أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حدوي - العدالة الركن الاساس لبناء المجتمع وتنميته..














المزيد.....


العدالة الركن الاساس لبناء المجتمع وتنميته..


محمد حدوي

الحوار المتمدن-العدد: 4557 - 2014 / 8 / 28 - 17:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحكي كتب التاريخ انه قبل الف سنة ،وفي القرن الرابع الهجري بالضبط، كان هناك رجل فقير يكسب قوته من عمل بسيط ويخدم قضاة قرطبة في الاندلس عصر ازدهارها ، وهذا الرجل إسمه ابن السقا.وكان هذا الرجل يخفي ما في باطنه من مساوىء أخلاقية، اي هو من طينة ماسماهم القرآن الكريم بالمنفاقين، فارتقى الرجل بنفاقه وشطارته اعلى المناصب في الدولة واصبح يشرف على بيت المال فظهر على حقيقته ومد يده الى الخراج ينفقه على متعه الخاص ومع من يريد، فاغتيل ابن السقا وكانت نهايته..الى حد كتابة هذه السطور، لازالت القصة عادية ، فحتى في زماننا هذا، وعبر تاريخنا الحديث، نحن نرى ونسمع ايضا عن اشخاص متلونين على شاكلة ابن السقا ، اشخاص وصلوا بالتحايل الى البلديات والجماعات المحلية وحتى الوزارات ،أشخاص صعدوا من القاع ومن المجهول وهم يدعون ما يدعون من مكارم الاخلاق ،وماإن ترقوا الى مراكز المسؤولية حيث سلطة الاشراف على صرف الميزانيات الضخمة المرصودة لتدبير القطاعات الموكول اليهم تدبيرشؤونها، حتى شرعوا في التحايل على تلك الميزانيات ،بحيث يتم تحويل اجزاء مهمة منها بشتى الوان فنون التحايل الى جيوبهم الخاصة وتراهم بسرعة البرق قد اكتسبوا العضوية في نادي الاثرياء الكبار ولا أحد يسألهم «من اين لكم هذا؟».
وبالعودة الى قصة ابن السقا، فالجانب العجيب والمدهش في قصته والذي جعلني اصوغ هذه المقالة ، هو يوم موته .ففي ذلك اليوم ،اجتمع القضاة في قرطبة ايام كان للقضاء هيبته ، اجتمع القضاة برئاسة قاضي يدعى سراج بن عبد الله،وتأكد لهم ان ابن السقا لم يكن يملك شروى نقير وبعد وفاته خلف لأهله تركة طائلة، وراعهم ان التركة جُمعت من مال حرام ونُهبت من أموال الشعب فأجمع الفقهاء على بطلان وصيته، وأن تؤول جميع الأموال الى بيت المال، أي الى وزارة المالية في وقتنا الحاضر. وهكذا سبقت الدولة الاسلامية في الأندلس عصر ازدهارها وعظمتها دول العالم بإقرار مبدأ وقانون «من أين لك هذا؟»، الذي لم يعرفه العالم المتقدم الا في العصر الحديث.وبسبب هذا القانون وحده –قانون من اين لك هذا؟-وضع المسلمون انذاك وبعدهم الغرب عجلات حياتهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية على السكة الصحيحة لمحاربة امثال ابن السقا ومن يسير على منواله في الأحزاب والبلديات والجماعات والجمعيات والوزارات ...إلخ ،حتى لاينتشر وباء الفساد الذي اينما حل كالطاعون وإلا وأذن بخراب العمران البشري كما قال ابن خلدون في كتابة الشهير"المقدمة".
لاشك اليوم، ونحن في زماننا هذا ايضا، ان الكل يعرف ان الفساد أو سوء الادارة الحكومية تعاني منه جميع دول العالم المعاصرة، الفقيرة والغنية على السواء، والأمثلة على ذلك كثيرة، لكن ما لايعرفه الكثير هو ان الحكومات الجيدة هي تلك التي تحيل مرتكبي الفساد أو المتهمين به الى ساحة العدالة والقضاء،وهنا اتحدث عن القضاء النزيه وليس القضاء المسيس الموجه سياسيا عن بعد بالتليكومند، وشتان بين هذين النوعين من القضاء ياسادة.
العدالة هي الركن الأساس الذي تعتمد عليه عملية بناء المجتمعات وتنمينها ومن دونه يغط المجتمع في الفوضى، والحاجة إلى العدالة والتنمية ،ولاأقصد هنا الحزب الحاكم في البلاد او في تركيا ،وإنما اقصد العدالة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لتحقيق رفاهية المواطنين وضمان الحقوق كان السبب في نشوء الحكومات كما يقول الدارسون، حين تفشّى الظلم و نهب الحقوق على يد الأقوياء منذ أن عرف الإنسان الزراعة وامتهنها وصار هناك جهد يبذله الأفراد لأجل تحصيل القوت.. فقد يأتي من يأتي ليجني في نهاية الحصاد جهود الآخرين بقوة الذراع او الحيلة تحت مسميات واهية شتى. إن الجهاز القضائي أحد أهم الأجهزة في الدولة، بلا مؤسسة قضائية جيدة ونزيهة و بعيدة عن التأثر بسلطات أخرى يصعب القول إن هناك دولة تضمن حقوق مواطنيها خاصة إذا كثر في الدولة رجال من طينة ابن السقا وما أكثرهم بيننا في عالم اليوم في بلادنا..!



#محمد_حدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل العالم فعلا بخير؟
- أقوى رجل في العالم
- خطان لايلتقيان..
- مائة كيس أرزللتنمية البشرية..
- مائة كيس أرزللتنمية البشرية..
- أنا حرامي وتمساح .. وافتخر!؟
- نحن في حاجة الى قانون حمو رابي
- الاخوان ومشكلة إقصاء الاخر
- حين يلتقي فساد الأشرار بصمت الاخيار
- الغرب و مواطنيه الجهاديين في سوريا
- التهم الجاهزة للقضاء على الخصوم
- النيران التي احرقت مبارك ومرسي..
- من على حق في مصر..؟
- ثورة مصرالثانية..
- كتب الأعاجيب القديمة
- لمن نكتب ما نكتب؟
- لمن نكتب؟
- لامخرج الا العلم والمعرفة
- الاحتجاجات ردا على الفيلم المسيء للرسول
- لماذا طال أمد حل الأزمة السورية؟


المزيد.....




- الملك سلمان يصدر أمرا بشأن قواعد إجراء التسويات مع مرتكبي جر ...
- الصين تبني أكبر مركز قيادة عسكري في العالم يفوق البنتاغون بع ...
- ِشريك موميكا حارق القرآن يعلق بعد مقتل الأخير
- وزارة الدفاع التركية تعلن فصل 3 ضباط -تأديب وانضباط- و5 ضباط ...
- عباس يهنئ الشرع بمناسبة توليه رئاسة الجمهورية العربية السوري ...
- التلفزيون المصري عن صورة السيسي بصحيفة إسرائيلية: تهديد لا ي ...
- -واتساب-: شركة تجسس إسرائيلية استهدفت مستخدمين
- ترودو: جاهزون للرد في حال إصرار واشنطن على تنفيذ قرارها بزيا ...
- الأمن العراقي ينشر تفاصيل القبض على قتلة محمد باقر الصدر
- البوندستاغ الألماني يرفض مشروع قانون لتشديد سياسة الهجرة


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حدوي - العدالة الركن الاساس لبناء المجتمع وتنميته..