الجانب الإسرائيلي رُغم التهدئة 2. الأَنفاق التي كشفت عنها السُلطات الإِسرائيلية وهي انفاق ذات طبيعة قتالية مخصصة لخطف الجنود والمستوطنين أَو قتلهم 3. وأَخيراً حتى يكون ختام القضية مسك اعتراف العاروري في مؤتمر عالمي للأخوان في تركيا وامام الملأ بأَنهم هم من خطفوا وقتلوا المستوطنين الثلاثة .. إِذاً أَيها الإِخواني الحمساوي المسلماني أَنت من أَشعلت فتيل الحرب .! فقل لي ايها الإخواني المسلماني ماهي النتائِج التي قدمتها من إِشعال الحرب غير قتل وتدمير شعبك.!؟ ثالثاً : هناك مقياس ثانوي آخر (( غير صالح في الكثير من الأَحيان )) ، ولكننا سنطبقه لنفحص هرتلة الإِخوان المسلمين ، وإِن كان بالإمكان قياس نصرهم على أَساس المقاييس الثانوية ، والمقياس هو الخسائِر في الأَرواح والمعدات على الجانبين (( وكما قُلت وأُكرر أَن هذا مقياس غير عملي وغير علمي بالمرة .. وكثيراً ماحصل أَن كان المهزوم هو صاحب الخسائر الأَقل على سبيل المثال أَمريكا وفيتنام .. ولكن سنستخدم المقياس فقط لفحص أَكاذيب الإخوان )) ، عدد القتلى والمعاقين في الجانب الإسرائيلي مايقارب الـــ 80 شخص أَما في الجانب الفلسطيني فتتراوح الإِصابات بــحسب المصادر الطبية في غزة بـــــ 5000 اصابة بين قتيل ومعوق مبتور الأَطراف أَما بالنسبة للكلفة المادية فبحسب مصادر متطابقة : قصفت اسرائيل 5085 هدف . أَما حماس واخواتها فقد أَطلقوا مايقارب 4500 مقذوف من مختلف العيارات سقط السواد الأَعظم من هذه المقذوفات في أَرض خلاء ، إِذ لم يصل الى الداخل الإِسرائيلي سوى 220 صاروخ ومقذوف من مختلف العيارات ونجحت القبة الحديدية في اصطياد 708 صاروخ ، الحقيقة الثانية التي تثبت بالأَرقام أَنَّ صواريخ حماس لم تكن صاحبة الكف العليا في خسائر إسرائيل ان خسائِر اسرائيل من القتلى الـــ 70 ، 65 منهم ضباط وجنود سقط معظهم في الهجوم البري على القطاع ، وهذا يعني الى حدٍ بعيد أَن اسرائيل نجحت بتحييد القوة الصاروخية لحماس والتي عمل على تأسيسها الحرس الثوري الإيراني لسنوات .! الآن ماهو مقياس النصر من وجهة نظر قيادات حماس ، تفاخر أَحد المسؤولين في حماس بأَن عدد الولادات في غزة يفوق عدد الضحايا ، وهذا من وجهة نظر حماس إِنتصار.!!!! وحقيقةً لا يسعني التعليق على هذه الهرتلة إِلا بــــعبارة أَو مثل شعبي وهو : (( رزق الكلاب على المجانيين )) ، قالوا أَيضاً أَمام الكاميرات متفاخرين أَي الحمساويين : لقد أَدخلنا الإسرائيليين الى الملاجيء .! والحقيقة انا شخصياً لا أَعرف ماهو الإنجاز في هذا ؟ فكل انسان طبيعي عاقل ، يذهب الى الملاجيء أَو يختبأ من القصف .! والإسرائيليون ليسوا استثناء.. كما إِن الإسرائيليين ككل الشعوب التي تمر بحروب يدخلون الملاجيء وهم يفعلون هذا منذ سنة 1948 مروراً بكل الحروب ، كما لاننسى قادة حماس أَنفسهم تخفوا وإختفوا .. أَتكلم عن هنية وامثال هنية من قادة الخط السياسي، اما بقيتهم فكانوا يسرحون ويمرحون في فنادق تركيا وقطر.! .. قالوا أَيضاً أَن الإنتصار يتمثل بفتح معبر رفح.!!!!! والحقيقة إِنَّ شر البلية مايُضحك ، فمعبر رفح هو معبر تديره السلطات المصرية ولا تملك دولة إسرائيل وصاية من اي نوعٍ عليه .! ومتى ماكانت الأمور طبيعية فالمعبر لن يُغلق.! قالوا أَيضاً معشر حماس أَن إِنتصارهم يتمثل بالهدنة الطويلة .!!! وأَنا فقط أَسأل كُل إِنسان صاحب عقل ( ان كان موجود ) وسط هؤلاء .. يعني هل أَشعلتم الحرب لغرض الهدنة الطويلة ؟؟ طيب قبل هذا الم يكن هناك هدنة وانتم من خرقتموها .؟! ثم أَليست الهدنة الطويلة مطلب نتنياهو الذي قال لن نتفاوض طالما هناك صواريخ تطلق علينا.! أَلستم انتم يامنافقي حماس من كنتم تقولون لا وقف للحرب ولاهدنة الا بشروط المقاومة او المقاولة بمعنى ادق.!؟ ثم انتم ياجماعة الإخوان وحماس تناقضون انفسكم.. فأنتم من جهة اعلنتم انتصاركم الألهي ومن جهة تقولون هدنة ، ونحن نعلم ان الهدنة في السياقات الدولية هي وقف اطلاق نار مؤقت بين طرفين او عدة اطراف لأجل زمني تستمر بعده الحرب أو بأنتظار اتفاق سياسي يؤدي لمصالحة ما.! فهل عمركم ياناس سمعتم بانتصار وهدنة في آن معاً.؟؟ قالوا أَنَّ الإنتصار يتمثل باحد شروط (المقاولة) بإعادة اعمار غزة . والحقيقة مجنون يحكي وعاقل يسمع..فإعادة الإعمار سبق أَن اعلنت عنه الأُسرة الدولية ممثلة بالأمين العام ( بان كي مون ) عن الإستعدادات بهذا الصدد .. وهذا اثناء عمليات الجرف الصامد، كما انه وقتها وجه الأَمين العام تحذير شديد اللهجة الى حماس بأن هذه هي المرة الأخيرة التي تدفع فيها المؤسسات الدولية ثمن طيش حماس واخواتها.! كما لاننسى ان شقيقكم في قطر والراعي الرسمي لأَيتام الاخوان اعلن عن انه سيقدم الدعم المالي لإعادة اعمار غزة.!! أَحد مواقع الإخوان ذكر أَنَّ الإنتصار يتمثل بسماح اسرائيل للفلسطينيين في القطاع بصيد السمك .؟!؟!؟ طيب قبل الأحداث الم يكن الفلسطينيون يصيدون السمك.؟! ماهذا الهراء الاخواني ؟..أَنا شخصياً لا اعرف .؟! لكن هناك قطاع إِخواني من نوع آخر أَشد ذكاءاً ( ياعيني على الذكاء ) يقول لك أُنظر الصحافة الإسرائيلية واحزاب المعارضة في اسرائيل تنتقد نتنياهو.!! والحقيقة أَنَّ إِسرائيل شِئنا أَم أبينا دولة ديمقراطية وليست دولة القائِد الضرورة..هناك لايوجد لامشايخ ولا زعماء وحينما يتكلم نتينياهو او يتخذ قرار لا أحد يقول له : بارك الله فيك شيخي او احسنت شيخي ، كما ان هناك ( يعني في اسرائيل ) الإنسان حُر الإرادة وحرٌ في النقد .. لااحد يهدده بالردة او الخيانة في حال انتقد موقفاً او قراراً هو يراه سلبياً .. وهنا نتكلم عن فارق تفكير بين عقليتين .. عقلية طُبعت على النقد والتفكير وعقلية أُخرى طبعت على السمع والطاعة ..ودمتم سالمين
#بارباروسا_آكيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أَخلاقيات جيش الدفاع الإِسرائيلي وخصومه
-
رسالة الى القيادات الأوربية على وجه الخصوص
-
أخلاقيات حماس في الحرب
-
الهدي النبوي في جناحي الذبابة
-
يوم اغتيال الطاغية
-
رسالة الى الجاليات المسيحية والأيزيدية في الخارج
-
ياليتني شعرة في جلد هذا الحمار.!
-
مدينة كاراماي الصينية تحظر الرموز الأسلامية.!
-
منظمة حماس الأرهابية
-
خرافة اعجاز القران عند المعتزلة
-
بطل الشيعة ( فيروز ابو لؤلؤة ) 1
-
بطل الشيعة ( فيروز ابو لؤلؤة ) 2
-
سيدنا ذئب بن ذئيب ( رضي الله عنه )
-
بروبكاندا التشويه الأسلامية
-
آثارٌ زاخِرة في هَدم الكنائِس العامِرة.!
-
بوبي ( رضي الله عنه )
-
مهزلة العدالة العمرية
-
الفاشية الأسلامية
-
تطبيق الحدود الوحشية في بلدان ديمقراطية
-
الحجاب من مخلفات عصر العبودية
المزيد.....
-
الجيش الإسرائيلي يوسع عملياته في الضفة الغربية و-يجبر- عائلا
...
-
-ديب سيك- تطبيق صيني يغير معادلة الذكاء الاصطناعي العالمي..
...
-
الأزهر يعلن رفضه القاطع لمخططات تهجير الفلسطينيين
-
إقالة 12 مدعيا شاركوا بمحاكمة ترامب
-
أميركا تواصل ترحيل مهاجرين إلى غواتيمالا وتتجاوز الأزمة مع ك
...
-
سوريا.. ضبط شحنة كبيرة من الحبوب المخدرة على معبر نصيب الحدو
...
-
حرصا على كرامتهم.. كولومبيا تخصص طائرات لإعادة مواطنيها المر
...
-
مجلس الشيوخ يصوت على تعيين سكوت بيسنت وزيرا للخزانة
-
تاكر كارلسون: بلينكن بذل كل ما بوسعه لتسريع الحرب بين الولاي
...
-
دراسة تتوقع ارتفاع الوفيات في أوروبا بسبب شدة الحر بنسبة 50%
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|