أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - العنف الديني والتطرف متلازمة اجتماعية أقتصادية ح4














المزيد.....


العنف الديني والتطرف متلازمة اجتماعية أقتصادية ح4


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4555 - 2014 / 8 / 26 - 10:31
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


العنف الديني والتطرف متلازمة اجتماعية أقتصادية ح4
الفاعل الديني هنا يحتل الجذوة التي توقد الفتيل ولكن من دون العوامل المساعدة لا يمكن لهذه الجذوة أن تشتعل ويستثمرها الفاعل لتحقيق أهداف مخطط لها ومرسوم لها مسار محدد يدور بين هدفين الأول تحقيق امتصاص عوامل العنف التي ستتوجه نحو السلطة الحاكمة التي يتبعها ويتحالف معها الفاعل الديني مما يشكل لها مظلة أمان ,مقابل تسهيل لهذه الفئة طرق التواصل والأتصال مما يجعلها قادرة على فعل العنف والمشاركة في الأهداف المخطط لها , وثانيا التخلص من أثار البطالة الأجتماعية ومصادر التوتر من خلال فرزها وطردها خارج المجتمع, وهو بذلك يحقق للسلطة عدة أهداف من خلال أثارة روح الكراهية والعنف ضد الغير المخالف فضلا عن أستخدام هذه الفئة ضد أهداف محددة قد تشكل إحراجا للسلطة الحاكمة وخاصة في صراع المذاهب وأتباع سياسة الإقصاء والتهميش .
الانحرافات البنيوية الأجتماعية دوما تشكل عامل خطر على السلطة الحاكمة ونجاح السلطة في تفريغ الشحنات هذه دليل على نجاحها في أعادة ترتيب البيت الأجتماعي وهناك عدة طرق أجتماعية تتناول الكيفية الإيجابية للمعالجة وتتخذ بعض المجتمعات معاهد ومراكز متخصصة تسخر خدماتها بهذا الأتجاه , إلا أن المجتمعات التي تمتهن السياسة من باب رؤية سلفية ذات طابع ديني تلجأ للمعالجة من خلال مؤديات وطرق سلبيه لا تبحث في جذور المشكلة وأسبابها وعواملها الأصلية التي يشكل وجود هذه السلطة ورؤيتها المتخلفة لدور الإنسان الذي لا يعدو في نظرها أكثر من عبد مطيع لسيده إلى سلوك الطريق التقريعي الذي يخير فيه الإنسان بين الطاعة العمياء أو المزيد من العقوبات الأجتماعية لحد الإنهاك الذي يوصل الإنسان للإستسلام والعجز والخنوع.
معالجة الإنحراف بالوسائل القهرية لا تنجح دائما في أسكات صوت الثورة الشعبية ولا يمكن أن تكون حلا ناجحا دوما في مواجهة المجتمع وخاصة مع تطور وسائل الأتصال وتغلغل الصحوة الفكرية والدينية في أواسط مهمة من الطبقتين الدنيا والوسطى وهي القاعدة الأهم أجتماعيا في البناء التنظيمي لمجتمعات التدين , كان لا بد من تسخير العامل الديني وبالذات المحفزات الغريزية لتتحرك نحو جذب العناصر التي تتميز بقدرة ذاتية انفجارية وتخريبية وزجها في المشروع العنفي وتخريجها في أطار خارجي لتكسب بذلك فرصة حقيقية لتفادي انفجارها داخليا وثانيا محاصرة وإخافة الصوت الحر الصوت الأخر المنادي بالتحرر من خلال توجيه بعض العنف هذا بمواجهته وبالتالي صد كل الهزات الأجتماعية من مهدها وهذا سلاح أثبت خطره الارتدادي على ذات المجتمع خاصة بعد عدم القدرة التامة على السيطرة الفعلية على محركاته ومباعثه التي تتخذ مننى عدائي ضد السلطة كما حصل مع السعودية وبعض أجنحة القاعدة التي تسللت الى داخل المجتمع السعودي .
الحلول القهرية ممكن تؤجل الانفجار والتشظي داخل المجتمع المنغلق دينيا لكنه سريعا ما يتمظهر في المجتمعات الأكثر حرية وتحرر من سلطة الدولة والمجتمع الديني المغلق , مما يشكل به فرزا حقيقيا بين التيارات العنفية والتيارات الأكثر ليبرالية وواقعية منها مما يشكل أستقطاب حقيقي يظهر بصورة صراعات جذرية في المجتمع تؤدي إلى الصدام والصراع المسلح بين قوتين الأولى تريد أن تفرض شروط محافظة وأكثر أصولية وتشدد وتستخدم العنف وسيلة وبين قوى تقف خلف الدولة وقواها المدنية للدفاع عن حقها في أختيار النمط الأجتماعي التي ترغب به خارج مؤديات وأهداف الفريق الأول , هذه المواجهة لا تنتهي دوما بسرعة وقد تترك أثارا بنيوية وخلل في المجتمع تمتد لسنوات حتى تتلاشى وتتعافى منها , لأن الوازع الديني يتداخل دوما مع الوازع الطبقي فيتحول الصراع إلى صرع طبقي مصلحي له صبغة دينية ويتحول مفهومه إلى عناوين تاريخية كما شهدنا ذلك في الساحتين المصرية والسورية وكما حدث بعنوان سياسي كبير في الجزائر وليبيا لاحقا .
الحل في هذه الحالة يحتاج لجهد أقتصادي مدروس يخفف العبء عن المواطن الفقير ويحيد الطبقات ذات الدخل المحدود من الأنخراط بالمشروع العنفي من خلال ربط الإنسان بحركة الأنتاج وعدم السماح له بالتحجج بعوامل الفقر والتفقير , هذه المعالجة لها حظ كبير بالنجاح لو صاحبها منهج تعريفي وسطي يبشر بالقاعد الدينية والتربوية التي يؤمن بها الإسلام الوسطي مترافق مع أعادة قراءة المنهج التربوي وربطه بالتوعية الدينية والاجتماعية والسياسية التي تربط الإنسان بالمصلحة الأجتماعية الجدلية التي تؤمن بقسيمة الإنسان وأحترام وجوده وحقه بالحياة ومحاولة توسيع المشاركة السياسية وإخراجها من النمط النخبوي إلى النمط الشعبي العريض وتحسيس المجتمع أنه مسئول فعليا في إدارة جزء من المسئولية الوطنية .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنف الديني والتطرف متلازمة اجتماعية أقتصادية ح3
- العنف الديني والتطرف متلازمة اجتماعية أقتصادية ح2
- العنف الديني والتطرف متلازمة اجتماعية أقتصادية ح1
- لو أني كنت رئيسا للعراق
- مكة وإسماعيل العربي ح1
- مكة وإسماعيل العربي ح2
- العبرانيون وإبراهيم والعرب ح1
- العبرانيون وإبراهيم والعرب ح2
- التاريخ بين القراءة الدينية والمنهج العلمي ج2
- التاريخ بين القراءة الدينية والمنهج العلمي ج1
- البقرة الصفراء _ قصة قصيرةج1
- البقرة الصفراء _ قصة قصيرةج2
- عراقية أنا والتاريخ ثوبي
- العراق وشروط تكوين الأمة
- بين مائدة عبد الجبار الفياض ومائدة السلطان
- الحرية موقف من الحياة
- أستعمار الذاكرة
- صياغة مفهوم الحرية
- صياغة مفهوم الحرية ح2
- ليلة الإنقلاب على الرب _ قصة قصيرة ح3


المزيد.....




- -سنجدكم ونقتلكم-.. ترامب يأمر بشن غارات جوية ضد مقاتلي داعش ...
- قتلى وإصابات في قصف مدفعي استهدف مدنيين في أم درمان، وقوات ا ...
- إتمام رابع عملية تبادل بين حماس وإسرائيل
- سوريا.. إعلان من إدارة الهجرة والجوازات بشأن خطوات ورسوم الح ...
- ترامب سيفرض رسوما جمركية كبيرة على الواردات من الصين وكندا و ...
- أزمة نقص مياه خانقة في أفغانستان وبعض مناطق كابل بلا مياه
- تقرير: إيران تطور سرا صواريخ نووية قادرة على ضرب أوروبا
- نتنياهو يعين الجنرال زامير رئيسا لأركان الجيش الإسرائيلي
- نتنياهو: بدء محادثات المرحلة الثانية من الهدنة يوم الاثنين
- عناكب المريخ.. ناسا ترصد ظاهرة غريبة


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - العنف الديني والتطرف متلازمة اجتماعية أقتصادية ح4