أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - ضيّع المشيتين














المزيد.....


ضيّع المشيتين


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 4558 - 2014 / 8 / 29 - 15:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هواء في شبك
ضيّع المشيتين
عبد الله السكوتي
زعموا ان غرابا رأى قطاة تمشي، فاعجبته مشيتها، وطمع ان يتعلمها، فراض على ذلك نفسه، فلم يقدر على احكامها، ويئس منها، واراد ان يعود الى مشيته الاولى، فاذا هو قد اختلط وتخلّع في مشيته، وصار اقبح الطير مشيا وفي ذلك قال الشاعر:
ان الغراب وكان يمشي مشية......... في ما مضى من سالف الاجيالِ
حسد القطاة ورام يمشي مشيها........ فاصابه ضرب..... من العقّالِ
فأضلّ مشيته واخطأ مشيها........... وبذاك ......سموه ابا مرقالِ
وهذا المثل يضرب لمضار التقليد الاعمى، وبمن يطمع بماليس له فيخسر ماله، وكذلك رئيس الجمهورية ضيّع مشيته واراد ان يقلد مسعود، فلم يتقن مشية مسعود، يطالب بانشاء مجلس عسكري ليعمق من هوة الفرقة والاختلاف بين السنة والشيعة، وهو يعلم علم اليقين ان المجالس العسكرية هي من تخرب الاوطان وتدمر بناها التحتية والفوقية.
ان معصوم جاء بخطة جديدة، يريد من خلالها ان تصبح الحالة الامنية في العراق مليئة بالتشرذم، والقرارات التي يتخذها هذا وذاك فتدب الفوضى ويكون البلد مفتوحا امام الارهاب، كثير من السياسيين اضاعوا المشيتين، حتى مسعود نفسه، قلد اكثر من مشية لاردوغان ولعبد الله وتميم وغيرهم من مجرمي الحرب بشهادة الجميع، صارت السعودية تهدد بقطع علاقاتها مع قطر، ومجلس التعاون الخليجي يفكر باخراجها من تكتله، ومسعود يرتبط معها باقوى العلاقات، الايثير هذا التصرف الدهشة والفضول ويكون مسعود ربما من بناة داعش الاساسيين، اختلف معها على الغنيمة فلم يسلم من شرها، كل هذا وارد، ووارد ايضا ان مسعود وضع فؤاد معصوم بجيبه الايمن يحركه كيف يشاء، ولم تعد حقوق الاكراد هي المشكلة، وانما صار العراق مشكلة الاكراد التي يجب ان يضعونها في حساباتهم للسيطرة عليه وتدمير السنة والشيعة معا.
هذا الامر مدعاة الى ان يسيطر البعض على الكل فيسلبه مجددا ثرواته وكرامته ويتهمه بالخروج عن القانون، ويضع الوطن بيد المجالس العسكرية وهو يعرف ماجرى في ليبيا والصومال من تحت رأس هذه المجالس، انه مسمار كردي في نعش العراق وهذه الغاية مدروسة، وصار رئيس الجمهورية ليس منصبا فخريا، بل منصب رئيسي، يصنع المجالس ويأمر بعدم الدفاع عن الوطن، ويناقش باتجاه ان الحشد الشعبي الذي يقف بمواجهة داعش هو عبارة عن مليشيات يجب حلها وترك آمرلي تحت رحمة الدواعش بعد ان وقف الكرد متفرجين على مايجري في هذه المدينة المنكوبة، والتي صمدت صمودا يعطي درسا لجميع العراقيين.
ومن المعيب ايضا ان يطرح الرئيس الامر على الاميركان، مايعني ان مشروعية هذا المجلس ستكون مستمدة من مشروعية اميركا وتلاعبها بمصير العراق، وهذا الامر يحسب على الرئيس ، اذ كان الاولى به ان يناقشه مع شركائه في العملية السياسية ويرى مقبولية الامر ، لا ان يلجأ الى العصا الاميركية ليجعل من انشاء المجلس العسكري امرا واقعا، وانا على تمام اليقين ان الرجل سيضيع المشيتين وبالتالي ستفضح الاعيبه، ويكون مصداقا لقول الشاعر :
( سكيته الشهد يا هالناس مرْكال..... وظل دوم اعلا صدري يدوس مركال
صرت مثل الغراب انوسم مركال.... ...........ضيّعت المشي وشلون بيّهْ)
واذا ماثبت ان الرئيس اضاع المشيتين فانها الطامة الكبرى التي ستعصف بالوطن وستجعله مزقا وطوائف تقتتل على الثروة والماء لنعود ثانية الى عصر الغزوات الذي عاشه البدو من قبل، وهو المخطط الذي سيعود فيه العراق الى ماقبل نشوء الدولة العراقية في عشرينيات القرن المنصرم، ونضيّع المشيتين احنه ويه الريس.



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نيكاراكوه عاصمة الشراكوهْ
- صيف وشتا ابفد صطح
- مايلحك عليه شيخ الجناكيل
- انا احمل حريتي معي
- كل من قهوتو من كيسو
- طهّر بتك بالفاس ولاعازت الناس
- لاصخل ولاحصان
- تعليمات للتفوق في المهنة، خادمك لو خادم الباذنجان
- داعش في بغداد
- جلب ابو اهلين ماينجني
- ثور الله بارض الله
- ماظل بالدار الا العار
- اللي يبوك المنارهْ، يحضر الها الجيس
- بلادي فكِنْ
- عبادة اربعين سنه
- دكة النجيفي
- اصدقاء النجيفي
- مختلفين اكعد شور الهم
- خيعونهْ الفك ريجه ابخالهْ
- عينك لاتشوف


المزيد.....




- ضربات -تركية- على نفق أسلحة لقوات سوريا الديمقراطية.. ما حقي ...
- مصدر مصري لـCNN: السلطة الفلسطينية تستعيد إدارة معبر رفح.. و ...
- 12 سؤالا للحفاظ على صحة دماغك طوال الحياة
- سوريا: مقتل 15 في انفجار سيارة مفخخة في منبج
- مقتل مؤسس كتيبة المتطوعين في جمهورية دونيتسك بانفجار في مبنى ...
- البحرين.. عبد العاطي يؤكد التزام مصر بأمن الخليج
- طريقة رصد المناطق المحمومة في العالم
- سقوط سيارات من فوق جسر في تركيا
- صحة غزة تنشر حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- إيران ترسل 4 سفن حربية إلى الإمارات لمناورات مشتركة


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - ضيّع المشيتين