أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فضيلة يوسف - لماذا خان العرب غزة















المزيد.....

لماذا خان العرب غزة


فضيلة يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4558 - 2014 / 8 / 29 - 09:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مترجم
رمزي بارود
إذا سألت أي حاكم عربي، فسوف يخبرك كم من التضحيات الكبيرة قدمتها بلدانهم لفلسطين والفلسطينيين. ومع ذلك، يشير كل من التاريخ والواقع الحالي ، ليس لفشل العرب في الارتقاء إلى الدور المتوقع منهم في التضامن مع اخوتهم المضطهدين فقط ، وانما إلى الخيانة العربية الرسمية للقضية الفلسطينية أيضا . والدور المشبوه الذي لعبته مصر في محادثات وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل الحرب الأخيرة على غزة، هي مثال على ذلك.
تقدر قراءة الملاحظات التي كتبها Aaron David Miller ، وهو باحث في مركز ويلسون في واشنطن ان عمق الخيانة العربية لا لبس فيها. وقال "إنني لم أر أبدا وضعا مثل ذلك، حيث تقبل الكثير من الدول العربية الموت والدمار في غزة وضرب حماس .قال ميلر لصحيفة نيويورك تايمز. "صمت العرب يصم الآذان".
يعزو ميلر الصمت العربي إلى كراهية الإسلام السياسي التي برزت على الساحة العربية بعد ما يسمى بالربيع العربي. حيث شهد الربيع العربي صعود حركات مثل جماعة الإخوان المسلمون في مصر و حزب النهضة في تونس إلى مراكز السلطة. تحدى "الربيع العربي" وعطُل مؤقتا على الأقل هيمنة السلطات الفاسدة ، والنخب العربية الموالية للغرب، وأطلق العنان لطاقات المجتمعات المدنية المهمشة تاريخيا.
حصلت حركات الإسلام السياسي، وخاصة تلك التي تتبنى الأيديولوجية الإسلامية المعتدلة المعروفة باسم "الوسطية "على أعلى الأصوات في عدة انتخابات ديمقراطية ، مثل فوز حماس في الانتخابات الفلسطينية في عام 2006، وتلتها حركات إسلامية أخرى لحظة "الربيع العربي" الذي فتح بهامش ضئيل الديمقراطية وحرية التعبير.
شكلت الحركات الإسلامية السياسية التي لا تلتزم أيديولوجية متطرفة مثل الدولة الإسلامية (ISIS) والقاعدة، على سبيل المثال خطراً لأنها لا يمكن دمغها بالتطرف و الإرهاب ، وفي الواقع، تبدو أكثر ميلا للعب لعبة الديمقراطية من الحركات التي تدعي "الليبرالية" والعلمانية والاشتراكية.
بدأت الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، ابتداء من يوم 7 تموز، وجاءت في وقت يتم فيه توجيه ضربة للإسلام السياسي في مصر ويتم تجريم بعضها في البلدان العربية الأخرى. وكان هذا أول هجوم عسكري إسرائيلي كبير على غزة منذ الاطاحة بالرئيس المصري المنتخب ديمقراطيا محمد مرسي في 3 تموز 2013 "وهو من الإخوان المسلمين". ورغم تحول الحرب الإسرائيلية في غضون بضعة أيام إلى شكل من أشكال الإبادة الجماعية (قتل الآلاف، وآلاف الجرحى، وربع سكان غزة بلا مأوى تقريباً)، ظلت معظم الدول العربية في معظمها صامتة. الا من بعض الإدانات العشوائية التي لا تعني سوى القليل جدا. أما مصر فذهبت إلى أبعد من ذلك.
بعد فترة وجيزة من بدء الحرب الإسرائيلية "عملية الجرف الصامد"، قدمت مصر اقتراحا مشبوهاً لوقف إطلاق النار ، وحتى جريدة التايمز اعتبرته غريباً. " فاجأت الحكومة في القاهرة .. حماس باقتراح علني لاتفاق وقف إطلاق نار يلبي معظم مطالب إسرائيل ولا يلبي مطالب الحركات الفلسطينية (حماس) ، وكتب ديفيد كيركباتريك في 30 تموز: لم تتم استشارة حركة حماس" الطرف الفلسطيني الرئيسي في الصراع "، والتي أعلنتها الحكومة المصرية بأنها حركة "إرهابية،" حول اقتراح وقف اطلاق النار وعلمت عن الاقتراح من خلال وسائل الإعلام فقط . ولكن، بطبيعة الحال، رحب بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل بالاقتراح المصري. وكذلك رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وهو المنافس الرئيسي لحماس، والخصم القوي للمقاومة المسلحة (ويمكن القول، لأي شكل من أشكال المقاومة الفلسطينية حقا) واعتبر عباس المقترح بأنه لفتة من"الشقيقة" مصر. هرع الحكام العرب الآخرين للثناء على عبد الفتاح السيسي لقيادته الإقليمية الذكية.
بالطبع، كانت العملية كلها مهزلة، يعني إلقاء اللوم في نهاية المطاف على حماس والمقاومة في غزة لرفضها وضع حد للصراع (الذي لم تبدأه وكانت ضحية له في نهاية المطاف)، وإلى دعم السيسي كرمز جديد للسلام والاعتدال في المنطقة؛ واظهاره بمظهر "الرجل القوي" الذي يمكن ان ترتبط معه حكومة الولايات المتحدة بأعمال .
كل ذلك فشل، بالطبع، لسبب واحد وحيد، صمود مقاومة غزة على أرضها، وتكبيد اسرائيل خسائر عسكرية خطيرة، وزيادة التعاطف والاحترام للمقاومة في جميع أنحاء العالم.
ولكن لم تحترم أي من الحكومات العربية التقليدية، بالطبع هذه المقاومة وهذا الصمود، بمن فيهم أولئك الذين يتغنون دائماً بالصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني في كل فرصة، وخطبة. لكن النجاح المتجدد لحركة حماس، والذي يمكن القول أنه قد تلاشى في غياهب النسيان بعد الاطاحة بالإخوان في مصر، وقطع العلاقات مع دمشق وطهران، كان محيراً ومحبطاً للغاية لهذه الحكومات.
إذا نجت حماس من حرب غزة، لصمودها امام أقوى جيش في الشرق الأوسط فإن ذلك يعتبر انتصارا. وسوف يعاني نتنياهو من عواقب وخيمة في اسرائيل. ويمكن أن تتجدد العلاقات بين حماس وإيران، و إحياء "معسكر المقاومة" مرة أخرى. وسيشكل ذلك انتصاراً معنوياً للإخوان وهزيمة معنوية للسيسي (والدور الإقليمي المنشود له) وسيكون ذلك مذهلا.
تأسس تحالف من نوع ما بين عدة دول عربية وإسرائيل لضمان زوال المقاومة في غزة - وليس فقط المقاومة كفكرة، وتعابيرها العملية، وانما أيضا مظاهرها السياسية ، التي امتدت أبعد بكثير من حدود غزة المحاصرة.
قدم مارتن انديك نائب رئيس معهد بروكينغز في واشنطن "وحليف اسرائيل "، تفسيرا لذلك. حيث قال "هناك " مصالح مشتركة "بين الدول عندما يكون لها خصوم مشتركة" وأخبر انديك ، بلومبرغ. "وكما ترون أن الولايات المتحدة أقل انخراطا مما كانت عليه من قبل في الشرق الأوسط، فمن الطبيعي أن تنظر هذه الدول إلى بعضها البعض - بهدوء، تحت الطاولة في معظم الوقت - لايجاد وسيلة لمساعدة بعضهم البعض."
بطبيعة الحال، فشلت أحدث جولة من محادثات وقف إطلاق النار في القاهرة لأن الحزب الذي يستضيف المحادثات يرى جماعة المقاومة الفلسطينية الرائدة حماس كحركة إرهابية ويكره رؤية سيناريو ينتصر فيه قطاع غزة على إسرائيل. إذا تم تلبية مطالب المقاومة : إنهاء الحصار، وتفعيل ميناء غزة والمطار، لإن مصر ستحرم الفرصة للضغط على حماس والمقاومة والشعب الفلسطيني تماما.
وإذا فازت المقاومة – بالصمود أمام الآلة العسكرية الإسرائيلية وتحقيق بعض مطالبها - فمن المرجح أن يتغير تماما الخطاب السياسي في الشرق الأوسط، حيث سيتحدى الضعفاء مرة أخرى، الأقوياء من خلال المطالبة بإلاصلاحات الديمقراطية، والتهديد بالمقاومة باعتبارها وسيلة واقعية لتحقيق هذه الأهداف.
ومن المثير للاهتمام، ان فوز حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في عام 2006 أحيت إمكانية تحقيق الإسلام السياسي لأهدافه من خلال صناديق الاقتراع، التي كانت نذيرا لصعود الإسلام السياسي في جميع أنحاء المنطقة في أعقاب "الربيع العربي". أي أن انتصار المقاومة الفلسطينية يمكن أيضا النظر إليه بخطورة بالنسبة لأولئك الذين يرغبون في الإبقاء على الوضع الراهن في جميع أنحاء المنطقة.
يستمر بعض الحكام العرب بإعلان تأييدهم القوي لفلسطين وقضيتها. لكن "عملية الجرف الصامد " كشفت بلا شك أن مثل هذا التضامن هو فقط مجرد عرض من الكلمات؛ وأنه على الرغم من تحفظ، بعض العرب الا انهم يرغبون في رؤية إسرائيل تسحق أي مظهر من مظاهر المقاومة الفلسطينية في غزة وفي أي مكان آخر.



#فضيلة_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابن الموت - محمد ضيف-
- نظرة تاريخية لمجزرة غزة 2014
- عولمة غزة : كيف تقوض إسرائيل القانون الدولي من خلال -الحرب ا ...
- لماذا لا يمنح الجيش الإسرائيلي جائزة نوبل للسلام؟
- حماس : ليست هدف اسرائيل
- الجانب النفسي/العسكري للبلدوزر الإسرائيلي
- إرفعوا الحصار عن غزة يتحقق السلام
- إرفعوا حماس من قائمة الإرهاب وتفاوضوا معها
- الشعوب المحاصرة، مختبرات الفناء الخلفي :العلاقات التي تربط ب ...
- حماس وجنون العظمة الاسرائيلية
- ماذا لو كان الأطفال القتلى -الشهداء- في غزة يهوداً؟
- كابوس غزة
- كبح حقوق العمال في المكسيك
- تأثير الحرب في غزة على النساء
- الليبرالية الجديدة
- التفكير خارج الاطار العلماني
- هل تطلق النار على عراقي في الفضاء الالكتروني
- ماذا سيفعل اوباما مع KBR
- الدفاع الليبرالي عن القتل
- الولايات المتحدة والمأساة الأفغانية


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فضيلة يوسف - لماذا خان العرب غزة