سلام إبراهيم
روائي
(Salam Ibrahim)
الحوار المتمدن-العدد: 4558 - 2014 / 8 / 29 - 02:31
المحور:
الادب والفن
كم عشت من هول؟
كم؟
في الأعتقال المبكر حيث يشعر الإنسان أن مسألة وجوده في الحياة تتعلق لا بالمجتمع بل بمن خطفه من الشارع. كان ذلك عام 1970 وتكرر الأمر وتعمق الإحساس، حتى خوض الحرب كجندي على جبهة إيران، هول في هول وزملائي يموتون حولي في كل أحتدام، ثم تجربة الثوار في الجبل ودفني لرفاق نضال، وأصابتي، كل هذا الهول لا يعادل الهول الذي يقع على أبناء جلدتي هذه الأيام، هول مطلق الآن تخيلته في روايتي - الحياة لحظة - ومن قتلني فيها نفس هؤلاء الذين يقتلون الآن بدون رحمة ولا ضمير، لم أنم منذ يومين معذباً بشهادات الجنود الناجين من سبايكر من فعل القتل الذي يمارسه شباب وكأنهم ظهروا للتو من غابة الإنسان، تفجير قتل بدم بارد لعب بالرؤوس ستقتلني وحشية أبناء جلدي الذين لم أتخيل أنهم سيصلون إلى هذا الدرك السافل.
أفزّ مرعوباً، خربوا لي أحلامي ونومي حتى أني الليلة الفائتة مسكني كابوس شديد الوضوح فرأيت أبني الصغير يسقط من الطابق الثاني فجعلت أصرخ وأصرخ وأركض نحو باب الشقة للنزول إلى الشارع سامعاً صراخه المجنون فأستيقظت يابس الريق.
قلت له صباحاً:
- صلاح بابا رأيتك في كابوس
وقصصت عليه الكابوس ثم عانقته بشدة وكدت أن أنحبّ لكني تماسكت بعناء.
ردّ علي:
- بابا أترك أخبار العراق ولا تشوف فديوات القتل شوية أرتاح أنت مريض بويه
لكن كيف أرتاح
وأي قسوة في قلوب أبناء جلدتي أية قسوة
أيها النوم ترفق بيّ
وحنّ على حالي
#سلام_إبراهيم (هاشتاغ)
Salam_Ibrahim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟