سامان نوح
الحوار المتمدن-العدد: 4558 - 2014 / 8 / 29 - 02:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
- وسائل اعلام الحزب الديمقراطي الكردستاني وكذلك الاتحاد الوطني تتحدث عن انتصارات كبيرة على جبهات زمار ومخمور وجلولاء. ذات وسائل الاعلام كانت تصف البيشمركة قبل 1 آب بالقوة التي لا تقهر وانها ستقضي على داعش اذا ما فكرت بمهاجمة اية بقعة من كردستان. وفي الحالتين كانت تلك القنوات تكذب وتخدع جمهورها وهي تعرف انها تكذب.
قلناها قبل اسابيع ان تنظيم داعش لن يحتفظ بالأراضي الواسعة من كردستان التي سيطر عليها في ثلاثة ايام وانه سينهبها ويحرقها ويلغمها ثم ينسحب دون قتال لأنها ليست اراضيه ولا حواضن له فيها. وما يحدث في مخمور ومحيطها وبعشيقة وزمار منذ ايام انسحابات مستمرة لبضع عشرات من مقاتلي داعش في ارض ليست ارضهم ولا مقاومة لهم فيها.
نرجوكم ايها الاعلاميون الحزبيون الأفذاذ، لا تخدعوا المواطنين بانتصارات وهمية وبطولات لم تتحقق بعد، بل أعدوهم لمعارك صعبة لم تبدأ بعد.
- قادة الحزب الديمقراطي يقولون متفاخرين ان عملية انهاء تقدم داعش وتحرير مخمور و"الانتصار الكبير" هناك حققه مقاتو الحزب الابطال. ويرد الاتحاد الوطني بان رفات شهدائهم الذين سقطوا في مخمور، والمئات من مقاتليهم الذين وصلوا الى هناك من السليمانية لانقاذ اربيل التي كانت مهددة تظهر من "سحق" داعش هناك.
وبين هذا وذاك يقول حزب العمال الكردستاني ان مقاتليه هم من قاوموا الهجوم فيما كان مسؤولو الحزب الديمقراطي يفرون مع عوائلهم من اربيل.
هكذا يتحدثون عن انتصارات لم يحققها اي واحد منهم. فوقف هجوم داعش على محيط اربيل لم يتحقق الا عندما تحركت الطائرات الامريكية ووصل الخبراء الامريكيون وهم وحدهم من انقذوا عاصمة الاقليم... وهذا لا يلغي ابدا ان عشرات من مقاتلي حزب العمال والاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني حاربوا في تلك الجبهة بما توفر لهم من امكانات وسقط منهم شهداء هم محل تقدير عظيم.
- للأسف ما يحدث من جدل كردي وترويج لانتصارات لم تتحقق الى الآن، يوضح اننا في خطر حقيقي، فداعش مازالت على الأبواب والكرد منقسمون مفككون منشغلون بمديح انفسهم والتحدث عن "حاجة" كل العالم للبيشمركة لوقف داعش كونه الوحيد القادر على ذلك!!!
يتفاخرون بدعم الدول الاوربية لهم بأسلحة لا نعرف ما هو المقابل لها، فلا يوجد شيء بالمجان، معتبرين ذلك "انتصارا عظيما" لدبلوماسيتهم فيما ضحايا سنجار التي تعرضت للابادة أمام اعينهم، مازالوا ينتشرون على ارصفة الشوارع وتحت الجسور وفي الحدائق العامة دون ان يجدوا ولو خيمة تأويهم.
مع كم المديح والانتصارات التي تظهرها قنوات الاعلام الحزبي، اقول نحن في خطر حقيقي بان تقع مآىسي جديدة كمآساة سنجار، وكاننا لم نتعلم من الدرس، فما احتلته داعش في ثلاثة ايام علينا استعادته بدعم امريكي ودولي (لن يكون مجانيا) في اسابيع وربما اشهر وبعدد غير قليل من الضحايا الذين سيسقطون في حرب قاسية مع مفخخات والغام داعش التي ستكون مزروعة في كل مكان.
هذا كله قبل ان تبدأ المعارك الحقيقية مع داعش في ضواحي وداخل المدن التي تعتبر معاقل له كالموصل.
#سامان_نوح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟