الشرقي لبريز
اعلامي وكاتب مغربي
(Lebriz Ech-cherki)
الحوار المتمدن-العدد: 4555 - 2014 / 8 / 26 - 10:19
المحور:
الادب والفن
بدا شاحبا ، مثقلا بخوف مجهول المصدر ، فكر في محاولة فعل شيء اليوم ، لابد من فعل شيء مميز علاه يتخلص من الخوف ، عزم على ابتكر طقوس جديدة ، عكس التي اعتاد ممارسته في مثل هذا اليوم بالضبط ، اعتاد التعاطي مع هذا اليوم بطقوس تكسر تلك التي يتعاطي بها مع باقي ايام السنة ، انه يوم حبه .
طقسان فكر في ممارستهما اليوم ، ان يوقف الزمان عند هذا اليوم للابد ،يخرج عن المألوف ، طقسان غاية في البساطة و بدل الشروع في ممارستهما لكونهما غاية في البساطة ، وقف امام المرآة ، ينظر الى نفسه ، فعل توقف عن ممارسته مند زمان ، بل نسي ممارسته .
بعد ان احبها انشغال بها عن العالم ، و انشغال العالم عنه ،ليعيش في عالمه وحيدا ، ليس حبها من شغله عن العالم ، بل ادهى انه قبل حبها كلما حاول رؤية نفسه في المرآة ، امتلأت عينيه بصورة وحش مخيف ، تجسد في صورة انسان ، يشعر حينها بتوتر شديد يفقده صوابه حد الجنون ، بمجرد ازحت عينيه عن المرآة يعود الى حالته الطبيعية ، حتي اصبح مؤمنا ان المرآة الشيء الوحيد الذي نري فيه انفسنا ان نحن نظرنا فيه بأعيون غير أعيوننا التي نستعملها للرؤية العادية ، مع تكرار الحالة اقتناع ان هناك شيء مفقود في ذاته و عليها البحث عنه ، تاكد ان للخروج من هذه الحالة التي تقض مضجعه ، ايجاد الشيء المفقود ، الوصول اليه سيجعل صورته تنعكس بشكل سليم على المرآة ، حتي لا يعكس حالته و هو لم يدرك المفقود ، حجب كل المرايا المعلقة بغرفته بستائر سوداء ، اصبحت الغرفة تعج بلوحات سريالية سوداء .
شيء غريب اكتشفه اليوم امام المراة حين انعكست صورته على المراة بشكل سليم أدرك ان الوحش انقرض ، حل محله الانسان ، ليصرخ باعلي صوته
انا اري العالم في حبة رمل ، و الفردوس في زهرة برية .
انا الان خالد لا محالة ، امسك الخلود في راحة يدي .
#الشرقي_لبريز (هاشتاغ)
Lebriz_Ech-cherki#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟