أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - تشيد الدعامات الأولى لتحويل الفكر لمشروع واقعي














المزيد.....

تشيد الدعامات الأولى لتحويل الفكر لمشروع واقعي


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4558 - 2014 / 8 / 29 - 22:31
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لكل بناء ركائز تغوص في عمق الأرض لتستند عليها القوائم والدعامات التي سوف تتحمل ثقل البناء وترسم بمقدار قوتها قدرة البناء على الصمود وتشكيل نمذجة البناء وفق ما يتصور ويخطط الذي وضع الصورة النهائية في ذهنه وأجرى المقادير والمقدرات وهيأ لها الأسباب ليشاد كما يريد, وهذه الدعائم دوما ليست مطلوبة لذاتها بل لأنها هي التي تحمل بقابلية أولية على تفريع وتشكيل البناء ناهيك عن كونها مصدر قوة وصلابة للبناء.
ومهما كانت قوة الأسس تحمل من قدرة الصمود وذات قابلية للتحمل أكثر فأنها لا تغني عن قوة الدعامات وتعددها وتفرعها بل أن حقيقة قوة الدعامات ملتصقة بقوة الأسس بل كل البناء يعتمد على ملائمة الدعامات مع الأسس وتوافقهما على أن يكون المشيد عليهما سليماً ومنسجما كوحدة شيئية متكاملة, وحيث أننا نخوض في موضوع فكري فلا بد من المرور أولا على الأسس والتي هي مصدر قوة الدعامة والهيكل البنائي للفكر كله ومتى سلمت الأساسات من الضعف نستشعر للبناء قوة ذاتية أولية لنرى كيفية توافقهما معا مع الغائية والعلة من هذا البناء الفكري.
تعلق الدين كرسالة بأسس أولية نستشفها من نصوص الدين ذاته ومن فهمنا لمشروع الله _الإنسان ومن ربط الوجود المحسوس ذاتيا بالوجود المفترض كمشروع يراد له أن يتحقق بنوع من التماهي بين العلل الكلية والتجربة التي تمتحن فيها العلة للوصول لغايات تتوخى وتجذر إنسانية ذات تصور كلي تمامي وإنسانية معاشه ,ولأن سبب هذا الشرخ فيها ليس لكونها أصلا قابلة للتثنية بل لخصائص الإنسان الذي هو محور الرسالة بما يمتلك من قوة بدوية للسير في اتجاهات متعددة تدور جميعا على مبدأ الحرية.
الحرية مفهوم أصلي والتي يحاول الكثير من المفكرين تجاوز حقيقة تبلورها وافتراضها الأولي كأس عقيدي, بحجة أن الأمر الرباني القادر على تجاوز الإنسان وبسهولة وانحياز الله دوما لهذه القدرة يلغي مدارك الحرية للعقل الإنساني وبالتالي أن الله هو الذي يفعل ما يشاء دوما {قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ}آل عمران40,وجود الحرية كنص لا يلغي أن الله هو الذي بمقدوره مجاوزة وتعدي هذه الحرية بما يشاء وكيف يشاء ولا سلطان قادر على أن يضع توازن حقيقي بين الحرية والأشاءة إلا بما ألزم نفسه بها من شرط العدل وعدم الظلم.
السؤال الذي يطرحه الكثيرون هل أن الحرية وهم نخدع أنفسنا بالتسليم بوجوده أساس في العقيدة الرسالية أو حتى في جوهر الرسالة؟ أم أن البحث في صور لها أو تصورات حقيقية مجرد عبث مع طغيان القابلية الربانية على الفرض والإلجاء مع ضخامة النصوص المتقابلة تفسد دعوانا بوجود حرية ممكنة؟ أظن أن البحث هنا صعب وشاق ولكنه ممكن, ليس لأننا نريد أن نبرهن على أمر افتراضي وإن كان غير حقيقي ,بل لأن التثبت من وجوده يكشف حقيقة مشروع الله_ الإنسان وبالتالي يمكننا أن نبحث في ما يترتب على وجود الحرية هذه في الكثير من المفاصل التي تعنينا في موضوع تدخل الإنسان في رسم الرسالة وتحويلها من كائن فكري متقبل سلبي لها إلى فاعل ومشارك في صنع ورسم صورة الرسالة أيضا .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاقة الدين بالمدنية والتوطن
- العراق جمجمة العرب
- امة إبراهيم وإبراهيم الأمة
- خطيئة التاريخ
- إسماعيل الذبيح وليس أسحق
- أولاد إسماعيل في القصة
- إبراهيم في التوراة
- المنهج الوطني لمكافحة التطرف والطائفية
- إبراهيم في التوراة ح2
- إسماعيل في التوراة
- العنف الديني والتطرف متلازمة اجتماعية أقتصادية ح4
- العنف الديني والتطرف متلازمة اجتماعية أقتصادية ح3
- العنف الديني والتطرف متلازمة اجتماعية أقتصادية ح2
- العنف الديني والتطرف متلازمة اجتماعية أقتصادية ح1
- لو أني كنت رئيسا للعراق
- مكة وإسماعيل العربي ح1
- مكة وإسماعيل العربي ح2
- العبرانيون وإبراهيم والعرب ح1
- العبرانيون وإبراهيم والعرب ح2
- التاريخ بين القراءة الدينية والمنهج العلمي ج2


المزيد.....




- أشرف عبدالباقي وابنته زينة من العرض الخاص لفيلمها -مين يصدق- ...
- لبنان.. ما هو القرار 1701 ودوره بوقف إطلاق النار بين الجيش ا ...
- ملابسات انتحار أسطول والملجأ الأخير إلى أكبر قاعدة بحرية عرب ...
- شي: سنواصل العمل مع المجتمع الدولي لوقف القتال في غزة
- لبنان.. بدء إزالة آثار القصف الإسرائيلي وعودة الأهالي إلى أم ...
- السعودية تحذر مواطنيها من -أمطار وسيول- وتدعو للبقاء في -أما ...
- الحكومة الألمانية توافق على مبيعات أسلحة لإسرائيل بـ131 مليو ...
- بعد التهديدات الإسرائيلية.. مقتدى الصدر يصدر 4 أوامر لـ-سراي ...
- ماسك يعلق على طلب بايدن تخصيص أموال إضافية لكييف
- لافروف: التصعيد المستمر في الشرق الأوسط ناجم عن نهج إسرائيل ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - تشيد الدعامات الأولى لتحويل الفكر لمشروع واقعي